يسري عبد الله: الثقافة جوهر أصيل في بنية الحوار الوطني
قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة حلوان، إن الحوار الوطني في حد ذاته فعل منتِج، وخلاق، ومطلوب للغاية خاصة مع الأمم الكبرى التي تحيا بحيوية التنوع مثل الأمة المصرية، ولذا فإن على الجميع أن يتسم بروح متناغمة، تنحو صوب تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها.
وأضاف يسري عبد الله في تصريحات خاصة لـ «الدستور»: «تتأسس بنية الحوار الوطني على قيم الحرية والتعدد، والاتكاء على معايير الشفافية والنزاهة، حيث يجب أن تكون المصلحة العامة غاية الجميع، فضلا عن تدعيم الدولة الوطنية، ومساعدة الجمهورية الجديدة في محابهة التحديات الآنية المستقبلية؛ ولذا فإن الاقتراحات والتوصيات والتوصيفات المقدمة يجب أن تخرج من سياق التوصيف الراهن للحالة المصرية بمشتملاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية إلى طرح الحلول الإجرائية والعملية، القابلة للتطبيق، وليست الحلول النظرية فحسب».
وتابع: «وتعد سردية الحوار سردية كبرى في تاريخ الإنسانية، وفي تاريخ الأمم التي تأمل في تحول تاريخي، يحدد مسارات وجودها في محيطها الإقليمي والدولي، ويؤسس لبنية داخلية متجانسة تدفعها إلى مزيد من العمل والتقدم، والرهان على المستقبل، وهذا هو الأهم في الحقيقة، لأن فكرة الحوار ونتائجه قد تمتد لأجيال أخرى لاحقة».
أكمل: «وتمثل الثقافة جوهرا أصيلا في بنية أي حوار بين الأطياف والمكونات والقوى المجتمعية المختلفة، لأنها وباختصار تؤسس للعقل العام، فضلا عن كونها تعبيرا نوعيا فريدا عن الوجدان الجمعي، وفي الآن وهنا نأمل من الحوار الوطني ضرورة تعزيز مفهوم التنوير، بحيث يصبح حالة مجتمعية بالأساس، والعمل على أن يصبح مشروعا وطنيا تتبناه وزارة الثقافة المصرية بهيئاتها المختلفة، فضلا عن استحداث آليات قابلة للتنفيذ بشأن مجاوزة الفجوة بين الثقافة بتنويعاتها المختلفة من الإبداع إلى المعرفة إلى الفن والجماهير، وبجيث تصبح الثقافة قيمة مضافة إلى متن الدولة الوطنية، وحجر اساس في بناء الجمهورية الجديدة. إن تعزيز الخيال الإبداعي، والعقل النقدي الخلاق، والاحتفاء بقيم التقدم والاستنارة والجمال والتسامح غايات أصيلة في هذا السياق».