شهود عيان من غزة يروون لـ"الدستور" تفاصيل ليلة الحزن الدامية
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، غارات عنيفة على قطاع غزة أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن 40 طائرة مقاتلة نفذت فجر الثلاثاء، غارات على أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، موضحا أن العملية كانت مشتركة مع جهاز الأمن العام "الشاباك".
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة فى قطاع غزة الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع فجرًا، إلى 13 شهيدًا وأكثر من 20 إصابة بجراح مختلفة.
وكان لـ"الدستور"، لقاء مع عدد من شهود العيان القريبين من مناطق القصف فى قطاع غزة لمعرفة تفاصيل الليلة الدامية التى عاشها الأهالي هناك.
نسمة فارس: كنا نيام وفجأة سمعنا الانفجارات
قالت نسمة فارس من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تعمل في المجال الإعلامي، قريبة من مناطق القصف كانت ليلة هادئة الناس نيام، وفجأة سمعنا صوت انفجارات شديدة في عدة مناطق، في بادئ الأمر ظننا أنها انفجارات داخلية، إلى أن تم إعلان عن غارات واستهداف لقيادات سرايا القدس من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
أضافت فارس، لـ"الدستور"، أن طيران الاحتلال عمّ الأجواء، ثم فجأة غارات متتالية، وكنا برعب شديد خاصة الأطفال، لافتة إلى أنه حتى اللحظة هناك طيران منتشر بكثافة، وأجواء شبيهة بحظر التجوال، مؤكدة أن الوضع متوتر والجميع في حالة ترقب.
ملكة: استيقظنا على انفجارات الفجر
فيما قال جهاد ملكة من حي الزيتون فى قطاع غزة، القصف كان يبعد عن منزلي عدة أمتار قليلة، لم يتضرر منزلي لكن اهتز بقوة شديد أفزعنا جميعا.
أضاف ملكة: "تقريبًا نحو الساعة الثانية فجرا اهتز المنزل وسمعت صوت انفجار عنيف، وكنت لحظتها أحاول النوم وعلى الفور نهضت من السرير وبدأت تفقد المنزل وعائلتي والاطمئنان عليهم وقد وجدتهم جميعهم قد صحوا من النوم وبدأوا يتسألون ماذا يحدث، خاصة وأنه لا صوت في الأرجاء أعلى من صوت الطائرات، وكأن الاحتلال يتربص بالجو ليعلن انتصارًا زائفا، وحاولت طمأنتهم بأن القصف بعيد عنا خاصة وأننا في غزة معتادون على جولات القتال بين الفينة والأخرى وأن الاحتلال يتعمد خداع الناس بـ"هدوء كاذب"، ليباغتهم بجريمة تؤدي لعشرات الضحايا الأبرياء.
وتحدثت معهم قليلا لتهدئهم وخاصة بنتي الصغيرة إيلين التي تخاف من القصف وتأتي لتنام بجانبي أيام التصعيد التي تحصل.
بعد ذلك بدأت متابعة ما يجري عبر مجموعات الواتس ووسائل التواصل وعرفت أن الاحتلال ارتكب جريمة نكراء باغتيال قادة في المقاومة وقصفهم في بيتوهم مع عائلاتهم.
وبعد انتهاء موجة القصف حاولت العائلة والأولاد العودة للنوم مرة أخري.
داليا أحمد: ما بقي فيه خوف !
وبصوت يملؤه الحسرة والحزن، خوف ما بقي فى خوف، بتلك الكلمات بدأت الدكتور داليا أحمد من قطاع غزة، تصريحاتها للـدستور.
وقالت داليا:"صعب تنامي بأمان وتصحي على صوت القصف والصواريخ والطائرات"، مؤكدة أن الخوف أصبح غير موجود بسبب كثرة ما يحدث لنا من قصف ودمار من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن مشاعر الفقد هى التي تسيطر علينا.
وأشارت إلى أن معظم أهالي قطاع غزة يعانون من أمراض فى الأذن والسمع نتيجة للطائرات الزنانة طائرات الاستطلاع.
وأضافت داليا أنه مع بداية القصف ذهبت سريعا لابنتها الصغيرة التى لم تتجاوز الـ13 عشر من عمرها نظرا لخوفها الشديد من أصوات الصواريخ وحاولت تطمئنها واحتضنتها كثيرات.
وأوضحت أن نجلتها الصغيرة فقط من بين أفراد أسرتها الـ7 هى التى تخاف وتخشي الصواريخ ولكن باقي أولادها فى ثبات تام، قائلة " ما حدا يموت ناقص عمر".
خالد أحمد: كل البيوت فاقت مفزوعة على صوت القصف
فيما قال د.خالد أحمد من مدينة رفح:"كل البيوت فاقت مفزوعة علي صوت القصف والانفجارات، لافتا إلى أنه منذ الساعة ٢ ونصف صباحا لم يستطع أحد أن ينام.
أضاف خالد لـ"الدستور"، أن طيران الاحتلال ما زال يحلق فى سماء قطاع غزة، والكل مترقب وخاصة الأطفال فى حالة ذعر وخوف.
الزق: توتر وقلق من ارتكاب مجازر أخرى
فيما قال محمود الزق من حي الشجاعية بقطاع غزة، عضو المجلس المركزي الفلسطيني، قصف وحشى استهدف شقق سكنية مأهولة بالسكان، لافتًا إلى أن الوضع خطير جدا في هذه اللحظات، وهناك توتر وقلق من ارتكاب مجازر أخرى.