فلسطينيون ناجون من السودان: مصر قدمت استثناءات لإعادتنا إلى بلدنا
التهديدات المستمرة، والتعرض إلى إطلاق نار، والتنقل وسط الاشتباكات، كانت هذه تفاصيل الساعات الأخيرة التى قضاها الطلاب الفلسطينيون فى السودان قبل إجلائهم عن طريق مصر.
قال شريف زياد الزق، طالب فلسطينى من قطاع غزة، بالفرقة الأخيرة بكلية الطب بجامعة بحرى بالخرطوم، إنه بمجرد عبوره وزملائه الحدود المصرية، شعر بأمان وبسهولة كبيرة فى الحركة، قائلًا: «الصراحة مصر كان لها الدور الأكبر فى تسهيل عملية الإجلاء، وقدمت استثناءات كثيرة، وكان العبور عن طريق مصر آمنًا وسهلًا».
وبين أنه تمكن من العودة إلى بلاده عن طريق مصر، أيضًا، قائلًا: «تم فتح معبر رفح وعبرنا منه إلى قطاع غزة»، معربًا عن شكره مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى فى تأمين الطريق لكل الرعايا من الدول الشقيقة.
وحول مصير دراسته، قال: «الأمر غير معروف حتى الآن، لكن نتمنى من جامعات غزة أن تستوعبنا أو أى جامعة فى أى دولة عربية، لنستأنف الدراسة، خاصة أننا كنا فى السنة الأخيرة».
وعن الأحداث التى، يمر بها السودان الآن، قال محمود الزق عم الطالب زياد، وعضو المجلس المركزى الفلسطينى، إن هناك إحساسًا عميقًا بالحزن يغمره بسبب الأوضاع فى السودان، مشيرًا إلى أن فلسطين والسودان تجمعهما شراكة فى العرق والدين والمذهب.
وأعرب عن أمله فى أن يستعيد السودان عافيته، وأن تنجلى العتمة، وأن يدرك أبناؤه أن الشرعية الوطنية تتطلب سلوكًا وطنيًا، بعيدًا عن التوحش فى حل الخلافات الداخلية.
وحول عملية إجلاء الطلاب الفلسطينيين وبينهم نجل شقيقه، قال: «كان خيارًا إجباريًا، وكل التقدير لجهد الشقيقة الكبرى مصر، فى المساعدة على إجلاء الطلبة الفلسطينيين، وتسهيل سفرهم إلى وطنهم فلسطين، وكل التقدير لهذا الجهد الذى شمل أيضًا عمليات إجلاء المواطنين العرب».
فى السياق نفسه، قدم كمال الرواغ أمين عام الشبكة العربية للثقافة والرأى والإعلام، جزيل الشكر والامتنان لمصر، ممثلة فى رئيسها عبدالفتاح السيسى، على تعليماته بتسهيل وصول الطلبة والرعايا الفلسطينيين خصوصًا والعرب عمومًا، إلى الأراضى المصرية وحسن استقبالهم ورعايتهم من القوات المسلحة المصرية وجهاز المخابرات العامة المصرى، وجهد تلك المؤسسات فى تنظيم وحماية وتأمين وصولهم إلى بلدانهم.
وقال إن هذه الإجراءات تعبر عن مدى أصالة وكفاءة الجيش المصرى، داعيًا الله أن يحمى مصر شعبًا ودولة وقيادة من كل سوء.
وقال أحمد عدنان راضى، طالب بكلية الطب بجامعة الخرطوم، إنه كان فى أم درمان وقت وقوع الاشتباكات، وحاول العودة إلى العاصمة، لكنه لم يستطع بسبب إطلاق النيران.
وذكر أنه لم يكن يعرف أحدًا فى أم درمان للمكوث عنده، واضطر فى النهاية إلى الذهاب إلى منطقة بحرى الخرطوم، وجلس مع أصدقاء له هناك، مضيفًا: «ظروفنا كانت صعبة جدًا فى بداية الحرب، وجلسنا فى البيت تقريبًا أكثر من أسبوع، دون كهرباء ولا ماء ولا أكل، وحاولنا أن نحصل على الماء من خلال مستشفى قريب من بيت أصدقائى، ولكن كانت مغامرة مليئة بالمخاوف».
وتابع: «الحمد لله أول ما سمعنا إن مصر تساعد فى إجلاء المصريين، قلنا خلاص مستحيل مصر تتركنا، وفى هذه اللحظة ظهر الأمل بين عيون الشباب من جديد، لأن طول عمرنا بنعرف إن إحنا أهل غزة بنعيش بحفظ ربنا ثم حفظ جمهورية مصر العربية، يعنى معروف إننا تحت رعاية مصر دائمًا، وأنا دايمًا بقول غزة مدينة من مدن مصر بس مدينة صغيرة».
وأكمل أنه بعد ساعات تواصلت السفارة الفلسطينية معهم وأبلغتهم بوجود تنسيق مصرى فلسطينى لإجلاء الفلسطينيين من داخل مناطق الحرب والاشتباكات، إلى السفارة الفلسطينية، ثم الانتقال برًا للحدود السودانية المصرية ثم إلى مصر عبر معبر أرقين.