خالد رءوف: كفافيس شاعر الإنسانية وربط الإسكندرية بالعالم
يحتفي العالم بالذكرى الـ90 لرحيل الشاعر العالمي كفافيس، الذي رحل في 29 من أبريل عام 1933، تاركًا وراءه أثرًا لا يمحى من الإبداع، إلى جانب كونه أحد رموز جسر التواصل بين مصر واليونان، عن كفافيس الشاعر الإنساني وكيف أصبح جسرًا للتواصل الثقافي والإبداعي بين مصر وأثينا يدور التقرير التالي.
كفافيس صوت الإسكندرية
قال الكاتب والمترجم والأكاديمي الدكتور خالد رءوف لـ"الدستور": "أعتقد أن كفافيس لم يكن جسرًا للتواصل بين مصر واليونان فقط، بل يربط الإنسان بذاته كما يربط الإسكندرية بالعالم".
ولفت رءوف إلى أن "الشائع أن الشاعرعاش حياة خاصة وذاتية بلا صخب ولم يشتبك أبدًا مع أحداثها، بالرغم من أنه عاش فترة تاريخية ثرية في الإسكندرية على المستويين السياسي والاجتماعي، أو على الأقل هذا ما يبدو، وفي رأيي الشخصي ما فعله هو العكس تمامًا إذ إن تأثره بعصره وبأحداثه انعكس عليه كشاعر فذ، فلم يلجأ إلى التعليق عليها بطنطنات شعرية مثلما قد يفعل أي شاعر عادي، بل غاص في التاريخ وفي النفس البشرية وخرج منهما بقصائد لا مثيل لها وكأنها كتبت اليوم، وهذا ما يجعل الشعر الحقيقي عظيمًا، وهكذا يكون الخلود حليفها... فذاتيته الشديدة جعلت شعره أكثر شمولًا وإنسانية، مما يؤكد على كلمة أرسطو بأن الشعر هو أكثر فلسفة من التاريخ إذ يتحدث عن الكل والأشمل بينما التاريخ عن الخاص".
قصائد خالدة
وأشار صاحب ترجمة "أصوات سكندرية" إلى أن: "يقسم الباحثون شعر كفافيس- قصائدة القليلة والعميقة في نفس الوقت وبلا شك يمكن وصفها بالخالدة إلى ثلاثة أقسام (القصائد الحسية والفلسفية والتاريخية) ويطرح فيها تقريبًا ما لم يطرحه شاعر آخر حتى عصره، وربما حتى الآن لو أخذنا في الاعتبار عامل ندرة الإنتاج وتجديده الشعري واللغوي إلى هذه اللحظة؛ مما يجعله شاعرًا عالميًا، فلا تزال قصائدة تبحث وتنقد وتكتب عنها الدراسات في كل المحافل الأدبية والعلمية والأكاديمية حول العالم، حتى إن هناك مصطلحًا صار مرسخًا وهو "الـ كافافولوجي".
وتساءل رءوف "لماذا نقول إن كفافيس لعب ويلعب دورًا هامًا كونه جسرًا يربط بين مصر واليونان/ العالم؟ لأن الشاعر يوصف دومًا بالسكندري؛ وأينما ذكر اسمه ذكرت الإسكندرية ومصر وتاريخ مصر وحاضرها كنوع من الدعاية الناعمة المجانية لوطننا. كما أن هذا يثير لدينا شوفينية مشروعة وحنين متوارث وربما زائف لعصر قد لا نعرف عنه الكثير.
متحف كفافيس
وختم رءوف "جدير بالذكر أن متحف/ بيت كفافيس بالإسكندرية تحت التجديد من مؤسسة أوناسيس بالتعاون مع مؤسسة الثقافة اليونانية، كما تُنظم مؤسسة أوناسس أيضًا مهرجان للاحتفال بذكرى الشاعر في مدينة نيويورك ويلقى رواجًا ونجاحًا كبيرًا.