ملتقى "رمضانيات نسائية" ينظم درس "فقه التعامل مع النعم" بالجامع الأزهر
نظم الجامع الأزهر، اليوم السبت، درس وعظ النساء "رمضانيات نسائية"، تحت عنوان "فقه التعامل مع النعم" وذلك تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وذلك بحضور: د. سماح حمدي يوسف، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ، ووفاء حسانين محمد السقا، الواعظة بمنطقة وعظ البحيرة، وأدارت الندوة د. هبة النجار، الباحثة بالجامع الأزهر .
في بداية الندوة، أوضحت د. سماح يوسف، أن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى، وهناك أنواع من النعم منها النعم الكونية، وهي كل ما سخره الله - سبحانه وتعالى - لنا من الشمس والقمر والنجوم والفلك والأشجار، مستشهدة بقوله تعالى "وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُون".
وكشفت د.سماح يوسف، أن كل ما في الكون من سماء وأرض وأنهار وبحار ونبات وغير ذلك من المخلوقات من نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، وهناك نعم دينية كنعمة الإسلام ونعمة بعثة الرسول وختْم به الرسالات، ونعمة الهداية.
وعن النعم الدنيوية، ذكرت عضو الفتوى، أن هذه النعم منها نعمة الغنى، ونعمة الصحة وغيرها من النعم كما استشهدت بقول ابن القيم أن النعم ثلاث : نعمة حاصلة يعلم بها العبد ، ونعمة منتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده، عرفه نعمته الحاضرة وأعطاه من شكره قيدًا به حتى لا تشرد، وإذا بها قد وافت إليه على أتم الوجوه وعرفه النعم التي هو فيها.
وعن كيفية شكرنا لنعم الله عزو جل ، أكدت الواعظة وفاء حسانين، أن من فقه النعم أن يشكر الإنسان المنعم سبحانه وتعالى على ما وهبه من النعم الكثيرة وهذا الشكر مردود عليه محفوظ له عند ربه سبحانه وتعالى كما قال الله عز وجل في محكم كتابه ﴿وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾َ، وشكر النعم من الواجبات المفروضة ويجب على الإنسان ان يستعمل نعم الله في الطاعة فالله سبحانه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده فإظهار النعم له من الآثار الإيجابية على المجتمع الكثير .
وأوضحت أن الشاكر لنعم الله ينظر إلى حياته نظرة إيجابية يمتلئ سعادة وهناء ، ويزداد تفاؤلا وأملاً ويكون أقدر على مواجهة التحديات وبالتي ينعكس ذلك على مجتمعه فمن أعظم الفضائل التعبير عن الامتنان والشكر والتقدير ، ولا سيما تجاه الخالق سبحانه وتعالى وعن الخوف من الحسد عند إظهار النعم بينت أنه لا يتعارض وخوف بعض الناس من الحسد بأن يراعي الشخص الآداب لشكر النعم وعدم التحدث بها أمام من حرم نعمة معينة، وتحصين الإنسان نفسه وماله وعياله.
وفي السياق نفسه ذكرت د. هبة النجار ، أن قول الإنسان عند رؤية ما يحب أو ما يظهر له من نعم الله على غيره أو حتى على نفسه "ما شاء الله لا قوة إلا بالله"، كما أمرنا الله عزو جل في محكم كتابه حيث قال سبحانه: {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ}.
وختمت الندوة بالدعاء أن يرزقنا الله نعمة الحمد على كل نعمائه حمدًا يليق برب النعم، حمد الشاكرين الراضين بقضاء الله وقدره.
تأتي هذه الدروس الدعوية في ظل إقبال السيدات، وحرصهن على الحضور والاستفادة بما يقدمه الجامع الأزهر، كما تلاقي هذه الندوات تفاعلا كبيرا من أعمار متفاوتة من النساء، وهو ما يعكس أهمية دور المؤسسات الدينية ودُور العبادة في زيادة الوعي والتنمية المجتمعية.