«سره الباتع».. السلفيون في مصر ما بين هدم الأضرحة وإقصاء الآخر
حملت أحداث الحلقة 12 من مسلسل “سره الباتع”، ظهور التيار السلفي على السطح عقب أحداث يناير 2011. وبعد أن كانوا يكفرون الخروج على الحاكم، نجدهم وقد خرجوا يكونون الأحزاب، ويشاركون في الانتخابات ويسعون إلى المناصب الوزارية وغيرها من ملامح الحكم الحديثة التي لا يعترفون بها بل يكفرونها.
وفي الحوار الذي يدور بين جماعة السلفيين الذين هجموا على ضريح السلطان حامد، في محاولة منهم لهدمه ــ كما حدث في حقيقة الأمر على الأرض ــ خلال فترة الانفلات الأمني الذي عانت منها مصر علي خلفية أحداث الفوضي في يناير 2011.
وعندما تتدخل الشرطة لمنع السلفيين من هدم ضريح السلطان حامد، يرد قائد المجموعة على ضابط الشرطة الذي ينفذ القانون ويحميه، بأن هذا وقت القوانين الاستثنائية وقوانين الثورة.
وعكس هذا المشهد مدى الكره والحقد الذي تحمله الحركات السلفية في مجموعها وعمومها على التصوف والصوفية، لا لشئ سوى أن الصوفية تعبر عن الوجه المشرق للإسلام، عن الوجه الحضاري الإنساني له، بعكس مع تعتقد فيه السلفية من تطرف وتكفير. فبينما الصوفية تحض على المحبة والتسامح وقبول الآخر، وتدعو للتعايش الإنساني بين جميع البشر بشتى ألوانهم وأديانهم أو أجناسهم، نجد السلفية تكفر الجميع، من أول اليهود مرورا بالمسيحيين وصولا إلي كل من يخالفهم “كتالوجهم” في الفكر والدين أو حتي المعاملات الإنسانية.
ــ السلفيين وإقصاء الآخر
وفي كتابه “السلفيون والسياسة”، يذهب الباحث الراحل دكتور محمد حافظ دياب، إلى أن السلفيين وفي محاولتهم لركوب موجة الثورة، دأبوا على إقصاء الآخر، وهو ما يبدو في محاولتهم السيطرة على بعض مساجد الأوقاف، باستبعاد خطبائها الرسميين بالقوة، وإنارتها بمصابيح خضراء، واتهامهم الأزهر بالفساد في موالاته للدولة، والعمل علي تفرقة الحركة الإسلامية وتشتيتها، ووصمهم الطرق الصوفية بأنها تعمل على خدمة ما تسميه “مخططات أمريكية”، لفصل الدين عن الدولة، وإقصائه نهائيا من الحياة السياسية، ومواجهة التيار السلفي في مصر، وبأنها تعمل على نشر الخرافة والدجل وإلصاقها بالدين الإسلامي.
ــ هدم الأضرحة والتماثيل الأثرية
ويذكر “دياب” ويذكرنا بالفظائع التي ارتكبها السلفيون خلال حكم جماعة الإخوان الإرهابية 2012، مشيرا إلى أنه لم يقتصر السلفيون على هدم الأضرحة، بل تولي بعضهم في مدينة قنا إقامة الحد بأيديهم علي مواطن قبطي، قاموا باقتحام منزله وإتلاف سيارته وقطع أذنه.
ويشدد “دياب”: ولم يكن السلفيون بعيدين عن تحطيم بعض تماثيل المتحف المصري، أعقبه تغطيتهم لتمثال “حوريات البحر” الإغريقي بميدان الرأس السوداء في الإسكندرية بالأقمشة، وربطه بالحبال بحجة أن تماثيل الأنثى يجب أن تكون منقبة، وتتم تغطية وجوهها. إضافة إلى قيامهم بهدم نسخة من تمثال سنوسرت الثالث في المنصورة، وتمثال عبد الناصر في أسيوط، وإيقاظ الفتنة الطائفية الذي أدي إلي هدم كنيسة الشهيدين، وقطع خطوط السكك الحديدية في قنا، والقيام هناك بعصيان مدني، بحجة رفضهم تعيين محافظ قبطي، وحرق محل للخمور.