المتحدة ورؤية أشمل لإنتاج رمضان!
قرابة 30 عملًا فنيًا فرضت نفسها على خريطة المنافسة الرمضانية بتنوعها ما بين الدرامي والتاريخي والكوميدي، وقام ببطولتها نجوم كبار تألقوا في أدائهم وتوفرت لأعمالهم عناصر النجاح الأساسية من كتابة وإخراج وإنتاج.
فكلما اقترب محتوى العمل الدرامي من التكوين العام للمشاهدين، زاد من نجاحه بالتعبير عنهم وعن شخصياتهم وأحيانًا عن تطلعاتهم ومشاعرهم.
ولا يختلف اثنان على ضرورة توافر ثلاثة عناصر أساسية لنجاح أي عمل درامي وهي: المؤلف الذي يختار الفكرة وينجح في كتابتها، والمخرج الذي يحول تلك الكتابة إلى مشاهد متراصة فتصبح عملًا فنيًا متكاملًا، ويسبقهما الإنتاج الذي يوفر الإمكانيات لنجاح العمل بداية من فرق الإخراج والمونتاج والملابس والكوافير ومن الموسيقى التصويرية وتتر المسلسل، إلى حجز أماكن التصوير وتوفير المناخ المناسب لإتمام العمل على أكمل وجه.
نتوقف اليوم عند أكثر ثلاثة أعمال نجاحًا في الموسم الرمضاني لنكتب عن نجوم تقف خلف الكاميرا وتقف أيضًا وراء نجاحها هي مسلسلات "رسالة الإمام"، و"الكتيبة 101"، و"الكبير أوي".
"رسالة الإمام" العمل الأضخم والأكثر جدلًا هذا الموسم، كتبه الصحفي وكاتب السيناريست محمد هشام عبية الذي بدأ حياته العملية كصحفي عام 2004 وهو من مواليد 17 مايو 1980 وعمل في عدة مواقع من بينها مساعد رئيس تحرير جريدة التحرير، ورئيس تحرير جريدة اليوم الجديد الأسبوعية، وفاز بجائزة نقابة الصحفيين ثلاث مرات، وأصدر عدة كتب في الأدب الساخر وأدب الرحلات.
وشارك "عبية" في تأليف مسلسل "رحيم"، وكتابة حوار مسلسل "سقوط حر"، وعدة حلقات في مسلسل "طلعت روحي".
اشترك معه في كتابة مسلسل "رسالة الإمام" 7 كُتاب، منهم 3 كُتاب من الشقيقة سوريا، و4 مصريين مثّلوا فريق عمل متكاملًا.
وفي تصريح له أكد محمد عبية أن المسلسل كان في حالة مراجعة طوال الوقت، من قبل مدققين تاريخيين، ومن الأزهر الشريف الذي أشرف على النص المكتوب والأمور الفقهية والتاريخية، وهو ما يؤكد على دقة العمل ويؤكد أيضًا على استيعاب الدراما المصرية للطاقات والمواهب العربية والسورية تحديدًا، كدور طبيعي لمصر مع الأشقاء.
فكان الإخراج أيضًا للمخرج السوري "الليث حجو" الذي ولد في مدينة حلب عام 1971، وهو ابن الفنان الراحل عمر حجو.
عمل "حجو" لفترة طويلة كمساعد مخرج لكبار المخرجين في سوريا ثم قدم المسلسل التليفزيوني "بقعة ضوء" عام 2001 فحقق نجاحًا كبيرًا دفع الشركة المنتجة إلى إنتاج 13 جزءًا منه وتحول إلى سلسلة من 2001 وحتى 2017، وأخرج بعدها العديد من المسلسلات العربية التي حققت نجاحًا كبيرًا، ومن أهم أعماله: أهل الغرام - الانتظار - ضيعة ضايعة - الحقائب - الندم.
أما "إياد صالح" الذي ولد في 27 أغسطس عام 1985 فقد نجح من خلال كتابته لمسلسل "الكتيبة 101" في تقريب الصورة لما حدث في سيناء أعقاب ثورة 30 يونيو، وأوضح بدقة ما كانت تمتلكه الجماعات الإرهابية من إمكانيات وما تتلقاه من دعم خارجى، بما يؤكد أن الهدف من الحرب هو إسقاط الدولة المصرية وجيشها العظيم، واستطاع "إياد صالح" فى تقريب الصورة من الجانب الإنساني والحياة الاجتماعية لأبطال القوات المسلحة وأسرهم، وعلاقاتهم بالجنود وبأهل سيناء، بتفاصيل أكثر دقة تعكس شخصية المقاتل المصري الحقيقية.
تخرج "إياد صالح" في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وعمل كمساعد مخرج في العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية ثم قدم نفسه كمخرج بمجموعة من الأفلام الوثائقية حتى فاز بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه "متى المسكين" بمهرجان ساقية الصاوي للأفلام التسجيلية وفيلم "سنوات الكور الضائعة"، وشارك في كتابة أفكار العديد من البرامج التليفزيونية، مثل "صاحبة السعادة"، "تعشبشاي"، "سهرانين" و"أقوي أم في مصر".
وتصدى لهذا العمل الضخم- الكتيبة 101- المخرج الشاب محمد سلامة الذي ولد فى محافظة الجيزة عام 1986 وتخرج في عام 2007، ورغم عدم تمكنه من الالتحاق بمعهد السينما إلا أن ممارسته للعمل المسرحي مبكرًا من خلال مدرسة السعيدية الثانوية والمسرح الجامعي ودخوله في الوسط الفني مبكرًا بوجوده في الأعمال السينمائية والتليفزيونية مكنته من إتقان ما يقوم به فقدم العديد من الأعمال الناجحة منها مسلسلات "رحيم" و "الحرامي" و"موسى" و"ستات بيت المعادي" و"راجعين يا هوى".
أما مسلسل "الكبير أوي" فهو عمل مشترك في الفكرة والكتابة، بدأ المسلسل عام 2010 بفكرة للفنان أحمد مكي، والكتابة والتأليف لـ مصطفى صقر ومحمد عز الدين.
عمل مصطفي صقر كاتبًا ومنتجًا من بدايته من خلال فيلم "H دبووور" عام 2008، ثم شارك في كتابة الجزء الأول من "الكبير أوي" ليشارك بعد ذلك في الأجزاء اللاحقة، وبينهما قام بكتابة فيلم "الحرب العالمية الثالثة".
وشارك السيناريست محمد عز الدين في كتابة "الكبير أوى" بداية من الجزء الثاني عام 2011 ثم "نيللي وشريهان" عام 2016، و"الواد سيد الشحات" عام 2019.
وتشارك في كتابة "الكبير أوى" الفنانة التشكيلية سارة هجرس، التى تخرجت في كلية الفنون الجميلة وهى ابنة الكاتب الصحفي الكبير الراحل سعد هجرس، وشاركت فى كتابة العديد من البرامج الكوميدية منها "البلاتوه" و"أمين وشركاه"، بالإضافة للمشاركة في كتابة الجزء السادس من "الكبير أوى" رمضان الماضي.
أما إخراج "الكبير أوي" فقام به أحمد الجندي ابن الفنان الكبير الراحل محمود الجندي الذي ولد عام 1980 وتخرج من معهد السينما، وعمل كمساعد مخرج في فيلم "ظرف طارق" وتوالت أعماله الإخراجية بدأها بمسلسل سيت كوم "أحمد إتجوز منى"، وقام بإخراج العديد من الأفلام معظمها ذات طابع كوميدى مثل "حوش اللي وقع من منك"، و"يوم مالوش لازمة" مع محمد هنيدى.
تلك الأعمال الناجحة تصدت لها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية إلى جانب قرابة 17 عملًا دراميًا آخرين والعديد من المسلسلات الإذاعية والبرامج بما يؤكد قدرة المتحدة على استيعاب كل الأجيال ليس من مصر فقط إنما من البلاد العربية الشقيقة، واعتمادها الأساسي على الموهوبين خاصة جيل الشباب.
وسبق للمتحدة أن قدمت ثلاثية "الاختيار" و"هجمة مرتدة" وفيلم "الممر" وغيرها من الأعمال ذات الطابع الوطني والتاريخي التي تحتاج إلى جانب القدرات الإنتاجية العالية تحتاج أيضًا إلى فكر ورسالة إعلامية هدفها خدمة المجتمع.