محمد عبد العزيز: الباب الموصد يحول بينى وبين اللقاء
يستدعي الكاتب الصحفي والإعلامي محمد عبد العزيز، عبر شهادته حول الأم في عيدها تفاصيل ليلة رحيل والدته وإلى جانبها يستدعي ذكريات السنوات الأولى، وكيف كانت تلعب العديد من الأدوار في حياتهم، خاصة بعد رحيل الأب في وقت مبكر من عمرهم.
وفي السطور التالية نرصد شهادته حول الأم في عيدها.
قال الكاتب والإعلامي محمد عبد العزيز: "رحلت أمي منذ ثمانية أعوام؛ جاء قدر الله فجأة ودون مقدمات من مرض أو غيره.. صلت فجرها وانتظرت حتى الضحى فإذا بصوتها يناديني فجأة. و كالبرق قفزت نحوها فإذا بها مغشي عليها أو تكاد".
وتابع: "أدخلتها حجرتها وهممت بالنزول لاستدعاء طبيب وأنا أستعد للمهمة مر على خاطري شريط من الذكريات كانت هي بطلتها جميعها، وكيف لا وقد توفي والدي وأنا في الخامسة من عمري وشقيقي في سن السابعة ليفرض عليها القدر القيام بالدورين معا في تحد وثبات".
وأكد "عبدالعزيز" على أن هذا "دور كانت قد أجادته بعد أن تدربت عليه وأدته بكفاءة مع أخوتها بعد رحيل أمها تاركة لها ثلاثة أشقاء وأب مقعد، وها هي تؤدي نفس الدور من جديد لكن مع ولديها تغرس فيهما ما تعلمته من الحياة و تحفظ لهما كرامتهما، وتؤكد لهما أن العلم هو مفتاح النجاح وليس غيره، وأن الالتجاء إلى باب الله وفضله والاستغناء عن الناس هو سر التميز، وتمر الأيام على الولدين الشابين الرجلين سريعا، لكنها بطيئة وثقيلة وموحشة على الأرملة دون الأربعين".
وتابع: "فجأة، استفيق من رحلة استدعاء الذكريات على صوت صراخ الزوجة معلنة انتهاء الرحلة - في الأجل الذي حدده الله -، وتنتهي الإجراءات بسرعة البرق، في استعجال منها للقاء الله منتظرة أجر الصابرين فهي التي علمتنا بين ما علمتنا ان ما عند الله خير وأبقى".
واختتم عبد العزيز: "صد الباب خلفي بعد أن أسكنتها، حيث مستقرها إلى يوم البعث منتظرا أن يؤذن لي فيفتح الباب من جديد للتواصل حكاياتنا وجلست سمرنا ولأسمع منها حكايات روتها لي قبل ذلك عشرات المرات لكني لا أمل من سماعها وأبقى متشوقا لسردها من جديد".