في ذكرى رحيله الـ11.. من هو البابا شنوده الثالث؟
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 17 مارس 2023، بالذكرى الحادية عشرة لرحيل البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ117 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما أقر المجمع المقدس قرار رقم 9 في جلسة يونيو سنة 2013 بأن تُقرأ سيرة قداسة البابا شنوده الثالث في سنكسار يوم 17 مارس 8 برمهات من كل عام.
من هو البابا شنودة؟
ولد نظير جيد روفائيل يوم 3 أغسطس 1923م بقرية سلام بمحافظة أسيوط، واجتاز مراحله التعليمية الأولى في دمنهور والاسكندرية وأسيوط وبنها، وأتم دراسته الثانوية بمدرسة الإيمان الثانوية بجزيرة بدران بشبرا مصر فى سنة 1939م بدأ خدمته فى مدارس التربية الكنسية بكنيسة العذراء بمهمشة بالقاهرة ، وفى سنة 1946 م بدأ خدمته بكنيسة القديس الأنبا أنطونيوس بشبرا مصر، وفى سنة 1947 م حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، وفى نفس العام تخرج من كلية الضباط الاحتياط،
وفي سنة 1946م التحق بالكلية الاكليريكية وتخرج بها سنة 1949م ، وعمل في مجال التدريس وفى سنة 1949م تكرس للخدمة وللتدريس بالإكليريكية ،
وتولى رئاسة تحرير مجلة مدارس الأحد (في اكتوبر (١٩٤٩م) وحتى رهبنته (في يوليو ١٩٥٤م) ، وفى سنة ۱۹٥٢م اختير رئيساً لمجلس ادارة بيت مدارس الأحد، ثم استقال منه ليتفرغ للإكليريكية وللخدمة، فى سنة ۱۹۵۳م قام بالتدريس في مدرسة الرهبان بحلوان .
في ١٨ يوليو ١٩٥٤م ترهب بدير السيدة العذراء (السريان بوادي النطرون باسم الراهب أنطونيوس السرياني، وصار أمينا لمكتبة دير السريان ومن عام ١٩٥٦ إلى عام ١٩٦٢ عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالى ٧ أميال عن مبنى الدير مكرساً فيها كل وقته للتأمل والصلاة، تمت سيامته قساً يوما ٣١ أغسطس ۱۹٥٨م بيد أنبا ثاؤفيلس أسقف الدير وقتذاك.
وفي يونيو ١٩٥٩م اختاره البابا كيرلس السادس ليكون سكرتيراً له.
وفى ٢٠ سبتمبر ١٩٦٢م تمت سيامته أسقفاً للتعليم باسم أنبا شنودة وأسس اجتماعات روحية للوعظ والتعليم بمنطقة دير الأنبا رويس بالعباسية.
وفى يناير ۱۹٦٥م أصدر العدد الأول من مجلة “الكرازة"، وفى سنة ١٩٦٦م أصبح عضواً بنقابة الصحفيين.
بعد نياحة البابا كيرلس السادس يوم ۹ مارس ۱۹۷۱م، تم ترشيحه للجلوس على الكرسي البابوي، وكان ضمن الثلاثة الذين اختيروا بالانتخاب يوم ٢٦ أكتوبر ١٩٧١م. وفي يوم الأحد ٣١ أكتوبر ۱۹۷۱م تم اختياره بالقرعة الهيكلية،
وفى يوم الأحد ١٤ نوفمبر ۱۹۷۱م تم تتويجه وتجليسه على الكرسى البابوي.
فى فبراير ۱۹۹۱م اختير رئيساً لمجلس الكنائس العالمي عن الارثوذكس الشرقيين والشرق الأوسط، وفى ٨ نوفمبر ١٩٩٤م اختير رئيساً لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية وتجدد انتخابه لمرة ثانية سنة ،۱۹۹۸م، ولمرة ثالثة ٢٠٠٣م.
قام بعدد ١٠٤ رحلة خارج مصر لأهداف رعوية ومسكونية للعديد من الدول في قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأستراليا.
وقام بسيامة أول بطريرك لإريتريا وهو أبونا فيلبس الأول ۱۹۹۸ م ، كما قام بسيامة أبونا أنطونيوس الأول بطريركاً لإريتريا ٢٠٠٤م.
وقام بسيامة ١١٧ مطراناً وأسقفاً وخور ايبسكوبوس، وكذلك سيامة ۱۰۰۱ كاهن للقاهرة والاسكندرية وبلاد المهجر، وقام بعمل الميرون المقدس سبع مرات، وفي سنة ١٩٧٣م أحضر إلى مصر رفات القديس أثناسيوس الرسولي
وصدرت في عهده بعض اللوائح، منها: لائحة المجمع المقدس (۱۹۸۵م) ، ولائحة المكرسات(۱۹۹۱م).
وفى ٢٥ مايو ۱۹۸۰م أسس أسقفية لخدمة الشباب، وفى ١٩٧٦م تأسست أسقفية عامة لشئون أفريقيا, وفى ١٩٩٥م تأسست أسقفية للكرازة، وأسس معهد الرعاية والتربية ١٩٧٤م ، ومعهد الكتاب المقدس ١٩٧٤م،
وفي عهده تم انشاء المقر البابوي بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية وتأسست في عهده مراكز ومؤسسات علمية وثقافية، منها: المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسى ،(۲۰۰۸م)، ومركز البابا شنودة للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات (۱۵) نوفمبر ۲۰۰۰م)، ومؤسسة مار مرقس لدراسات التاريخ القبطى (۱۹۹۸م) ، وانطلقت في عهده قنوات فضائية قبطية : قناة آغابي (۲۰۰۵م)، وقناة سي تي في (ctv) (۲۰۰۷م)، وقناة لوجوس (۲۰۱۰م) ، وقناة مار مرقس میسات) (۲۰۱۱م) .
وأسس إيبارشيات جديدة بمصر وبلاد المهجر. وبالرغم من مسؤولياته العديدة والمتنوعة إلا أنه كان يقضى ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحب قداسته لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات وإنشاء العديد من الأديرة القبطية داخل وخارج مصر وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت
وقام قداسته بتفقد إيبارشيات مصر والخارج عدة مرات وكذلك كنائس مصر وبلاد المهجر، والأديرة داخل مصر وخارجها
كما عقد العديد من الاتفاقيات المسكونية والمؤتمرات واللقاءات والحوارات اللاهوتية والمسكونية وكانت له مواقف وطنية كثيرة منها:
مساندة القضية الفلسطينية، وقضية القدس ومساندة الوطن خلال حرب ٦ أكتوبر ۱۹۷۳م، واستطاع أن يعبر بالكنيسة إلى بر الأمان أثناء القرارات التي أصدرها الرئيس أنور السادات في سبتمبر ۱۹۸۱م ومنها قرار الغاء تعيينه بابا للإسكندرية، وأقامته الجبرية بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون لمدة أربعين شهراً، وعاد إلى مقر كرسيه فى يناير ۱۹۸٥م .. وفى سنة ۲۰۱۱م أصدرت اللجنة الدائمة" للمجمع المقدس برئاسة قداسته بياناً بتاريخ ۱۵ فبراير ۲۰۱۱م أكدت فيه تأييدها لثورة ٢٥ يناير ۲۰۱۱م، والإشادة بدور الجيش المصري والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وما أصدره من بيانات.
مؤلفاته يبلغ عددها حوالي ١٥٠ كتاباً، وتشمل العديد من المجالات الروحية واللاهوتية والعقائدية وغيرها وتمت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى لغات متعددة. كما كانت له مقالات بمجلة الكرازة وجريدة وطني وجريدة الأهرام وجريدة الجمهورية وجريدة أخبار اليوم، ومقالات أخرى بمجلة الهلال،
وله حوالي ۲۰ قصيدة روحية إلى جانب العديد من أبيات الشعر، وغيرها.
تنيح مساء يوم ٨ برمهات ۱۸۲۷ ش الموافق ۱۷ مارس ۲۰۱۲م ، وتم صلاة الجناز على جسده الطاهر الثلاثاء ۲۰ مارس ۲۰۱۲ وسط حضور العديد من ممثلى الكنائس في العالم ورجال السياسة ومئات الآلاف من الشعب المسيحيين والمسلمين. ودفن بمقبرة خاصة بدير القديس الأنبا بيشوي بناء على وصيته، وقد جلس على الكرسي البطريركي لمدة ٤٠ سنة و ٤ أشهر و٤ أيام وبهذا يعتبر سابع البابوات من حيث طول مدة الجلوس على الكرسى المرقسى، وعاش ۸۸ سنة و ٧ أشهر و ١٤ يوم.