بعد فوزه بولاية ثالثة.. كيف سيتعامل الرئيس الصيني مع حرب أوكرانيا والتوترات الدولية؟
قالت الكاتبة والصحفية الصينية سعاد ياى شين هوا، إن الرئيس الصيني شي جين بينج سيركز في ولايته الثالثة الجديدة على المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني وهي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية .
وقالت سعاد ياى شين هوا، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن العالم يشهد حاليا تغيرات كبيرة، وتواجه الصين تحديات داخليا وخارجيا، ومن أهم المهام أمام الحكومة الصينية هي تطوير الاقتصاد الوطني، لتحقيق هدفه المرجو في زيادة 5% لإجمالي الناتج المحلي في العام الجديد، وضمان ارتفاع دخول المواطنين وتحسين حياة الشعب باستمرار ومواصلة تعزيز جهودها في تطوير التكنولوجيا الحديثة.
رؤية شي جين بينح الخارجية
وأوضحت الكاتبة الصينية، أن بكين تلتزم بفتح أبوابها وتعزيز تعاونها مع دول أخرى، وتواصل انفتاحها رفيع المستوى على العالم. ويوافق العام الجاري على الذكرى العشرة لطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق، ومن المؤكد أن الصين ستبذل المزيد من جهودها لدفع تطبيق هذه المبادرة، وتعميق التبادلات والتعاون بينها وبين الدول الواقعة على الطريق والحزام في إطار هذه المبادرة.
وأوضحت سعاد ياى، أنه على صعيد سياسات الصين الخارجية، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة الأمن العالمية، ويدعو دول العالم لبذل جهود لبناء مجتمع المصير المشترك لكل البشر.. تلتزم الصين دائما بحل المشاكل والصراعات بين الدول المختلفة عبر الحوار والمفاوضات، مثلما تفعله بثبات تجاه حل أزمة أوكرانيا.
وأضاف: “بفضل الوساطة الصينية، تم التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ما يعتبر خبرا جيدا جدا لاستقرار المنطقة وحتى العالم، وهو نصر الحوار والسلام، الأمر الذي يعكس أيضا جهود الصين في حماية السلام والاستقرار في نطاق العالم.. ومن المؤكد أن الصين ستواصل التمسك بسياساتها الخارجية المستقلة والسلمية في المستقبل، وتستمر في لعب دور بناء تجاه التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا وتوفير الحيوية لبناء الهيكل العالمي الجديد الأكثر إنصافا وعدلا”.
هل يغير شي نظرته لحرب أوكرانيا
وأوضحت الكاتبة الصينية، أن الصين دائما تلتزم بحل أزمة أوكرانيا عبر الطرق السلمية، وتدعو الأطراف المعنية إلى إجراء الحوار والمفاوضات وقدمت مساعدات إنسانية كبيرة إلى الشعب الأوكراني، ما يعكس أنها تتحمل مسؤوليتها الدولية لكن، أكدت الصين أيضا أنها لا تقف إلى أي جانب من المتصارعين في هذا الصراع العسكري، ولم تقدم أي مساعدات عسكرية لطرفي الصراع، فهي تعارض محاولة بعض الدول الغربية نقل هذا الصراع إلى الصين.
وأضافت: "بمناسبة الذكرى السنوية لاندلاع الصراع العسكري الروسي والأوكراني، طرحت الصين مبادرتها السلمية للتسوية السياسية لحل أزمة أوكرانيا، ما أكد مجددا موقف الصين الحيادي الثابت في هذا الصراع والمتمثل في إطلاق النار وبدء المفاوضات لحل الأزمة.. وبفضل الوساطة الصينية، أصدرت بكين وطهران والرياض بيانا مشتركا في بكين، ما أكد الدور الفعال الذي تلعبه الصين في الشؤون الدولية.. ومن المؤكد أن الصين ستلعب المزيد من دورها في دعوة الأطراف إلى حل الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية".
علاقات الصين والدول العربية
وبشأن مستقبل توجهات الرئيس شي جين بينج نحو المنطقة العربية، أكدت الصحفية الصينية، أن الصين تحافظ دائما على علاقاتها الجيدة مع الدول العربية، وتحترم السيادة الوطنية لكل دولة من دول العالم، وتلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتحديدا لدول المنطقة العربية، ما يكسب ثقة الدول العربية بها.
وأضافت: “تتمتع الصين والدول العربية بالتكامل الاقتصادي الجيد في مختلف المجالات، وبما فيها الطاقة والمنتجات الزراعية وغيرها ولا شك أن العلاقات الصينية العربية ستشهد تطورا أكبر في العصر الجديد”.
