«الأزمة العالمية والقانون الدولى».. كتاب يطرح رؤى جديدة حول التاريخ والمستقبل
حدد بول ستيفان في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان "الأزمة العالمية والقانون الدولي: اقتصاد المعرفة والمعركة من أجل المستقبل"، أبرز الأمراض الكامنة خلف أزمات العالم في الوقت الراهن.
وقال ستيفان، الذي يعمل أستاذًا بكلية الحقوق في جامعة فيرجينيا، إن آفاق الآمال في سلام عالمي دائم قائم على الازدهار العالمي تبدو بعيدة الآن، فحينما نستعرض المشهد العالمي نجد الحروب، والانتشار النووي على الرغم من المعاهدات، وكارثة مناخية تلوح في الأفق، وخطر الأوبئة الدائم، وتقدم الفضاء السيبراني بغير انضباط، وصعود القومية المعادية للمهاجرين، وتسليح الدول الاستبدادية بالأسلحة وأدوات المراقبة، والتراجع عن حقوق الإنسان.
- مستقبل النظام الدولي
وأوضح المؤلف أن الهدف من الكتاب هو الحصول على بعض الأفكار المهمة، بتجميع الأطروحات المختلفة حول انهيار العلاقات الدولية والديمقراطية الليبرالية حول العالم، من ناحية، والأدبيات المتعلقة بالشئون الاجتماعية وعدم المساواة الاقتصادية في العالم من ناحية أخرى، وحياكتها في نسيج متماسك وقصة موحدة بما يسمح بتفسير الكثير من الأمور.
وقدم المؤلف، وهو مستشار سابق للعديد من الرؤساء والحكومات الأجنبية، رؤى حول تاريخ النظام الدولي ومستقبله في كتابه، الذي نشرته جامعة كامبريدج في الشهر الماضي.
وأشار ستيفان في مقابلة قبل إصدار الكتاب، إلى أنه حال استمرار التوجهات الراهنة في العالم، فثمة الكثير مما يدعو للقلق، ويتعين على الناس أن يكونوا واقعيين بشأن التحديات التي تواجههم، فالتعرف على المشكلة قد يكون أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى.
- معجزات العولمة ومشكلاتها
واعتبر المؤلف أن المشكلة في العالم اليوم ليست في أن أحداث العالم الكارثية تتسبب في كسر الهيكل القانوني الدولي. بدلاً من ذلك، يرى أن الهيكل نفسه واقتصاد المعرفة الذي ساعد في خلقه قد تسبب في حدوث الكوارث.
وتابع لقد أحدثت العولمة والقانون الدولي واقتصاد المعرفة المعجزات، إذ أخرجت مئات الملايين من الناس من براثن الفقر المدقع، وأعطتنا اللقاحات والأدوية والاتصال عن بُعد الذي سمح لنا بمواصلة حياتنا أثناء الوباء، لكنهم في المقابل ولّدوا عدم مساواة مروعة ابتلعت الثقة الاجتماعية بتركيزهم على الفرص والثروة والنفوذ السياسي الملحوظ داخل المناطق الحضرية الأفضل تعليمًا.
وقدم ستيفان مخطوطة الكتاب إلى ناشره قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا العام الماضي، ومع ذلك، فقد رأى أن الصراع يلوح في الأفق، إلى جانب تهديد الصين باستعادة تايوان بالقوة وامتلاك إيران أسلحة نووية.