فاز بجائزة «الطيب صالح».. عادل سعد: «الكحكح» تروي قصة 6 مسنات يرفضن الموت
واحد من أبرز صناع الصحافة المصرية في راهن المشهد الصحفي المصري، لم يكن أبدًا مجرد صحفي عابر في بلاط صاحبة الجلالة، فقد قدم على مدار مسيرته الصحفية العديد من التجارب اللافتة إلى جانب تأسيسه لمركز الهلال للتراث والتابع لمؤسسة دار الهلال، والذي قدم من خلاله العديد من الكتب المصورة التي تؤرخ لمصر.
وبدأ رحلته مع عالم الرواية والقصة القصيرة برواية "رمضان المسيحى" صادرة عن دار الهلال عام 2015 ، و"البابا مات” مجموعة قصصية وغيرها من الأعمال الابداعية الأخرى.
وحصل الكاتب الصحفي والروائي عادل سعد، مؤخرًا، على جائزة الطيب صالح عن روايته المخطوطه " الكحكح ..وما الدنيا إلا مسرح كبير"، والتي تحدث عن كواليسها خلال الحوار التالي لـ"الدستور"..
- بدايًة حدثنا عن عنوان َ"الكحكح".. وهل تم اختياره بعد الانتهاء من كتابة الرواية أم قبلها؟
رواية "الكحكح" تتحدث عن عصابة من ستة مسنات وحيدات كلهن تجاوزن الـ85 من العمر، ويعدون الأيام في انتظار الموت فيقررن الحياة وفقًا لدستور وجدول، بحيث تستضيف كل واحدة منهن زميلاتها يومًا في الأسبوع، من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساءً.
وتطبخ لهن المأكولات ليعشن بعيدا عن هذا العالم ويرقصن “التويست” و"التشاتشا" ويلعبن الكوتشينة ويدخلن السينما ويشاهدن مباريات الكرة وأفلام أودري هيبورن ورشدي أباظة وسعاد حسني ويتبقى يوم للاستراحة ونظافة البيت.
أما عن عنوان “الكحكح”، فقد تحققت بالمصادفة داخل الرواية، فقد طلبت إحدى المسنات من مدرسة لغة عربية توصيفا لغويا لحالتهن، فقالت لهن إن لقمان الحكيم قال: " يابني إن أباك قد فني وهو حي وعاش حتى سئم العيش ..الخ " لكنهن اعترضن وطلبن وصفا للنساء وبعد بحث في لسان العرب عادت لهن بعنوان: الكحكح ومعناها في القاموس المرأة إذا تجاوزت 85 عاما وصارت الكلمة اسمهن الرسمي ويتندرن بها على عصابتهن.
- هل كانت قضية “ ريا وسكية" مدخلك إلى الرواية؟
هؤلاء لسن عصابة مجرمين، فهن مدرسات سابقات وناظرة فاضلة يطلبن الحياة بدلًا من الوقوف في طابور انتظار الموت.
- في رأيك إلى أي مدى ينجح الكاتب في غزل عالمه المعرفي بالفنون الأخرى مثل المسرح والسينما؟
اعتقد أن الرواية بداخلها تجربة فريدة لانها تطرح فكرة العلاج بالمسرح والتداخل ما بين السرد والدراما المسرحية لرسم ملامح الشخصيات والفنون الأخرى كلها ذات علاقة بالسرد الروائي مثلا في “الكحكح” علاقة واضحة بالفن التشكيلي والمسرح والموسيقى .
- جائزة الطيب صالح هي الجائزة الأهم والابرز في المشوار الإبداعي للكاتب الصحفي والروائي عادل سعد.. هل توقعت الحصول على الجائزة؟
في الحقيقة لم أكن أتوقع الحصول على جوائز وتقدمت للحصول على جائزة الطيب صالح لأنني مرتبط عاطفيا بتجربة الأديب السوداني الكبير وأعرف انهم يتعاملون بلا هوادة مع لجان التحكيم لضمان شفافية ونزاهة اللجان، وأعتقد أن الشفافية تلك تضع جائزة الطيب في مكانة أعلى من كل جوائز العرب.
- هل أضافت لك الصحافة.. خاصة انك دخلت متاخرًا في الدخول إلى عالم الكتابة الروائية؟
الصحافة مهنة تقترب من عمل الانبياء تدافع عن المظلومين وتبحث عن الحقيقة وتقف إلى جوار الحق وهي طبعا تختلف عن صحافة الادعاء والنفاق السائدة في بلادنا أنا غير نادم على تجربتي الصحفية لأن الحمد لله كل ما فيها مشرف والصحافة ساعدتني على التعرف على مناطق خفية من حياة الناس واحوال الوطن وتلك ذخيرة عامرة والأدب عرف كثيرا تجربة عمل الصحفيين بالأدب ماركيز كان صحافيا وهيمنجواي، لكن أعتقد أن اللغة في الأدب موضوع مختلف تماما عن لغة الكتابة للصحافة.