سياسيون سودانيون لـ«الدستور»: مخرجات ورشة القاهرة خطوة مهمة للساحة السياسية بالسودان
أكد خبراء وسياسيون سودانيون، أن مصر لها دور مهم في السودان وتعمل كمسهل استراتيجي للحوار بين الأطراف السياسية السودانية وحركات الكفاح المسلح، مؤكدين أن مصر طرف غير منحاز، هو أهم ما أنجح ورشة القاهرة بين الأطراف السودانية والتي عقدت خلال الفترة من 2-7 فبراير الجاري.
عادل عبد العاطي: مصر لها دور استراتيجي في رعاية الحوار بين السودانيين
بداية قال السياسي السوداني عادل عبد العاطي رئيس حملة سودان المستقبل، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن دور مصر كمسهل استراتيجي للحوار وطرف غير منحاز، هو أهم ما أنجح ورشة حوار القاهرة بين الأطراف السودانية، مشيرا إلى أن ورشة القاهرة خرجت ببيان ختامي وإعلان سياسي وكذلك بتكوين تحالف جديد من كل القوى الرافضة للاتفاق الإطاري السياسي، كما دعت لعقد ورشة تكميلية في الخرطوم.
وأضاف: “دعت الورشة إلى قيام ورشة تكميلية بالخرطوم لضمان مشاركة أطراف جديدة، ومع ذلك لا أتوقع انضمام قوى جديدة لهذه الصيغة المطروحة.. فورشة القاهرة تمت في ظل ظروف من الاستقطاب السياسي بل والانقسام في الحركة السياسية في السودان، هذه الصراعات تنعكس في مواقف مختلف القوى السياسية”.
وشدد على أنه يجب تثبيت دور مصر كجارة كبيرة للسودان تتأثر مصالحها وأمنها القومي وخصوصا أمن المياه بما يدور في السودان، ونتيجة للعلاقات التاريخية والاجتماعية بين الشعبين، يفترض أن تلعب مصر دورا استراتيجيا وتوفيقيا ومهدئا للأوضاع في السودان، هذا الدور لا يمكن أن يتم بالانحياز لطرف ما في الصراع السياسي سواء كان عسكريا أو مدنيا وانما اتخاذ مسافة واحدة من الجميع.
وتابع: “مصر يجب أن تخلق علاقات مع الجميع حتى مع الممانعين لدورها مثل قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وأن تتقدم بمبادرة مكتوبة تعرض وجهة نظرها وأن تلتزم بمصالح السودان العليا ومطالب الشعب السوداني وخصوصا في التحول الديمقراطي وإن تبتعد عن أي شيء يخلق شبهة أنها تنحاز لطرف ما حينها سيكون دورها مرحبا به جدا”.
وقال إن ردود الفعل على ورشة القاهرة لن تخرج عن حدود الاستقطاب السياسي، فمؤيدي الاتفاق الإطاري سيرفضونها باعتبارها بديلا عنه ورافضو الاتفاق الإطاري سيؤيدونها وهناك كتلة ثالثة تتكون من حركة عبد الواحد وحركة الحلو وحملة سودان المستقبل والمجموعات التي تتحاور في نيامي بالنيجر موقفها هو على الحياد.
وأضاف: “بالنسبة في حملة سودان المستقبل، موقفنا من البيان الختامي أنه مشروع كونه يعبر عن كتلة لها وزن في الحياة السياسية السودانية، نحن ندعو لحكومة تكنوقراط وتسيير مهام لمدة عام واحد لا تشترك فيها القوى السياسية وإنما تدعمها من الخارج وحل الدعم السريع وخروج الجيش من المشهد السياسي وتنظيم انتخابات حرة نزيهة في فترة لا نتجاوز الـ18 شهرا من الآن”.
وتوقع السياسي السوداني، وجود عراقيل من أطراف سودانية داخلية ومن قوى اقليمية قد تعوق تنفيذ مخرجات ورشة القاهرة.
واعتبر عبد العاطي، أن الاتفاق الإطاري أو ورشة القاهرة غير قادران على حل الأزمة السياسية لأنهما منحصران على قوى معينة، مشيرا إلى أن هناك حاجة لمبادرات جديدة أو تطوير المبادرة المصرية لتصبح أكثر شمولا وتبنى على أسس مكتوبة واضحة توضح دور مصر كمسهل استراتيجي الحوار.
وأكد عبد العاطي، أن طول الفترة الانتقالية كارثي على السودان على كل الأصعدة وخصوصا على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والسياسية.
حمدي حسن أحمد: اجتماع القاهرة خطوة مهمة للغاية للسودان
فيما قال السياسي السوداني حمدي حسن أحمد، إن الأوضاع السودانية معقدة للغاية، لذلك فإن اجتماع القاهرة يُعد خطوة مهمة للغاية قد تُحدث تأثير كبير جداً على الساحة السياسية السودانية، مضيفًا أن دعوة القاهرة للمجموعات السودانية وتهيئة البيئة المطلوبة للحوار في حد ذاتها عملية مهمة جداً ومساهمة فاعلة من جانب الحكومة المصرية.
وأوضح، في تصريحاته لـ«الدستور»: "بكل تأكيد هنالك خبرات مصرية كبيرة يمكن أن تساهم بالمقترحات البناءة والنُصح والتوجيه للمشاركين بالحوار وحثهم على أهمية تغليب مصلحة وطنهم وشعبهم بالمزيد من المرونة والتنازاات المطلوبة ولكن الدور الكبير والمهم والذي أتمنى حدوثه هو أن تتقدم الحكومة المصرية على مستوى الرئيس عبدالفتاح السيسي بنفسه بحمل هذه المخرجات وعرضها على بقية الفرقاء المشاركين بالحوار وأهمهم حركتي عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو، وهنا يمكن أن يقوم الرئيس السيسي بالتنسيق مع رئيس دولة جنوب السودان وعقد اجتماع يضم الرئيسين والحركتين المذكورتين، وكذلك يفعل السيسي مع التحالف الذي يتحاور بالخرطوم حول الاتفاق الإطاري وتقريب المسافة بين الكتلتين".
وأشار إلى أن حوار القاهرة مهم جداً والكيانات المشاركة به كيانات مهمة لها تأثيرها على الساحة السياسية السودانية، ويمكن أن تكون مخرجات هذا الحوار قاعدة مهمة ومتينة لمواصلة الحوار مع بقية الفرقاء وبذلك تكون القاهرة قد أسهمت بما يحفظه لها التاريخ في حل و معالجة الأزمة السودانية.
وأوضح أن الأزمة السياسية المتواصلة والحروب كنتاج طبيعي لهذه الأزمة بكل تأكيد تسببت في تأخر السودان عن ركب الأمم المتقدمة والدول المتطورة وتسببت في معاناة الشعب السوداني ففقد الحياة الكريمة التي يستحقها وما زالت معاناة الشعب السوداني قائمة يعاني ضنك الحياة وتدني في كل الخدمات وكل الأمنيات الطيبة أن تتبدل هذه الأحوال لما هو أفضل و أرجو أن لا يتأخر ذلك.
وتابع: "نحن الموقعون أدناه أحزاب سياسية وحركات مسلحة المشاركون بحوار المبادرة المصرية بالقاهرة تحاورنا حول واقع الوطن المأزوم وبعد عصف ذهني شامل ومتكامل توصلنا لرؤية متواضعة نرى أنَّها خارطة الطريق الأنسب المطلوبة للخروج من هذا الوضع الضبابي المأزوم وهي عبارة عن خطة لتنفيذ الرؤية نفسها ووثيقة باسم وثيقة ثورة ديسمبر للديمقراطية و السلام و التنمية وهي وثيقة بإجراءآت مبسطة و متسلسلة تحقق وفاق وطني وسياسي عادل بين الجميع وسلام مستدام ويتم عن طريقها التوصل للدستور المستفتى حوله الشعب وبذلك يحترمه الجميع".
وأشار إلى أنه بعد ذلك تجرى انتخابات حرة ونزيهة يعترف بها الجميع، وتعالج مشكلة عدم الاتفاق بين القوى السياسية المختلفة وعدم توافقهم على الرؤية الواضحة المتفق حولها للفترة الانتقالية لتكون قبة البرلمان وِفق مقترح الوثيقة هي المكان الأنسب يجلس تحتها الجميع لقيادة هذا الوطن نحو مستقبل يستحقه الشعب السوداني الكريم.
وقال: "بعد دراستنا الشاملة للساحة المحتقنة توصلنا وبقناعة تامة وإجماع كامل أنَّ القوات المسلحة السودانية هي خير وأفضل وأنسب من يقود هذه العملية لتحقيق الوفاق الوطني المنشود بل نرى أنَّ ذلك واجبٌ إن لم تفعلوه فلسوف يحاسبكم عليه التاريخ وعليه نتقدم لكم وكلنا أمل في كريم إستجابتكم للتقدم وقيادة هذه المبادرة وطرحها على الجميع وندعو كافة القوى السياسية وحركات الكفاح المسلح ولجان المقاومة وجميع الشعب السوداني الكريم للاستجابة لهذه المبادرة ومساندتها وقد فوضنا من جانبنا الآتية أسماؤهم لتسليمكم المبادرة وإدارة الحوار معكم ومتابعة تنفيذها".
وأكد أن المباردة تشمل الآتي:
1- تكون البداية باستجابة المجلس العسكري الانتقالي المُمَثِل للقوات المسلحة السودانية والتوقيع عليها بجانب الأحزاب والحركات المسلحة المشاركة بحوار المبادرة المصرية.
2- عرض الرؤية على بقية القوى التي لم تشارك بحوار القاهرة خاصة الحرية وتغيير المجلس المركزي وحركتي الحلو وعبد الواحد نور ببيان رسمي و عوتهم لمؤتمر عاجل بتاريخ محدد بالبيان للتوقيع عليها على أن يكون التوقيع بشكل مستقل لكل حزب أو حركة وليس ككتلة واحدة وفي حال وجود أحزاب رافضة للتوقيع فيتم إدارة حوار مفتوح معها أمام الرأي العام لإلزامها برأي الأغلبية.
3- عقد مؤتمر للتوقيع على الرؤية بعد صياغتها في شكل ميثاق فيتم التوقيع النهائي عليها ويكون المؤتمر نفسه تدشين لعملية التمثيل الجغرافي المقترحة بالرؤية حيث يتم طرح رؤية متكاملة حوله و بمواقيت وِفق الميثاق النهائي الذي تم التوقيع عليه.
14- كما هو معلوم أنَّ لجان المقاومة هي الدينمو المحرك لكل الحراك الثوري وهي المحرك الفعلي للشارع و لكنَّها لجان ثورية منتشرة في أكثر من عشرة ألف قرية و حي من أحياء المدن السودانية وليس لها جسم مركزي متوافق عليه لينوب عنهم وعليه فلا يكون هنالك حوار أو لقاء مباشر مع أيٍ منها و إنَّما يتم توجيههم لإنجاح عملية التمثيل الجغرافي إنطلاقاً من القرى و أحياء المدن لإختيار مُمَثل لكل محلية ليكونوا خير ممثلين لهم.
5- بخصوص مشاركة المرأة يتم مناصفة التمثيل الجغرافي بتخصيص 95 محلية للرجال و94 محلية للنساء ويتم إجراء قُرعة لاختيار المحليات التي يكون مُمَثلوها من النساء ويكون ذلك بمؤتمر التوقيع على الميثاق الذي يتم فيه تدشين عملية التمثيل الجغرافي.
6- هنالك فئآت كثيرة مثل الإدارات الأهلية والطرق الصوفية وغيرها على سبيل المثال لا الحصر هي فئآت فاعلة ومؤثرة في المجتمع ولكن ليس لها جسم مركزي متوافق عليه لينوب عنهم فلذلك ينطبق عليهم ما تم ذكره بخصوص لجان المقاومة فلا حوار أو لقاء مباشر معهم و لكن يتم توجيههم لإنجاح عملية التمثيل الجغرافي بالقرى و أحياء المدن ليكونوا خير مُمثلين لهم.
7- الإجراءآت والخطوات المذكورة أعلاه ينبغي أن يتم فيها عمل مكثف بحيث لا تستغرق أكثر من شهر واحد لتبدأ بعدها عملية التمثيل الجغرافي التي تستغرق في حدود الثلاثة أسابيع ثم بقية الخطوات الأخرى تستغرق في حدود الشهر و نصف الشهر أي الرؤية مكتملة تحتاج في حدود الثلاثة أشهر من بدايتها للخروج بحكومة مدنية متكاملة بجميع مستوياتها لإستلام السلطة من المجلس العسكري الانتقالي.