«وصل الخير».. توفير مواد غذائية لمساعدة الأهالى فى مواجهة الأعباء
أطلقت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» المرحلة الرابعة من قوافل «وصل الخير»، لتوزيع صناديق المواد الغذائية على الأهالى الأكثر احتياجًا، على مستوى الجمهورية، ضمن إجراءات خطة الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية.
وتستأنف المبادرة ما بدأته العام الماضى، من أنشطة لتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين، وهى الجهود التى غطت العديد من القرى والمناطق النائية بالمحافظات، بمشاركة أعداد كبيرة من المتطوعين فى المبادرة، وبالتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، الذى يضم كبرى مؤسسات العمل الخيرى.
وعملت المبادرة على توصيل الدعم لمستحقيه بعد إجراء استطلاعات ميدانية لفرق الرصد التابعة لـ«حياة كريمة»، لضمان عدم تكرار توزيع الصناديق الغذائية على نفس القرى مرة أخرى، ولكى تتوحد جهود المؤسسات الأهلية.
فى السطور التالية، يتحدث عدد من المستفيدين من تلك الأعمال، لـ«الدستور»، حول حجم ما تم بذله من جهود لمساعدة السكان الأكثر احتياجًا، وغيرها من التفاصيل.
متطوعون بـ«حياة كريمة»: توصيل «الصناديق» إلى المواطنين «لحد باب البيت»
كشف إسلام محمد، متطوع فى أنشطة المبادرة بمحافظة أسوان، عن مشاركته فى قوافل «وصل الخير» من خلال المساعدة فى أعمال حصر الأهالى المستحقين للدعم فى القرى والنجوع، وإمداد فرق الرصد بالمعلومات لبحث حالاتهم، والتأكد من أحقيتهم للحصول على الصناديق الغذائية، والدخول تحت مظلة تلك القوافل.
وقال إنه شارك فى توزيع الصناديق الغذائية على الأهالى فى القرى المختلفة فى تلك المناطق، مضيفًا: «لمسنا فرحة غامرة من الأهالى ولمسنا شعورهم بالطمأنينة، ودعوا لنا كثيرًا، والسكان أحسوا بأن بلدهم لا ينساهم ولن يخذلهم فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تضرب العالم».
وذكر أن الأهالى ساعدوه فى مهمته خلال أعمال رصد الحالات المستحقة، موضحًا: «الأهالى كانوا يساعدوننى بمجرد علمهم بأننى أحد المتطوعين فى المبادرة، وتواصل معى بعض السيدات الأرامل والمطلقات ممن يكفلن أسرهن، كما تلقيت معلومات عن اليتامى ومحدودى الدخل».
وأضاف أن بعض الأهالى انضم للعمل مع المبادرة، موضحًا: «تلقينا رسائل من بعض السكان الراغبين فى الاستفادة من القوافل، وبالفعل تمت مساعدتهم بعد دراسة حالاتهم، وخلال وقت قصير تم إدراجهم ضمن مظلة الحماية الاجتماعية».
وقال: «أوصلنا الصناديق إليهم فى أماكنهم، فى رسالة مضمونها أن الدولة متمثلة فى (حياة كريمة) لا تنسى أبناءها، وتسعى جاهدة للارتقاء بالمستوى المعيشى لكل المواطنين وتقديم الخدمات لهم، خاصة فى القرى التى كانت تفتقر تلك الخدمات».
وأشار إلى أن بعض القرى كان يعانى من عدم وجود أى خدمات، مثل قرية نصر نوبة، قائلًا: «منذ عام ١٩٦٤ لم تشهد هذه القرية أى تطوير، ولم تكن بها مرافق، حتى أدرجتها (حياة كريمة) ضمن مشروعاتها التنموية، فتم تطوير شبكة الكهرباء والاتصالات وتمهيد الطرق وإدخال شبكة صرف صحى بها وإنشاء المراكز الخدمية».
من جهته، قال محمود عزالدين، أحد المتطوعين فى مبادرة «حياة كريمة»، إن أهم ما يميز المبادرة الرئاسية هو حرصها على سرعة الاستجابة لشكاوى واستغاثات الأهالى، مشيرًا إلى أن العمل يتضمن توزيع صناديق الغذاء ومساعدة المرضى فى نفقات العلاج والعمليات الجراحية وتجهيز العرائس ودفع مصروفات الدراسة للطلاب غير القادرين.
وأضاف «عزالدين»: «ذات مرة استغاث أحد الأشخاص بفريق المتطوعين فى المبادرة الرئاسية، وقال لنا إنه يحتاج إلى الخضوع لعملية جراحية عاجلة، تكلفتها ١٥ ألف جنيه، ولا يملك هذا المبلغ لأنه من العمالة غير المنتظمة ويعول أسرته.. وعلى الفور بدأنا فى إجراءات علاجه وأجريت العملية بنجاح»، مؤكدًا: «رأيت فى هذا الموقف تفانى زملائى من المتطوعين وحرصهم على إسعاد الناس».
وأشار إلى أن المبادرة الرئاسية جاءت لتعوض الفقراء فى القرى عن سنوات المعاناة والتهميش، فوفرت لهم الخدمات وطورت البنية التحتية، وتحرص على رصد وتلبية احتياجاتهم باستمرار.
وواصل: «كنت أشعر بسعادة كبيرة حينما أشارك فى توزيع صناديق الغذاء، وأقول للناس إن هذه هدية لكم من مصر.. نحرص على تقديم الدعم المعنوى بجانب الدعم المادى»، لافتًا إلى أن هناك من لا يدركون أهمية تلك الصناديق للفقراء، ويستسلمون للإحباط.
وتابع: «هذه الصناديق تؤكد لأهالى الفقراء أن الدولة تساندهم ولن تتخلى عنهم، والدليل على أهمية تلك الجهود أن الكثير من الأهالى فى تلك القرى يطالبون بضمهم ضمن قوائم قوافل (وصل الخير)».
وقال إنه بدأ العمل التطوعى منذ فترة طويلة فى الكثير من الجمعيات الخيرية، وخلال السنوات الماضية سعى لأن يكون ضمن فريق المتطوعين بالمبادرة الرئاسية، بعدما شاهد حجم المجهود المبذول لمساعدة الناس على مستوى الجمهورية، وأضاف: «تقديم المساعدة للناس يجعلنى سعيدًا، وأراه مهمة إنسانية، ويمنحنا الله بها ثوابًا كبيرًا».
من جانبها، ذكرت شروق رايا، إحدى المتطوعات ضمن «حياة كريمة»، أنها شاركت خلال العام الماضى فى قوافل «وصل الخير»، وحرصت الدولة على تقديم المواد الغذائية للفقراء خلال شهر رمضان الماضى، وقالت: «المبادرة الرئاسية أقوى كيان على الأرض يقدم المساعدة للمحتاجين».
وأضافت: «خلال رمضان الماضى كنا نضطر لأن نفطر فى الشارع، لنكمل عملنا ونساعد الناس، وكنت أعود إلى بيتى فى وقت متأخر كل يوم، لكننى كنت أشعر بالسعادة لأننى أساعد المحتاجين».
وتابعت: «رغم الإرهاق، أشعر بالفخر لأننى أمثل مبادرة عظيمة مثل المبادرة الرئاسية، التى تدخل السعادة على قلوب المواطنين وتقدم لهم المساعدات المختلفة، ومنها صناديق الغذاء».
وأشارت إلى أنه «من السهل أن يجلس أى شخص فى المنزل، ويقول إنه لا شأن له بما يحدث فى الحياة، لكن هذا غير صحيح، فأنا أرى أن متعة الحياة تكمن فى بذل الجهد من أجل تحقيق هدف عظيم، وهو مساعدة أهالينا وبلدنا.. أنا فخورة جدًا لأننى جزء من تلك المبادرة الرائعة، التى تعمل على جعل حياة الناس أفضل».
وأكدت أنها تشارك خلال هذا العام فى قوافل المبادرة الرئاسية، وأنها سعيدة بتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأولى بالرعاية، والسعى الدائم لتحسين مستوى المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.
مستفيدون: مساعدات «حياة كريمة» جاءت فى الوقت المناسب
قالت «أم أحمد» مستفيدة من «وصل الخير»، وتعول أبناءها الأيتام، إنها سمعت من أحد أقاربها عن جهود «حياة كريمة» والخدمات التى تقدمها للمواطنين الأكثر احتياجًا، ومن بينها قوافل «وصل الخير».
وذكرت أنه تم إدراجها تحت مظلة الحماية الاجتماعية التى تقدمها المبادرة، مضيفة: «بسببها شعرت بالاطمئنان والراحة، لأن هدف المبادرة الأول توفير العيش الكريم والأمان وتخفيف الأعباء المعيشية فى الوقت الراهن».
ولفتت إلى أن زوجها كان يعانى بعض الأمراض وتوفى بسببها فى عز شبابه، وترك وراءه أطفالًا تتكفل هى بالإنفاق عليهم، ورفضت أن تمد يدها وتطلب العون من أحد، لكن الله ساق لها مبادرة «حياة كريمة» التى أغاثتها من أزمات الحياة وساعدتها عن طريق قافلة «وصل الخير».
وشكرت رئيس الجمهورية لحرصه الدائم على توفير الرعاية الكاملة لجميع فئات المجتمع، والعمل فى جميع الاتجاهات للنهوض بحياة الأسر المصرية.
من جهتها، شددت «أم كريم»، من المستفيدات من قوافل «وصل الخير»، على أن هدايا المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لا تتوقف، وقالت: «المبادرة الرئاسية تحل كل مشكلات سكان القرى، وصناديق الغذاء أدخلت السعادة إلى قلوبنا، فقد جاءت فى الوقت المناسب، خاصة مع اقتراب حلول شهر رمضان».
وأضافت «أم كريم»: «هذه الصناديق مهمة جدًا بالنسبة للفقراء، فهى نوع من الدعم فى مواجهة جشع التجار، الذين يستغلون الأزمة العالمية لتحقيق الأرباح، وبسببهم تعانى أسر كثيرة لتوفير احتياجاتها الأساسية، لذا فإن مساعدات المبادرة الرئاسية ضرورية».
وتابعت: «زيادة الأسعار أثرت علينا دون شك، وكنا قلقين بسبب اقتراب حلول شهر رمضان، لكن بعدما وفرت لنا الدولة السلع الغذائية نشعر بالاطمئنان.. المواطن المصرى لا يقلق، لأنه يدرك أن الدولة دائمًا تقف إلى جواره، وتأتى بالمساعدة فى الوقت المناسب».