استاد بورسعيد وفكرة خارج الصندوق
النادي المصري معشوق كل من ينتمي لبورسعيد، عاني الأمرين منذ الحادثة المشئومة المدبرة (إخوانيًا) عام 2012، وراح ضحيتها ٧٢ مواطنًا مصريًا (أهلاويًا) و٥٥ مواطنًا مصريًا (بورسعيديًا مصراويًا) في أحداث التظاهر أمام سجن بورسعيد.
كانت العقوبة الموقعة (ظلمًا) علي النادي المصري هي عدم اللعب في بورسعيد لمدة خمسة أعوام، لكن إحدي عشر عامًا بالتمام والكمال مرت علي الحادث المشئوم ولم يسمح أولو الأمر للنادي باللعب علي أرضه، واستمر تعذيب الفريق وجمهوره الوفي ست سنوات بفرمان ظالم وتحديد استاد برج العرب بالإسكندرية ليكون هو ملعب النادي المصري دون الالتفات لمعاناة السفر والتعرض المتكرر للحوادث.
ومنذ شهور تم هدم النادي بالكامل وتقدم السيد كامل أبو علي، رئيس النادي بمشروع ضخم عبارة عن استاد رياضي وفندق ٥ نجوم علي أرض النادي يتكلف ٣ مليارات جنيه (تبرع هو منها بـ١٠٠ مليون في حال تكليفه بإدارة المشروع)، وعلي حد علمي ستقوم محافظة بورسعيد بتدبير ٣٠٠ مليون جنيه، ووزارة الشباب والرياضة بـ٣٠٠ مليون مثلها.. وجار حاليًا تدبير باقي المبلغ.
بالطبع سيتعثر المشروع بسبب التمويل، وربما يكون ذلك متعمدًا ضد المدينة الباسلة والمظلومة، لذلك أري أن يقوم السيد رئيس النادي والسيد محافظ بورسعيد بالتفكير قليلًا خارج الصندوق.
أولًا: يجب إلغاء فكرة الإصرار علي إقامة النادي داخل المدينة في موقعه الحالي، وهو موقع يطل علي البحر مباشرة ومن أجمل مواقع المدينة، وسعر المتر في تلك الأرض لا يقل عن ١٠٠ ألف جنيه، أي أن الأرض لو تم تقسيمها وبيعها (ومساحتها ١٢٠ ألف متر مربع) ستدر دخلًا قدره ١٢ مليار جنيه، خاصة أن الأراضي داخل كردون المدينة نادرة وأسعارها في تزايد غير طبيعي، علمًا بأنه علي سبيل المثال نادي الأهلي لا يلعب علي استاد التتش داخل القاهرة، ولا الزمالك يلعب في ميت عقبة، واستاد القاهرة عند انشائه كان خارج الكتلة السكنية.
ثانيًا: تقوم المحافظة بتخصيص قطعة أرض للنادي جنوب المدينة، ليقام عليها قرية أوليمبية متكاملة تكلفتها في حدود ٣ مليارات جنيه علي أقصي تقدير.
ثالثًا: المبلغ المتبقي (٩ مليارات جنيه)، يخصص منه مليار لتنمية موارد النادي واستثماره، ومن أرباحه يتم استجلاب لاعبين ومدربين علي أعلي مستوي، وتحقيق حلم أبناء المدينة الباسلة، حتي تتفادي ما حدث للنادي الإسماعيلي الشقيق، والـ٨ مليارات المتبقية ستجعل بورسعيد من أغني محافظات الجمهورية.
أتمني من السيد المحافظ والسيد رئيس النادي دراسة الفكرة وتفعيلها وعدم الانتظار للمعونات والإعانات التي ربما لن تأتي.. ما حك جلدك مثل ظفرك فتولَ أنت جميع أمرك.