القاهرة بودابست.. والعكس
جهود تعزيز العلاقات المصرية المجرية، وسبل توسيع آفاق العمل المشترك بين البلدين، فى مختلف المجالات، وعلى كل المستويات، ناقشتها الدورة الرابعة لـ«اللجنة المشتركة المصرية المجرية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى»، التى استضافتها العاصمة المجرية «بودابست»، يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ومن المقرر أن يزور فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، القاهرة، خلال الشهر الجارى.
بدأت العلاقات الدبلوماسية المصرية المجرية سنة ١٩٢٨، وعقب انضمام المجر للاتحاد الأوروبى سنة ٢٠٠٤ قام البلدان، سنة ٢٠٠٧، بتوقيع اتفاق جديد للتعاون الاقتصادى، تأسست بموجبه اللجنة المشتركة، التى استضافت القاهرة دورتها الأولى، فى ٢٠٠٨، واستضافت بودابست دورتيها الثانية والرابعة فى ٢٠١٥ و٢٠٢٣، بعد أن استضافت القاهرة، سنة ٢٠١٨، الدورة الثالثة. وفى هذا السياق، يعمل «منتدى الأعمال المصرى المجرى»، أيضًا، على تعزيز التعاون المشترك فى مجالات الصناعة، الزراعة، الصناعات الغذائية، الطاقة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و... و... وغيرها من المجالات.
دورة واحدة، إذن، عقدتها اللجنة المشتركة خلال الثمانى سنوات التالية لتأسيسها، مقابل ثلاث دورات، عقدتها خلال الثمانى سنوات الماضية، فى ظل الجهود، التى قامت، وتقوم، بها دولة ٣٠ يونيو؛ لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتوطين الصناعة، وتعزيز العلاقات مع مختلف الشركاء الدوليين، وتقوية الروابط الاقتصادية من خلال الاستثمارات المشتركة فى المجالات ذات الأولوية. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن «اللجنة المشتركة المصرية المجرية للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى» واحدة من ٦٨ لجنة، أعيد تفعيلها منذ منتصف ٢٠١٤، تجمع بين مصر ودول من مختلف قارات العالم: ٨ لجان مع دول آسيوية، و٣٠ لجنة مع دول أوروبية، و١٤ لجنة مع الدول العربية، و٩ لجان إفريقية، إلى جانب ٧ لجان مع دول أمريكا اللاتينية.
استكمالًا لتلك الجهود، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، خلال لقائها مع بيتر سيارتو، وزير الخارجية والتجارة المجرى، حرص الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، على توطيد أطر العلاقات المشتركة مع الدول الصديقة، والتوسع فى مجالات التعاون، لافتة إلى أن الدول لن تتمكن من التغلب على التحديات التى تواجه جهود التنمية دون تعزيز التعاون المشترك وخلق شراكات بناءة. ومن جانبه أكد «سيارتو» أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى الطفرة التى شهدتها خلال الثمانى سنوات الماضية، لافتًا إلى أن المجر تعتبر مصر شريكًا استراتيجيًا فى ظل توافق الرؤى والمواقف المشتركة والتعاون الاقتصادى بين البلدين، خاصة فى قطاعات الزراعة والنقل والمنح الدراسية والسياحة.
إلى جانب الوفد الحكومى، تضم اللجنة المشتركة ممثلى أكثر من ٨٠ شركة مجرية، استعرض أمامها حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، الإجراءات التى تتخذها الدولة لتحفيز الاستثمار وزيادة مشاركة القطاع الخاص والفرص المتاحة للتعاون المشترك بين مستثمرى البلدين، وقدم عرضًا تفصيليًا للتشريعات والقرارات والإجراءات التنفيذية، التى أسهمت فى تحسين مناخ الاستثمار، وشدّد على أهمية الشراكات الجادة مع الشركات المصرية لما لها من خبرة فى الأسواق العربية والإفريقية.
أيضًا، استعرض وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الفرص المتاحة للاستثمار فى المنطقة والمحفزات التى تقدمها، والميزات التنافسية التى تمنحها لمستثمريها وتؤهلهم للوصول لعدد أكبر من المستهلكين حول العالم. كما عقد على هامش مشاركته فى فعاليات اللجنة، لقاءات مكثفة مع ممثلى عدد من الشركات، وناقش مع مسئولى الوكالة المجرية لترويج الصادرات «HEPA»، سبل التعاون فى صناعات السيارات والإلكترونيات، التى تستهدف المنطقة توطينها فى مناطقها الصناعية، وتطرق إلى آليات توقيع اتفاقية تعاون بين الجانبين على هامش زيارة رئيس الوزراء المجرى المرتقبة للقاهرة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن فيكتور أوربان، أطول رؤساء وزراء المجر، والقادة الأوروبيين، بقاءً فى الحكم، لا يظل محتفظًا بعلاقات بلاده الجيدة مع روسيا، بعد الأزمة الأوكرانية، ومنتصف يوليو الماضى قال إن الاتحاد الأوروبى «أطلق الرصاص على رئتيه وأخذ يلهث جاهدًا لاستنشاق الهواء» بفرضه عقوبات، غير مدروسة، على موسكو، محذرًا من انهيار الاقتصاد الأوروبى، حال عدم التراجع عن تلك العقوبات.