دكتور أنور مغيث: عبدالرحمن بدوى أعاد الفلسفة إلى الفكر العربى
قال الدكتور أنور مغيث إن عبدالرحمن بدوي أعاد الفلسفة إلى الفكر العربي، ذلك خلال ندوة "الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بدوي من الغرب إلى الشرق.. الخصوصية الثقافية"، والمقامة في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأوضح "مغيث": لنقدر قيمة عبدالرحمن بدوي في الفلسفة، لا يجب الإشارة إلى غزارة إنتاجه، وإنما على عودة الفكر الفلسفي العربي مرة ثانية. فكما نعرف أن الفلسفة وجدت في أثينا وكادت أن تصبح فلكلورًا يونانيًا لولا أن العرب اهتموا بترجمة الأعمال الفلسفية اليونانية وشرحوها، فتحولت الفلسفة من أنها تراث يوناني إلي تراث إنساني، فعبر العرب انتقلت الفلسفة إلى أوروبا، وأصبح هذا نوعًا من الفكر الذي لا يرتبط بثقافة محددة بحد ذاتها، إنما أصبح فكرًا كونيًا أو عالميًا.
ــ الفقهاء يكفرون الفلاسفة
ولفت "مغيث" إلى: منذ أن عرف العرب الفلسفة مع ابن سينا والكندي والفارابي وابن رشد، كان الفقهاء يكفرون الفلاسفة ويتهمونهم بالزندقة والكفر، ورغم ذلك لم يكن لهذه التهمة تأثير على الفلاسفة الذين غرقوا في تأليف رسائلهم في الفلسفة، وبدأت الفلسفة تنتشر في الشرق والغرب.
واستطرد "مغيث": ولكن بدأ تأثير تكفير الفلاسفة في القرن الثاني عشر مع ظهور "ابن تيمية"، فانقطع الفكر الفلسفي العربي من القرن الثاني عشر حتى القرن التاسع عشر. سبع قرون لا نجد فيها تأليف في الفلسفة أو تدريس لها، وهو ما يوضح قلق رفاعة الطهطاوي تجاه الفلسفة، حتى أن له بيت شعر يحذر من الفلسفة، إلا أن الطهطاوي تراجع عن هذا الموقف، خاصة مع ضلوعه في تأسيس المدارس العليا في مصر في ذلك الوقت، وبدأ يدرك أن الفلسفة سبيل لا بديل عنه على طريق الفكر، فنجده يقول إنه قرأ القاموس الفلسفي ووجد فيه مواضع حسنة، وقرأ روح القوانين لمونتيسكيو، كما أنه كتب كتابًا عن الفلسفة ما زال مخطوطًا بعنوان "طلائع الفلاسفة". ثم بعد ذلك بدأت الفلسفة تعود شيئًا فشيئًا إلى فكرنا العربي.
يشار إلى أن الدورة الرابعة والخمسين، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام في الفترة من 25 يناير وحتى 6 فبراير المقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس- بجوار مسجد المشير طنطاوي.
تقام دورة هذا العام تحت شعار: "علي اسم مصر، معًا.. نقرأ.. نفكر.. نبدع"، وتحل المملكة الأردنية الهاشمية، ضيف شرف المعرض، وشخصية المعرض الشاعر الراحل صلاح جاهين، وكاتب الأطفال كامل الكيلاني شخصية معرض كتاب الطفل، وبمشاركة 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا، وأكثر من 500 فعالية ثقافية وفنية في برنامج المعرض الثقافي، داخل أكثر من سبع قاعات.