أنور السنان: «سن السكاكين مهنة تحتضر وفي حاجة للمساعدة من الجميع»
محل صغير، يغلب عليه الطابع القديم، يقبع به محمد أنور السنان، في منتصف الثلاثينيات من عمره، وحوله سكاكين متراصة بجوار بعضها البعض مختلفة الأحجام من الصغيرة، وحتى «الكازلك» الكبير، البعض من صنع "أنور" والآخر من صنع والده الرجل الكبير الذي قضى قرابة الـ80 عاما في هذه المهنة، وتحديدًا في المحل الذي توارثه عنه نجله، حتى أنهكه الزمان.
يتصارع الرجل الثلاثيني مع سرعة دوران العجلة لسن السكين من الحواف وجعلها ناعمة حامية حتى تقطع بكل سهولة ويسر، ثم يوقف جهاز سن السكاكين، ويضعها في الماء ثم يضعها على جهازه الخشبي الآخر، ما شُرح عبارة عن يوم يمر به "أنور" يوميًا في حياته - عندما يكثر رزقه-.
يروي أنور، الحاصل على دبلوم تجارة، لـ"الدستور": "المهنة دي أنا فيها أبًا عن جد، يعني من وانا صغير كنت باجي مع والدي وجدي في المدبح قبل ما يكون لينا محل لوحدنا، اشتغلت في إحدى الصيدليات ولكن رجعت تاني؛ عشان ده محل أبويا ومحلي في الأول وفي الأخر، مهما كان محدش هيتحكم فيك".
يتابع: "الشغل الأول كان على ودنه، مفيش بيت في المنطقة ملوش سكينة عندنا بنسنها، وكمان كنّا بنصنّع ونسن مقصات الجنايني، وكمان بنسن الأدوات الجراحية للدكاترة، لكن من ساعة ما الصين ظهرت بحاجتها النار وقفت الشغل وقف، والدنيا حطت، بس في الأول والآخر الرزق على ربنا".
المهنة تحتضر
واختتم محمد أنور السنان: "مهنة السن عمرها ما هتموت، هى حاطة دلوقتي وبتحضر بس عمرها ما هتموت زي مهنة الحدادة وغيرها، بعدين برضو سن السكاكين على الآلات بتاعتنا مش زي الصيني".