السيد نجم: الترجمة باللهجة العامية غير ذات أهمية تناسب جهد المترجم نفسه
حول الجدل الذي أثاره الإعلان عن ترجمة رواية "العجوز والبحر"، للعامية المصرية، قال الكاتب السيد نجم: تبقى الترجمة دومًا مجالًا متاحًا للرؤى المختلفة ﺇن كانت عمدًا أو عن غير قصد.
وأوضح "نجم" في تصريحات خاصة لـ"الدستور": من يدعي أن الترجمة لنص ما (نثرى) يحمل جملة خصاص النص الأصلي يجافي الحقيقة "فضلًا عن صعوبة ذلك شعرًا"، ربما أفضل ما ينجح فيه المترجمة هو محاولة الحفاظ على الفكرة الأولى أو الجوهرية للنص.. وتبقى معطيات اللغة السحرية المكنونة داخل كل لغة حسب أفكار وأعراف ومعتقدات أصحاب كل لغة لكل أمه أمرًا باطنًا داخل تلك اللغة الأصلية وربما يستحيل نقلها ﺇلى بالترجمة اللغوبة.
بأي لهجة تكون الترجمة للعامية؟
ولفت "نجم" إلى: ومع ذلك يصعب النظر ﺇلى ترجمة نص ما باللهجة العامية في بلد ما، ربما تجب اﻹجابة أولًا على الأسئلة التالية لو تمت الترجمة بمصر: بأي لهجة يستخدم المترجم؛ الصعيدية أم البحراوية أم السيناوية وسكان مطروح وغيرها؟ ومنذ أيام ناقشت رواية لصديق صعيدى استخدم اللغة الفصحى، ولكنه استخدم العامية في بعض المواضع وصعب على استدلالها كما بان مع أسماء الأدوات والأوصاف الشائعة فى بلدته.. وهكذا.. فما بال الأمر لو كان النص بكامله باللهجة العامية.
ثم بعد ورطة القارئ والكاتب معًا، تجىء ورطة الترجمة.. أظن أن فكرة ترجمة الأدب والشعر العربي من الآمال المرجوة لتقريب الشعوب لبعضها البعض.. ما بال ذلك المترجم الأجنبى والذي يلزم معه أن يجيد- ليس فقط اللغة العربية الفصحى- بل يجيد اللهجات المحلية لعموم البلاد من شمالها حتى جنوبها!.
وهذا لا يعنى أننى ضد توظيف اللهجة العامية في النص الأدبي العربي، بل على العكس، أحيانا بالتوظيف الواعي يمكن استخدام اللهجة العامية في الحوار وبدلالات أعمق من الفصحى، وهو ما يتوقف عل ملكة وإمكانات القاص أو الروائي،.. وربما يمكن بالاستخدام الواعي للهجات العامية يمكن ﺇثراء اللغة الفصحى، خصوصا أنه تأكد أن اللغة المستخدمة الآن من اللغة العربية فيها 30% فقط لها جذور فصحى والبقية مما دخلت عليها من مفردات كانت يوما غير فصحى وليس لها الجذور اللغوية العربية الفصحى التى نطقتها العربية قبل وبعد الإسلام باعتبار تلك الفترة هي القاعدة الأساس للغة العربية.. "ولنا فى ذلك تجربة اللغة الإنجليزية التي لم تصل ﺇلى نصف مليون مفردة في عصر شكسبير، بينما الآن تعدت المليون ونصف مفردة".
وأن ذلك يتحقق خلال سنوات طويلة، حيث يتم تناول المفردة وتستقر دلالاتها ويتداولها الجميع على اتفاق وقناعة بها، وبالتالي تنتقل من الشفاهية ﺇلى الكتابية، ومن هنا تكون تجربة الترجمة باللهجة العامية غير ذات أهمية تناسب جهد المترجم نفسه.