احتفال تنزانى ببصمة مصرية
بمشاركة سامح شكرى، وزير الخارجية، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، احتفل الشعب التنزانى الشقيق، أمس الخميس، ببدء الملء الأول لبحيرة سد «جوليوس نيريرى»، الذى يُنفذه تحالف مصرى يضم شركتى «المقاولون العرب» و«السويدى إليكتريك» على نهر روفيجى، والذى سبق أن احتفل الأشقاء، فى ٦ أكتوبر الماضى، باكتمال الأعمال الإنشائية، التى أنجزها أكثر من ٢٥٠٠ مهندس وعامل مصرى وتنزانى، فى ٢٢ مليون ساعة عمل، موزعة على ٦٨٧ يومًا.
عن السلام والتعاون والصداقة بين الشعبين المصرى والتنزانى الشقيقين، قدم مطرب مصرى، وآخر تنزانى، أغنية مشتركة، فى احتفال ضخم، حضرته الدكتورة سامية حسن، رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، التى تضمنت كلمتها، وكلمات كل مسئولى الحكومة التنزانية وممثلى طوائف الشعب الشقيق، كثيرًا من عبارات الشكر والامتنان للدولة المصرية، قيادة وحكومة وشعبًا، وللتحالف المصرى المنفذ للمشروع، على معاونتهم فى تحقيق هذا الحلم الكبير، الذى سيحدث تحولًا محوريًا فى حياة الشعب التنزانى، وطالبوا بتعزيز الاستفادة من الخبرات والشركات المصرية فى تنفيذ الخطة التنموية الطموحة التى تسعى تنزانيا لتنفيذها.
فى كلمته، نقل وزير الخارجية تحيات وتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نظيرته التنزانية وإلى حكومة وشعب الدولة الشقيقة، بهذه المناسبة التاريخية، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية، التى تربط بين مصر وتنزانيا، ولافتًا إلى أن هذا المشروع الضخم، الذى تم بناؤه، بفخر، بأيادٍ مصرية وتنزانية، يقدم مثالًا حيًا لما يمكن أن تحققه الدول الإفريقية من تنمية لصالح شعوبها، ويعكس التزام مصر بدعم برامج ومشروعات التنمية فى دول حوض النيل، وموضحًا أن التعاون بين دول حوض النيل ممكن وفعال، عندما تتوافر الإرادة السياسية.
مشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى»، كما أوضحنا فى مقال سابق، يتابعه الرئيس السيسى، بشكل دورى، ويوجه بضرورة أن يقوم التحالف المصرى بتنفيذه على أعلى مستوى من الجودة، فى إطار اهتمام مصر بتوطيد علاقاتها بقارتها الأم، ونظرًا للأهمية الكبيرة التى يمثلها هذا المشروع للشعب التنزانى الشقيق، ولما يعكسه من قدرة وإمكانات الشركات المصرية على تنفيذ المشروعات الكبرى، خاصة فى القارة السمراء.
نحن، بالفعل، أمام دليل عملى على تطور إمكانات وقدرات الشركات المصرية، التى قامت، خلال السنوات الأخيرة، بتنفيذ مشروعات كبرى فى العديد من الدول الإفريقية الشقيقة. إذ تمكن التحالف المصرى، المنفذ لمشروع سد ومحطة «جوليوس نيريرى»، من التغلب على معوقات طبيعية صعبة وعديدة، ليحقق حلمًا تنزانيًا بدأ فى ستينيات القرن الماضى، مع تأسيس دولة الاتحاد، وسيكون محطة مهمة فى طريقها إلى التنمية المستدامة. إضافة إلى أنه سيتيح التحكم فى الفيضانات، التى تسببت فى وفاة وفقد الآلاف، معظمهم من الأطفال، وسيحد من تكون المستنقعات الموسمية، التى تعد سببًا رئيسيًا فى انتشار أمراض خطيرة.
المكونات الرئيسية للمشروع، تشمل إنشاء السد الرئيسى، على نهر روفيچى، Rufiji، ومحطة توليد كهرومائية، و٣ أنفاق لمرور المياه اللازمة إلى مبنى التوربينات، ونفق تحويل مسار المياه، وأماكن توزيع الطاقة، ومحطة ربط للكهرباء، و٤ سدود تكميلية، لتكوين الخزان المائى، وكوبرى خرسانيًا على النهر، وطرقًا لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع، إضافة إلى محجرين على جهتى المشروع وقرية صغيرة. وبوصول السد إلى ارتفاع ١٩٠ مترًا فوق سطح البحر على قاعدة مساحتها ٢٠ ألف متر مربع وبطول ١٠٣٣ مترًا عند القمة، اكتملت الأعمال الإنشائية، واتخذ «التحالف المصرى» التجهيزات اللازمة، لاحتجاز مياه نهر روفيچى، خلف السد، الذى بدأ، أمس، ومن المقرر أن يستمر لمدة شهرين، بحسب توقعات الفيضان.
.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر تتطلع، كما قال رئيسها، مرارًا، إلى العمل مع جميع الأشقاء الأفارقة، فى ضوء التحديات العديدة، السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية، التى تتطلب مواجهتها أن تتضافر كل جهود دول القارة، لتعظيم فرص الاستثمار ودعم التنمية والاستغلال الأنسب للموارد. بالإضافة إلى الأهمية الكبرى التى توليها الدولة المصرية للتعاون مع الدول الشقيقة فى بناء القدرات البشرية والمؤسسية ومشاركة خبراتها فى مكافحة الفكر المتطرف، والتنظيمات الإرهابية، ووقف عمليات تمويل الإرهاب.