الرئيس فى واشنطن
بحضور ٤٩ قائدًا إفريقيًا، تحدّث الرئيس الأمريكى جو بايدن، أمس الأربعاء، عن رؤية إدارته وخططها، لتعزيز الشراكة الأمريكية مع الدول الإفريقية، وأطلق وعودًا ومبادرات، وقام بالتوقيع على أمر تنفيذى لتأسيس مجلس استشارى للتعامل مع المغتربين الأفارقة فى الولايات المتحدة، مهمته تقديم المشورة حول عدد من القضايا، كما أعلن عن اعتزامه القيام بجولة خارجية تشمل بعض الدول الإفريقية خلال بداية العام المقبل.
اليوم، الخميس، هو يوم القادة فى «القمة الأمريكية الإفريقية». واستبقه الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن استقبل، أمس، بمقر إقامته فى واشنطن، عددًا من ممثلى الحزب الجمهورى بمجلس النواب الأمريكى، حزب الأغلبية. ومن المقرر أن يعرض، اليوم، فى كلمته أمام القادة المشاركين فى القمة، إطار الاستراتيجية، التى تبنتها مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى، سنة ٢٠١٩، لتعزيز التنمية بالقارة السمراء، والتى كنا قد أشرنا أمس إلى أنها يمكن تلخيصها فى ثلاث كلمات، هى «الأمن والتنمية والتكامل»، التى صارت، منذ منتصف ٢٠١٤، هى رسالة مصر لدول القارة، والمنطقة العربية، والمنهج المصرى فى كل المحافل الدولية.
سيطرح الرئيس، أيضًا، أو سيجدّد طرح، رؤية مصر لكيفية التعامل مع القضايا الإفريقية، وتعزيز الشراكة الإفريقية الأمريكية، لمواجهة أزمة الأمن الغذائى، وتيسير اندماج دول القارة فى الاقتصاد العالمى، ودفع حركة الاستثمار الأجنبى. وأسعدنا أن نرى الرئيس السنغالى ماكى سال، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقى، يطالب الولايات المتحدة بضرورة «أن تتخلى عن إلقاء المحاضرات، وأن تتولى زمام المبادرة لتصبح شريكًا استراتيجيًا للقارة الإفريقية، دون أن يقول أحد لنا ما نفعل وما لا نفعل؛ لأننا نريد العمل والتجارة مع الجميع». إذ كنا قد أشرنا، أمس، إلى كلمة الرئيس السيسى، أمام الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى شدّد فيها على ضرورة التخلص من سياسة الاستقطاب، وأكد أحقية كل الدول فى أن تسعى إلى تطوير علاقاتها مع مختلف الشركاء الدوليين، دون أن يستعدى ذلك أحدًا.
عدد من القادة الأفارقة، استبقوا يوم القادة، أيضًا، بالإعراب عن رغبتهم فى رؤية التزام أمريكى ملموس بشأن تخفيف عبء الديون، والحصول على تعويضات عن الخسائر والأضرار التى منيت بها القارة الإفريقية بسبب ظاهرة التغير المناخى، التى تتسبب فيها الدول الصناعية الكبرى. كما شهدت لقاءات منتدى القادة الشباب الأفارقة، ومنتدى رجال الأعمال، ومنظمات المجتمع المدنى، مطالبات إفريقية بدعم المشروعات التنموية وتخفيض الديون وتحقيق استجابة أفضل لمعالجة الأضرار المناخية و... و... ولعلك تتذكر أن كل هذه المطالبات سبق أن طرحتها مصر، فى سياقات ومناسبات مختلفة، آخرها أو أحدثها، خلال مؤتمر المناخ، كوب ٢٧، الذى كان أبرز، وأهم ما تضمنه بيانها الختامى هو الموافقة على إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار»، لتعويض الدول النامية، الأقل إسهامًا فى ظاهرة التغير المناخى، والأكثر تضررًا من تبعاتها.
بالتزامن، شهدت فعاليات «القمة السنوية للقادة أصحاب الرؤى»، التى ينظمها معهد الدراسات الإفريقية بجامعة جورج واشنطن، مشاركة واسعة من الوزراء وممثلى الحكومات الإفريقية ومؤسسات التمويل الدولية. وعقب تكريم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، وتسلمها جائزة «الوزيرة الأكثر تميزًا فى إفريقيا لسنة ٢٠٢٢»، أجرت معها كينفير كوك، المديرة التنفيذية للمعهد، حوارًا مفتوحًا تناول إطار التعاون الدولى والتمويل الإنمائى، والجهود التى بذلتها مصر خلال مؤتمر المناخ، كوب ٢٧، لدفع التحول إلى الاقتصاد الأخضر، فى القارة السمراء، والدول النامية إجمالًا، بالتعاون مع شركاء التنمية الدوليين.
.. أخيرًا، وبالإضافة إلى لقاءاته مع عدد من رؤساء الدول والحكومات المشاركين فى القمة، للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية، تضمن برنامج زيارة الرئيس السيسى إلى واشنطن، أيضًا، عقد لقاءات مع مسئولين أمريكيين، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى اجتماع مع نخبة من رجال الأعمال الأمريكيين، لبحث سبل دفع التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى.