محور التعمير.. والتنمية
مع المرحلة الثالثة من مشروع «بشاير الخير ٢»، وتطوير محطة مصر، وتجديد نظم إشارات خط سكك حديد القاهرة الإسكندرية، وعدد من المشروعات القومية الأخرى، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس الإثنين، بافتتاح محور تعمير مرورى، جديد، يحمل اسم المشير فؤاد أبوذكرى، الذى تولى قيادة قواتنا البحرية بعد نكسة يونيو ١٩٦٧، وخطط لأروع إنجازاتها فى حرب الاستنزاف، و... و... وكان واحدًا من قادة حرب أكتوبر الخمسة، الذين صدر قانون يبقيهم فى خدمة قواتنا المسلحة مدى الحياة.
بدأ تنفيذ الأعمال بمشروع «محور أبوذكرى» فى أكتوبر ٢٠٢٠، فى إطار استراتيجية جرى وضعها لخدمة أهداف التنمية المستدامة فى محافظة الإسكندرية، وربطها بكل محافظات الجمهورية، لكونها العاصمة الثانية للبلاد، ولأن بها أهم ميناء تجارى فى الدولة وأكثر من نصف حركة التجارة الخارجية. ومن كلمة اللواء أحمد العزازى، مدير إدارة المشروعات الكبرى بقواتنا المسلحة، عرفنا أن تلك الأعمال تضمنت مناطق استثمارية، طبقًا لتوجيهات الرئيس. وعرفنا أيضًا أن خطاب الرئيس، فى يوليو ٢٠١٧، خلال «المؤتمر الوطنى الرابع للشباب»، كان بدايةً ومنهجًا للنهوض بالإسكندرية، حتى تعود من جديد عروسًا للبحر المتوسط.
محور التعمير، الممتد بطول ٣٥ كم من تقاطعه مع طريق «القاهرة- الإسكندرية» الصحراوى حتى طريق «سيدى كرير- مطار برج العرب»، بواقع تسع حارات مرورية لكل اتجاه، يُعد نقلة نوعية ضخمة، وسيصبح شريانًا حيويًا، وسيفتح آفاقًا تنموية جديدة لمنطقة غرب محافظة الإسكندرية بكاملها ويزيد من حيزها العمرانى، إذ يربطها بمدينة العلمين الجديدة عبر الطريق الدولى الساحلى، الذى يربط أيضًا ميناء الدخيلة بالطريق الصحراوى ومدينة برج العرب.
نحن أمام خطوة جديدة إضافية فى تنفيذ استراتيجية الدولة لإنشاء شبكة طرق ومحاور على امتداد رقعة الجمهورية. تلك الطرق والمحاور، التى لم يعد دورها مقتصرًا فقط على تسهيل حركة المرور وانتقال المواطنين، بل أصبحت شرايين جديدة للحياة، تدعم جهود الامتداد العمرانى المنظم، وتربط المشروعات القومية، وتعزز من عوائدها الاقتصادية، انعكاسًا، أو تحقيقًا، لرؤية دولة ٣٠ يونيو التنموية الشاملة.
تحديات مرورية عديدة، وشديدة التعقيد، جرت مواجهتها، بسبب قلة عدد المداخل المرورية لمدينة الإسكندرية، وللتداخل الشديد بين حركة البضائع ونقل الركاب. وفى كلمته، أشار المهندس كامل الوزير، وزير النقل، إلى أن الوزارة قامت بوضع تخطيط شامل لتطوير منظومة النقل تعتمد على تطوير محاور الطرق والكبارى والنقل السككى وتطوير النقل البحرى والنهرى، وتطوير ٧ محاور طولية وعرضية تربط الإسكندرية بالدلتا والقاهرة. كما استعرض الوزير تطوير وتوسعة طريق «القاهرة- الإسكندرية» الزراعى بطول ٢٢٠ كيلومترًا، وإنشاء ١٠ كبارى علوية لحل التقاطعات السطحية وتحرير الحركة المرورية العابرة للمدن.
مهم جدًا، ومطمئن جدًا، أن تراعى الدولة الحفاظ على ثروتها القومية عند تنفيذ أى مشروعات جديدة. وخلال إلقاء وزير النقل كلمته، طالب الرئيس السيسى المحافظين، فى مداخلة، بمنع أى تعديات على جسور الترع أو على الطرق والرقعة الزراعية، لافتًا إلى أن التعديات على حرم طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعى، الذى تم تنفيذه سنة ١٨٥٩، منعت توسعة الطريق إلى ١٠ حارات مرورية، بربع التكلفة فقط. وأشار إلى أن الدولة اختارت تطوير الطريق الصحراوى وتوسعة حاراته، من أجل تخفيف ضغط الحركة على الطريق الزراعى، وكذلك فى طريق النوبارية، وإعطاء فرصة كبيرة للدلتا التى بها كثافة سكانية كبيرة ورقعة زراعية واسعة.
.. أخيرًا، وتعقيبًا على كلمة الدكتور عبدالسلام سالم، الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، الاستشارى المشرف على تنفيذ المشروع، قال الرئيس إنه منذ حوالى عام ونصف العام حدث نقاش بينهما بشأن المشاكل الكبيرة التى من الممكن أن يسببها بناء الطريق فى البحيرات، وكذا بشأن مطابقة المسار الفنى والهندسى للمعايير والمواصفات التى تم تصميم الطريق عليها. ثم وجّه الرئيس الشكر والتقدير للدكتور سالم، قبل أن يقوم بتكريمه، معربًا عن سعادته بإشرافه وجهده خلال تنفيذ هذا المشروع الضخم، ومؤكدًا أنه، بخبرته وعلمه، أسهم فى تنفيذ المشروع بهذا الشكل الرائع.