عصفور هندى يهدد تويتر
بمجرد إضافة اللغة البرتغالية إلى تطبيق التواصل الاجتماعى الهندى «كوو»، KOO، قام أكثر من مليون برازيلى بتنزيله خلال ٤٨ ساعة، من بينهم عدد كبير من المشاهير أبرزهم جايير بولسونارو، الرئيس المنتهية ولايته، بحسب جريدة «إنديا توداى»، التى نقلت عن أبراميا رادهاكريشانا، Aprameya Radhakrishna، الرئيس التنفيذى للشركة المالكة للتطبيق، المماثل لـ«تويتر»، أن عدد مستخدميه تجاوز الـ٥٠ مليونًا فى أكثر من ١٠٠ دولة، وصار ثانى أكبر منصات التدوينات المصغرة على مستوى العالم.
مقابل عصفور «تويتر» الذى يدعى «لارى»، اختارت الشركة الهندية، التى تأسست أواخر ٢٠١٩، عصفورًا أصفر شعارًا للتطبيق، الذى أطلقته فى مارس التالى، والذى اكتسب شهرة كبيرة، حين تحدث عنه ناريندرا مودى، رئيس الوزراء الهندى، وهو يستعرض، فى خطاب عام، رؤيته لبناء «الهند المعتمدة على الذات». ثم حدث التطور الأكبر، عندما رفضت شبكة «تويتر»، أوائل ٢٠٢١، حذف تغريدات، قالت الحكومة الهندية إنها تتضمن معلومات مضللة عن احتجاجات المزارعين، إذ قام وزراء وقياديون فى حزب «بهاراتيا جاناتا» الحاكم، ومشاهير، بالإعلان عن فتح حسابات على تطبيق «كوو»، وتبعهم عشرات الملايين.
كان من مصلحة «كوو»، أيضًا، انطلاق حملة دولية، فى يونيو ٢٠٢٠، ضد شبكات التواصل الاجتماعى الأمريكية، تطالب بإنشاء مكتب دائم للحقوق المدنية داخل تلك الشبكات، والخضوع لمراجعات مستقلة لخطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة، وإزالة المجموعات العامة والخاصة التى تنشر هذا المحتوى. وكنوع من الضغط، أوقفت عدة شركات كبرى شهيرة إعلاناتها على تلك الشبكات، إلى أن تتوقف عن تضخيم المعلومات الخاطئة، وتمنع الحسابات التى تحض على الكراهية وتتعامل بشكل أفضل مع الإعلانات السياسية.
تقديم بدائل لشبكات التواصل الاجتماعى الأمريكية، بدأته الصين منذ سنوات، حين قدمت لمواطنيها «كيوكيو»، QQ، بدلًا من «فيسبوك»، و«ويبو»، Weibo، مقابل «تويتر»، و«ويتشات»، WeChat، عوضًا عن «ماسنجر»، و«يوكو تودو»، YouKu TuDou، بديلًا عن «يوتيوب».. و«بايدو»، Baidu، المنافس لـ«جوجل». ومنذ أربع سنوات، تجدّد الاهتمام فى فرنسا بمحرك البحث المحلى «كوانت»، Qwant، الذى تم إطلاقه أوائل يوليو ٢٠١٣، بعد أن أعلنت الجمعية الوطنية «البرلمان»، ووزارة الدفاع، فى ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨، أن أجهزتهما الرقمية ستستخدم هذا المحرك بدلًا من «جوجل»، الذى يتتبع حركات المستخدمين.
المهم، هو أن ملايين الهنود غادروا إلى «كوو»، منذ بداية ٢٠٢١، وتبعهم ملايين آخرون، عندما قامت شبكة «تويتر» بحظر حساب كانجانا رانوت، نجمة السينما الهندية، المؤيدة لحزب «بهاراتيا جاناتا»، بسبب ما وصفته الشبكة بـ«سلوكها البغيض»، وهو ما ردت عليه «كانجانا» باستنكارها «العقلية البيضاء»، التى تعتقد أن من حقها «استعباد» الهنود وفرض الرقابة عليهم، وأعلنت عن فتح حساب لها على تطبيق «كوو» المحلى.
التتابع نفسه، حدث فى نيجيريا، حين قامت شبكة «تويتر» فى يونيو ٢٠٢١، بحذف تغريدة للرئيس النيجيرى محمد بخارى، كان يهدد فيها المسئولين عن أعمال العنف فى جنوب شرق البلاد، بزعم أن تلك التغريدة خالفت قواعد الاستخدام، فردَّت الحكومة النيجيرية بتعليق نشاط «تويتر»، وخلال ساعات، قام الوزراء وكبار المسئولين بفتح حسابات على «كوو». الأمر الذى استغلته الشركة المالكة للتطبيق الهندى، وقامت فى أغسطس التالى بافتتاح مكتب لها فى لاجوس. وأعلن رادهاكريشانا، Aprameya Radhakrishna، الرئيس التنفيذى للشركة، عن اعتزامه التوسع «فى إفريقيا، ثم جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية»، خلال العامين المقبلين، متعهدًا بأن يكون «كوو» صوت من لا صوت لهم على الإنترنت.
.. وأخيرًا، لعلك تتذكر أن شبكة «تويتر» قامت بحظر حسابات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، وحملته الانتخابية، وعدد كبير من مؤيديه، مع أنها لم تقترب من حسابات قيادات جماعة الإخوان وتنظيمى داعش والقاعدة، ومئات آلاف الحسابات التابعة والداعمة لتلك التنظيمات الإرهابية، والتى لم تتوقف عن نشر تدوينات، تغريدات ومقاطع فيديو، لا تحض فقط على الكراهية، بل تتضمن أيضًا تحريضًا مباشرًا على القتل.