السياحة الصحية.. وقفة واجبة
قريبًا، سيكون لدينا «برنامج متكامل لمنظومة السياحة الصحية»، تعهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بإقراره والعمل على تنفيذه، خلال اجتماع عقده، أمس الأحد، مع وزيرى الصحة والطيران المدنى، ورئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، وعدد من مسئولى الوزارات والجهات المعنية.
منذ أكثر من سنتين، تحديدًا فى ٢ سبتمبر ٢٠٢٠، أعلن الدكتور أحمد السبكى، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، عن إطلاق شعار «نرعاك فى مصر» كعلامة تجارية للسياحة العلاجية بمستشفيات الهيئة، وأكد أنه سيتم التسويق لهذا الشعار بشكل احترافى وعالمى، لافتًا إلى أن الهيئة لديها خطة طموحة مُتسقة مع رؤية القيادة السياسية، لوضع مصر على خريطة السياحة العلاجية، وتطوير المفهوم الحالى من سياحة الاستشفاء إلى سياحة العلاج. وأعرب عن أمله فى أن يأتى الوافدون الأجانب إلى مصر، خلال المستقبل القريب، بغرض العلاج، مثلما يأتون للتمتع بالآثار والطبيعة الخلابة. كما أكد أن الخطة الاستراتيجية للهيئة تقوم على استقطاب أفضل الكوادر الطبية والإدارية لوضع منهجية عمل مختلفة، تحقق إنجازًا فى هذا الملف الاستراتيجى، الذى سيسهم بشكل كبير فى زيادة تدفق النقد الأجنبى للدولة بشكل عام، ويعزز موارد الهيئة بشكل خاص.
الكلام نفسه تقريبًا تجدد فى اجتماع أمس. ومع توجيهه بتعيين مسئول متفرغ فى وزارة الصحة، لمتابعة ملف السياحة الصحية، تحت إشراف الوزير المباشر، أكد رئيس مجلس الوزراء أنه سيتابع، بصورة شخصية، هذا الملف وخطوات النهوض به، وصولًا إلى إنجاح المنظومة بشكل متكامل، مشيرًا إلى ما نتمتع به من مقومات وحوافز وتيسيرات، لافتًا إلى إمكانات المنشآت الصحية الحكومية، التى تم تطويرها ورفع كفاءتها، إلى جانب المنشآت المملوكة للقطاع الخاص. كما شدد على أهمية توفير عدد من البرامج السياحية، التى تمثل عنصر جذب لهذه الفئة من السائحين، وإتاحة المزيد من التيسيرات، التى تحقق الغرض من تطبيق هذه المنظومة، وتعظِّم العائد من مستهدفاتها.
ما قد يدعو للتفاؤل هو أن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، خلال اجتماع أمس، لم يتحدث فقط عما حققته الوزارة، بل استعرض التحديات التى تواجه السياحة الصحية فى مصر، والتى تعمل الوزارة على مواجهتها، موضحًا أن عوامل نجاح السياحة الصحية السليمة يجب أن تتضمن أسعارًا تنافسية، وتنفيذ حملات تسويقية، وتقديم جودة صحية عن طريق منشآت صحية معتمدة محليًا وعالميًا. ثم تطرق الوزير إلى خطة التطوير المقترحة، التى تضمنت إنشاء هيئة مستقلة للسياحة الصحية، وترشيح المستشفيات المشاركة فى برنامج السياحة الصحية طبقًا للتخصصات المتميزة، والعمل على رفع كفاءة العاملين بالمنشآت الصحية والتدريب على التعامل مع الأجانب، مع بناء قاعدة بيانات يلجأ إليها راغبو العلاج، تحتوى على قائمة بأسماء مراكز التميز والمستشفيات المشاركة، بالإضافة إلى عمل مؤتمرات تسويقية بشكل دورى.
تضمنت الخطة المقترحة لتطوير السياحة الصحية، أيضًا، والتى من بينها العمل على الترويج فى الموانئ، من خلال اللافتات والأفلام الوثائقية الترويجية، بالتعاون مع وزارة النقل، وإنشاء مكاتب للدخول وتسهيل إجراءات دخول المرضى عبر الموانئ البرية والبحرية، وكذا إطلاق حملات ترويجية بأكثر من لغة، واستغلال موقع «Visit Egypt» للإعلان عن خدمات السياحة العلاجية وأماكنها، والعمل على استحداث تأشيرات خاصة بالسياحة الصحية وتسهيل استخراجها، وعقد بروتوكولات تعاون دولية مع الهيئات والسفارات، و... و... وفى هذا السياق، أشار السفير محمد نجم، مساعد وزير الخارجية، إلى أنه سيتم العمل على زيادة أوجه التنسيق والتعاون مع الحكومات والدول المختلفة، من خلال البعثات الدبلوماسية، بهدف الترويج لمنظومة السياحة الصحية فى مصر، وما تتضمنه من تيسيرات فى إجراءات العلاج واستخراج التأشيرات.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية»، أعلنت، فى ١٢ أكتوبر الماضى، عن إطلاق الإصدار المشترك لمعايير التميز فى السياحة العلاجية «تيموس ـ جاهار»، GAHARـ TEMOS، كأولى خطوات تفعيل البروتوكول المشترك بين الهيئة ومنظمة «تيموس» الدولية الرائدة فى مجال اعتماد المنشآت الصحية، استنادًا إلى عدة معايير تتضمن جودة الخدمة العلاجية وأمان المريض، أثناء وبعد تلقى الخدمة، إلى جانب الفعالية مقابل التكلفة: تكلفة الخدمة، الرحلة وإقامة المريض ومرافقيه.