الزواج الإنجيلى
خرج علينا القمص صموئيل البحيري منذ عدة أسابيع بفيديو غريب ومريب يفيض بالتعصب والكراهية، زعم فيه بأن زواج الإنجيليين زنا، الأمر الذي أثار غضب واستياء الكثيرين من الإنجيليين وعدد من الأرثوذكس، وقاموا بالرد عليه على وسائل التواصل الاجتماعي، وحسنًا فعل قداسة البابا تاوضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذي أكد للدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية خلال فعاليات المؤتمر الدولي بمكتبة الإسكندرية «التعايش والتسامح وقبول الآخر.. نحو مستقبل أفضل» رفضه التام لأي تصريحات تتعلق بقضايا الزواج الإنجيلي، مؤكدًا أنه يجب ألا يتم الالتفات إلى أي تصريحات غير الصادرة من قداسته أو مكتبه، كما أفاد قداسته بأنه لن يكتفي بمساءلة الإيبارشية للقمص، بل سيقوم بمساءلته بنفسه.
كما أكد قداسة البابا تواضروس الثاني احترامه وتقديره للزواج بالكنيسة الإنجيلية، واعتزازه بالعلاقة المتأصلة بالمحبة مع الطائفة الإنجيلية.
ولو قرأ القمص صموئيل البحيري وغيره من المتعصبين تاريخ الكنيسة لعرفوا أن رسل المسيح وتلاميذه لم يزوجوا أى أحد، كما أن المسيح أسس فقط فريضتى العشاء الربانى والمعمودية، ولم يرسم فريضة للزواج ولم يضع طقوسًا له، كما أنه لم يقم بإجراء مراسيم دينية لأى زوجين، فحضوره عرس قانا الجليل كان حضورًا عاديًا مع العذراء مريم ولم يكن لإجراء أية مراسيم دينية، هذا فضلًا عن أن المسيح لم يضع تشريعًا معينًا للحياة، ولكنه وضع مجموعة من القيم والمبادئ التى تصلح لكل زمان ومكان.
وكذلك أيضًا فإنه لعدة قرون بعد المسيح، كان المسيحيون يتزوجون مثلما كانت تتزوج الشعوب التى ينتمون إليها، فكان الزواج يُعد عملًا بشريًا ينظمه المجتمع ولم تكن الكنيسة تتدخل فيه، وفى القرن الثامن بسبب الزواج بين أقرباء العصب، وزنا ذوى القربى، قرر مجمع فرنوى، أن تبادل الرضا بين الزوجين لابد أن يتم علنًا، وأثناء القرنين الحادى عشر والثانى عشر، أضحى من الواجب أن يُحتفل بالزواج أمام باب الكنيسة، وفى القرن السادس عشر صدر كتاب رتبة الزواج فى ١٦١٤م، لكى تُقر الكنيسة بأنه لا يجوز أن يُعقد الزواج عند باب الكنيسة، بل فى داخلها فى مكان لائق بالقرب من المذبح وأمام خورى، وهنا تدخلت الكنيسة فى موضوع الزواج منذ القرن السادس عشر.
وجاء في دستور الكنيسة الإنجيلية مادة ٨٣ (الزواج ارتباط وعقد مقدس بين رجل واحد وامرأة واحدة مدى الحياة. وضعه الله وصادقت عليه الشرائع المدنية واعترفت به. ومع أن الزواج ليس خاصًا بكنيسة المسيح وحده إلا أنه يجب على المسيحيين أن يتزوجوا في الرب. ويجب أن يتقدس الزواج بخدمة دينية وعلى يد خادم مرتسم.
مادة ٨٤ (لا ينعقد الزواج المسيحي إلا بين طرفين مسيحيين. يجب ألا يكون بين الطرفين صلة قرابة عصبًا ونسبًا ممنوعة في كلمة الله. وألا يكون مطلقيين بغير الأسباب المشروعة في الكتاب المقدس. ويجب أن يكون في سن التمييز قادرين أن يختارا لنفسهما).
مادة ٨٥ (إذ يقتنع القسيس، بأن الطرفين استوفيا الشرائط التي تتطلبها الشرائع المدنية، يوقفهما معًا أمام عدد كاف من الشهود ويخاطبهما بكلمة مختصرة عن الزواج والواجبات التي يتخذانها على نفسهما. وبينما يمسك كل منهما يمين الآخر يوجه القسيس إلى الرجل كلمات عهد الزواج قائلًا: (يا فلان) هل تتخذ هذه المرأة التي أنت ماسك بيدها لتكون زوجة شرعية لك؟ وهل تعد بوقار في حضرة الله وأمام هؤلاء الشهود أن تكون لها زوجًا محبًا وأمينًا طالما كنتما على قيد الحياة؟ «وحالما يجاب هذا السؤال بالإيجاب يوجه القسيس إلى المرأة كلمات العهد قائلًا: (يا فلانة) هل تتخذين هذا الرجل الذي أنت ماسكة الآن بيده ليكون زوجًا شرعيًا لك؟ وهل تعديه بوقار في حضرة الله وأمام هؤلاء الشهود أن تكوني له زوجة محبة وأمينة ومطيعة طالما كنتما على قيد الحياة؟».
ومتى أجاب الطرفان بالإيجاب يعلن القسيس «أصرح بأنكما زوج وزوجة، والذي جمعه الله لا يفرقه إنسان».
ثم يختم الحفلة بصلاة طالبًا بأن تستقر البركة الإلهية على العائلة الجديدة.
وختامًا ..
إن ما قاله القمص البحيري هو خطاب كراهية يتنافى مع المحبة التي تدعو إليها المسيحية وإننا ننتظر محاسبته على تصريحاته المتعصبة التي سببت الكثير من التوتر!