بيتر ماهر الصغيران: الحياة الكريمة تبدأ باحترام العقل وتقديم المنتج الثقافى
قال الروائي القاص بيتر ماهر الصغيران: مصر كدولة حضارة اهتمت أن تبنى و تشيد المعابد و المسلات و المدن الحضارية و العواصم، لكن ماذا لو اهتمت مصر القديمة بالبناء دون أن تهتم بالكتابة والتدوين التاريخي؟ كان سيضيع على الأجيال القادمة، في العالم أجمع، تاريخ واحدة من أعرق حضارات العالم، إذا كان المصري القديم كان يمسك الأزميل لينحت تمثالا، كان باليد الأخرى يكتب بنفس الأزميل ليلخد تاريخه.
وأوضح “الصغيران” لـ “الدستور”: كل الأشياء كانت تسير معا؛ إذا كنا نتعجب من بناء الهرم الأكبر و نسأل عن طرق البناء الهندسية التي جعلته عجيبة من عجائب الدنيا السبعة، فلا يمكن أن نتجاهل إلى جوار هذا البناء العظيم و الأهرامات الأخرى، نصوص متون الأهرام التي خلدت اعتقاد المصري القديم في الحياة الأخرى بعد الموت.
الحضارة المصرية قامت على البناء و التعمير بالعلم و الثقافة، مع اجتماع كل تلك الأشياء معا.
وحول توجيه الرئيس بإنشاء المكتبات تابع “الصغيران”: ولدت في مدينة صغيرة، لم تكن تنتشر بها المكتبات على قدر كبير، لكن حتى مع ندرة تلك المكتبات في بلدي؛ إلا أنها كانت منارة و شعاع نور لكل من ذهب إليها، وشرع في القراءة، أذكر إني أول مرة أرى كتابات نجيب محفوظ المترجمة كانت في مكتبة بلدي؛ لكن الاهتمام الأكبر ومازال في عواصم المدن حيث المكتبات العامة والخاصة، لكن في الواقع الاهتمام الحقيقي يبدأ من القرى و النجوع.
فهى أيضًا تحتاج إلى المزيد من تقديم الثقافة و بناء العقول، بالتزامن مع مشروع حياة كريمة، فالحياة الكريمة ليست فقط في البناء وأن كان لاغنى عنه لكن الحياة الكريمة تبدأ باحترام العقل و تقديم المنتج الثقافي إليه؛ فالقراءة هى غذاء الروح و العقل.
ولفت “الصغيران” إلي: في بدايات التسعينات من القرن العشرين، ظهر مشروع القراءة للجميع، حيث أثر هذا المشروع في جيل كامل من المثقفين المصريين الذين أصبحوا اليوم في بعض المواقع الثقافية الهامة، تربى على كتب هذا المشروع الثقافي أذهان العديد من أبناء الوطن.
لذلك لدى بعض المقترحات لتنمية الثقافة في القرى والنجوع المصرية: يمكن عمل مسابقات أدبية للقراءة، مع إعطاء بعض المكافآت المادية.
يمكن عقد ندوات مع أهم الكتاب في مصر، حيث ضروة التواصل المجتمعي بين المثقفين والجمهور المتلقى.
يمكن زيادة الدعم المالي، لعمل المكتبات المتنقلة، كفكرة غير مكلفة ؛لكنها سوف تخدم مناطق كثيرة، تحتاج أن يقدم إليها المنتج الثقافي.
الأفكار كثيرة والاقتراحات لا تنتهي؛ لكن علينا البدء في عمل خطة شاملة لتنمية دور المؤسسات الثقافية، في الأماكن البعيدة عن عواصم المحافظات والمدن الكبرى، حتى تبدأ الثقافة من أصغر وحدة محلية في قرية؛ لأن البناء يبدأ من الأسفل ويستمر في الصعود إلى فوق.