هل شاهدت فستان أمينة رزق عن قرب؟
هل شاهدت عن قرب فستان أمينة رزق الذى ارتدته فى مسرحية «كرسى الاعتراف»؟.. بالطو توفيق الدقن الذى ارتداه فى عدد من الأفلام وفى مسرحية «كوبرى الناموس» فى دور جمعة اللويندى ١٩٦٤؟..
عود سيد درويش الذى استنطق منه أعظم ألحانه ونوتة العشرة الطيبة بخط يديه؟.. عود داود حسنى الذى تتمنى إسرائيل شراءه بملايين الجنيهات حتى تنسب تراثه الغنائى لها بوصفه يهوديًا؟.. «بيريه» توفيق الحكيم ونظارته؟.. عباءة صلاح جاهين السوداء وكوفيته؟.. عباءة معلم الدراما المصرية «محمد رضا» التى ارتداها فى العديد من أدواره بالسينما والمسرح؟.. فستان سميحة أيوب فى مسرحية «الفتى مهران»؟.
وقفت أتأمل تلك الكنوز فى باحة متحف «رموز ورواد الفن المصرى»، الذى سيفتتحه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية عما قريب، وهو المتحف الوحيد من نوعه فى الوطن العربى، وأتساءل: ماذا تساوى تلك المقتنيات؟، ماذا تساوى ملابس العروض المسرحية والنوت الموسيقية ومخطوطات المسرحيات والتراث الضخم من الأعمال المسرحية المطبوعة والمصورة؟، إنها تساوى الحضارة، تساوى تاريخًا من الجمال والوعى تشكل عبر تلك الأدوات، تساوى شعبًا متحضرًا يقدر الفن والفنانين ويضعهم فى مرتبة كبيرة فى ذاكرته وحنينه، فما نحن سوى نتاج ثقافى لفنوننا، السينما والمسرح المصرى اللذين شكلا على مر العصور وعى المصريين، بل إن شئنا الدقة وعى العرب، مصر هى أم الدنيا عن حق، الفن متجذر فى حضارتها وفى جينات أبنائها، وهو أمر جدير بمشاركته وعرضه متحفيًا وتسويقه للعالم.
مصر هى الدولة الأجدر وفقًا لتاريخها بأن تنشئ متحفًا للفنون، فتاريخ الفنون المصرى هو الأقدم على مدار تاريخ البشرية، المصريون شعب محب للفنون بكل ألوانها، بل إن المصريين فنانون بفطرتهم، هو شعب مبدع فى التعبير عن فرحه، حزنه، سخريته، سواء عبر الكتابة أو الموسيقى أو الحكى أو النكتة أو الكاريكاتير والتصوير.. إلخ.
وتقام المتاحف فى كل مكان فى العالم احتفاءً بالحضارة وحفظًا للتاريخ، لذا فالأساس فى المتحف هو شموليته التاريخية التى تجعله مرآة للون من ألوان الحضارة «الثقافة والفنون، التراث المادى وغير المادى، تاريخ العلوم، التاريخ الاجتماعى.. إلخ».
وحين نتحدث عن متحف فنحن بالضرورة نتحدث عن آليات عرض مميزة وتسويق وبرمجة، وهما بالضرورة غير منفصلين، فيجب أن نبحث ونطور آليات العرض فى متاحفنا خاصة متحف الفنون ونهتم بتسويقها وباستخدام آليات العرض الحديثة والرقمية.
وفى النهاية يبقى السؤال: وبماذا نحتفى إن لم نحتفِ بفننا ونقيم له المتاحف والمعارض؟