زراعة الكبد.. طفرة قريبة
تحت شعار «كل شخص يستحق فرصة ثانية فى الحياة»، أقامت «الجمعية المصرية لزراعة الكبد»، ELTS، مؤتمرها التأسيسى، وفى اليوم نفسه بدأت فعاليات مؤتمرها الدولى الأول، بحضور الدكتور مجدى يعقوب، رائد زراعة القلب، والدكتور محمد غنيم، مؤسس مركز جراحة الكلى بجامعة المنصورة، والدكتور مارك غبريال، رئيس الجمعية العالمية لزراعة الكبد، ونخبة من العلماء والأطباء المتخصصين فى زراعة الأعضاء، وعدد من رؤساء الجامعات، ووزيرى الصحة والسكان، والتعليم والبحث العلمى.
التاريخ يقول إن أول عملية لزراعة كُلى فى مصر، كانت سنة ١٩٧٨. كما تقول الأرقام إن مصر شهدت خلال سنة ٢٠٢١ أكثر من ٦٠٠ عملية زراعة كلى، وحوالى ٣٠٠ حالة زراعة الكبد، ما يعنى أن الدولة المصرية لديها مهارات وخبرات متراكمة، تؤهلها لأن تصبح مركزًا إقليميًا، ودوليًا، لزراعة الأعضاء. ومن الدكتور عمرو عبدالعال، عضو المجلس المصرى الأعلى لزراعة الأعضاء، مؤسس «الجمعية المصرية لزراعة الكبد» ورئيسها الأول، عرفنا أن تأسيس الجمعية يهدف إلى توحيد الجهود من أجل إجراء ٧٠ ألف عملية زراعة كبد، كُلى، قلب، ورئتين، وبالتالى إنقاذ حياة ٧٠ ألف مريض، خلال السنوات السبع المقبلة.
إلى جانب مناقشة النظم والأساليب الحديثة فى زراعة الكبد، وتبادل الخبرات والمهارات والبحوث العلمية بين الاستشاريين والمتخصصين من الأطباء المصريين والدوليين فى مجال زراعة الأعضاء.. وبالإضافة إلى استعراض أحدت التطبيقات التكنولوجية التى طرأت على هذا المجال، يحمل «المؤتمر الدولى للجمعية المصرية لزراعة الكبد»، الذى تنتهى فعالياته اليوم، السبت، آمالًا كبيرة لملايين المرضى، وستسهم نتائجه وتوصياته، بكل تأكيد، فى الجهود الدولية الخاصة بتشخيص وعلاج أمراض الكبد.
الإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن هذا «المؤتمر»، الذى وصفه البيانان الصادران عن وزارتى الصحة والتعليم العالى بأنه «المؤتمر الدولى الأول لزراعة الكبد»، ليس الأول من نوعه فى مصر، إذ سبق أن أقام «مركز جراحة الجهاز الهضمى» بجامعة المنصورة مؤتمرًا دوليًا لزراعة الكبد، تحت رعاية الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى الأسبق، فى أكتوبر ٢٠٠٩، أى منذ ١٣ سنة، وجرى خلاله تقديم ٤٠ محاضرة فى مجال زراعة الكبد، واستخدام مثبطات المناعة ومشاكلها، وتشريعات وقوانين زراعة الأعضاء.
ما اختلف الآن هو أن القيادة السياسية، كما قال وزير الصحة والسكان، تولى اهتمامًا كبيرًا بملف زراعة الأعضاء، وتضع على عاتقها مسئولية تذليل العقبات وتقديم جميع سبل الدعم والأدوات اللازمة لتيسير العمل بهذا الملف. كما أوضح الوزير أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم كل الدعم لإنشاء وتجهيز أول مركز إقليمى طبى لزراعة الأعضاء، فى مصر والشرق الأوسط، بمقاييس عالمية، داخل مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، بقوة ٣٠٠ سرير، ويستهدف التوسع فى تخصصات زراعة الرئة، القلب، الكلى، الكبد، وغيرها.
فى مؤتمر صحفى، على هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أعرب السير مجدى يعقوب عن بالغ سعادته باتخاذ الدولة المصرية خطوات حقيقية نحو زراعة الأعضاء، وأكد أن المنظومة الصحية فى مصر لديها مهارات فائقة للعمل بهذا الملف، مشيرًا إلى أن التبرع بالأعضاء ثقافة إنسانية رحيمة، لا بد من نشرها بين المواطنين، لأن «هناك طوابير من المرضى الأطفال والشباب يحتاجون إلى جزء بسيط من عضو بشرى لاستكمال الحياة». كما أوضح وزير الصحة والسكان أن الوزارة تعمل على قدم وساق، وبمعدلات إنجاز سريعة، لوضع إطار تنفيذى لتفعيل قوانين نقل وزراعة الأعضاء، مؤكدًا ضرورة تعزيز الوعى المجتمعى بأهمية التبرع بأعضاء حديثى الوفاة، حتى يصبح التبرع بالأعضاء وزرعها جزءًا لا يتجزأ من نظام الرعاية الصحية.
.. وأخيرًا، كانت لفتة طيبة أن يقوم المؤتمر، قبل بدء فعالياته، بتكريم عدد من العلماء والأطباء عن جهودهم وإسهاماتهم فى مجال زراعة الأعضاء.