السيسى.. وابتسامة بيلوسى!
لو قرروا منح جائزة للصور الأكثر إثارة للدهشة، فى قمة المناخ، كوب ٢٧، ستذهب، قطعًا، إلى صور نانسى بيلوسى وهى تسير بجوار الرئيس عبدالفتاح السيسى، متأنقةً، متعلقةً بذراعه، والابتسامة تعلو وجهها، الذى ربما لم يره الأمريكيون مبتسمًا، منذ سنة ٢٠٠٧، حين كانت تجلس خلف الرئيس الأمريكى الأسبق، جورج دبليو بوش، وهو يلقى خطاب «حالة الاتحاد»، الذى أشار فيه إلى أنه، وللمرة الأولى فى تاريخ الولايات المتحدة، يتم إلقاء هذا الخطاب فى ظل رئاسة امرأة لمجلس النواب.
الصور تم التقاطها بعد جلستى مباحثات عقدهما الرئيس، مساء أمس الأول الخميس، مع رئيسة مجلس النواب الأمريكى، فى مدينة شرم الشيخ، إحداهما منفردة، والأخرى ضمت الوفد المرافق لها. وخلال اللقاءين جرت مناقشة مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة، فى العديد من المجالات، خاصة السياسية والعسكرية والاقتصادية. كما استعرض الرئيس موقف مصر من أزمات المنطقة والجهود التى قامت بها الدولة المصرية فى دفع عجلة التنمية وتحديث البنية الأساسية، والخطوات التى تتم على الصعيد الداخلى للإصلاح الاقتصادى الشامل وتحقيق التنمية المستدامة.
بيلوسى، التى ستحتفل فى ٢٦ مارس المقبل بعيد ميلادها الثالث والثمانين، تمكّنت من الاحتفاظ بمقعدها فى مجلس النواب، الذى تشغله منذ سنة ١٩٨٧، بنحو ٨٠٪ من الأصوات، فى الانتخابات، التى تجرى الآن على ثلث مقاعد مجلس الشيوخ، وكل مقاعد مجلس النواب. لكنها قد لا تستمر فى رئاسة المجلس، الذى ترأسته خلال فترات الأغلبية الديمقراطية: منذ ٢٠٠٧ إلى ٢٠١١ ومنذ ٢٠١٩ إلى الآن.
يرى البعض «بيلوسى» صانعة للمشكلات، ويصفها آخرون بالمقاتلة والمناضلة، غير أن الطرفين يتفقان على أن مواقفها وتصريحاتها لا تخلو من الخشونة، أو الميل إلى العنف. ومع ذلك، عرفنا من بيان أصدره المتحدث باسم الرئاسة، أنها هنأت الرئيس على تنظيم مصر المتميز لقمة المناخ، وأعربت عن تثمينها عمق التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، وأكدت الأهمية الكبيرة التى توليها بلادها للعلاقات مع مصر، التى وصفتها بأنها «ركيزة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم العربى»، و«الشريك المحورى للولايات المتحدة فى المنطقة»، كما أشادت بالجهود الكبيرة، التى تبذلها مصر، تحت قيادة الرئيس السيسى، لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لصالح المواطنين، وأثنت على الدور المصرى الناجح والفاعل فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وإصلاح الخطاب الدينى، وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة.
اللقاء الموسع، شهد حوارًا مفتوحًا بين الرئيس وأعضاء الوفد الأمريكى، حيث حرص أعضاء الوفد على الاستماع إلى تقديرات الرئيس بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب على مدار السنوات الماضية فى مصر، إضافة إلى تطورات مختلف الأزمات القائمة فى المنطقة وفى مقدمتها أزمات ليبيا واليمن وسوريا، وما تبذله مصر من جهود حثيثة للتوصل لتسويات سياسية لتلك الأزمات، التى أكد الرئيس أن حلها يتمحور حول إنهاء التدخل الأجنبى وتواجد الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة، بالتوازى مع دعم مفهوم الدولة ومؤسساتها وحكوماتها المركزية وجيوشها الوطنية.
لدى تناول مستجدات القضية الفلسطينية، أشادت رئيسة مجلس النواب الأمريكى، بالجهود المصرية الداعمة لعملية السلام، وللحفاظ على التهدئة بين الجانبين، فى حين جدّد الرئيس تأكيده على أهمية التوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وفق المرجعيات الدولية، ويفتح آفاقًا للتعايش السلمى والتعاون بين جميع شعوب المنطقة. وردًا على استفسارات بعض أعضاء الوفد، شرح الرئيس الوضع الراهن لقضية السد الإثيوبى، مؤكدًا موقف مصر الثابت، الذى يتلخص فى ضرورة الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم، بشأن ملء وتشغيل ذلك السد، لتحقيق مصلحة جميع الأطراف والحفاظ على الأمن المائى المصرى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن رئيسة مجلس النواب الأمريكى عقدت مؤتمرًا صحفيًا، صباح أمس الجمعة، على هامش مشاركتها فى قمة المناخ، كوب ٢٧، تناولت فيه جهود بلادها لمواجهة التغير المناخى، وأشارت إلى أن «الكونجرس مرر قبل شهرين قانونًا تاريخيًا، لمكافحة هذه الظاهرة»، وقالت: «نحن هنا، فى شرم الشيخ، للحفاظ على هذا الكوكب للأجيال الحالية والمقبلة، وإيجاد الحلول المناسبة للقيام بذلك».