دولغوف: الحرب الأوكرانية ستنتهي.. ودعوة السيسى لإحلال السلام مهمة وإنسانية
قال المحلل السياسي الروسي بوريس دولغوف، إن مبادرة مصر ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإنهاء الحرب وإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا دعوة إنسانية ومهمة جدا في ظل استضافة مصر لقمة “كوب 27” (COP27)، مشيراً إلى أن هناك تغيرات كبيرة في مستوى السياسات الدولي، وأن زمن القطب الواحد انتهى.
ما قراءتكم لتطورات الأوضاع الميدانية والسياسية بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
كما تعلمون ويعلم العالم أجمع، أن هذه الأزمة الأوكرانية- الروسية ومنذ أن بدأت شهدت تطورات كثيرة على الصعيد السياسي والعسكري في الميدان، كما كان انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعاتي وزابوروجية وخيرسون إلى روسيا باستفتاء شعبي، أقره الشعب ورغب به نقلة نوعية في مسار هذه العملية العسكرية الروسية الخاصة، وأيضا التصعيدات العسكرية، حين تم تفجير جسر القرم كمحاولة استفزازية من الجانب الأوكراني بتخطيط أمريكي، وبعدها أيضا الرد الروسي بضرب مناطق في العاصمة كييف.
اليوم أوكرانيا لا صوت لها ولا قدرة لها على تقرير أي شيء، فالشعب الأوكراني وحده من يدفع ثمن الرغبات والخطط الغربية، فالرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي يطالب فقط الغرب بضخ المزيد من المليارات التي إلى اليوم وبعد 8 أشهر تم ضخ نحو 18 مليار دولار أمريكي كمساعدة لبلاده، وعلى الجهة الأخرى تم تهجير الملايين من الأوكرانيين إلى الدول الأوروبية تحت مسمى (الأحضان الأوروبية مفتوحة لكم) دون، فهي كاللعبة بيد الغرب.
هل تتوقع إنهاء الأزمة الدائرة الآن وتفاوض الطرفين على الشروط اللازمة لإنهاء الحرب؟
باعتقادي أن مصير هذه الأزمة ستنتهي عاجلا أم آجلا، لأنه في النهاية كل الدول حول العالم تطالب بإنهاء هذا الصراع الذي أدخل كل الدول تقريبا في أزمة غذائية ومادية، وروسيا كدولة لا تريد أن تجوّع العالم ولا أن تضر الدول المحتاجة على عكس الدول الغربية لا يهمها غير مصلحتها ومستعدة لأن تقاتل بالوكالة بآخر شخص أوكراني، وهذه الرسالة الغربية توضح مدى الاستغلال الغربي للشعوب فقط من أجل البقاء على رأس الكرسي والقطب الواحد.
برأيك هل ينقسم العالم إلى قطبين متنافسين في حال استمرار الأزمة الأوكرانية؟
كما قالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زمن عالم القطب الواحد انتهى وولّى، اليوم نحن نشهد تغيرات كبيرة في مستوى السياسات الدولية ونرى تحوّلا كبير في عدة دول وتغيير وجهاتها الاقتصادية والتجارية مع عدة دول وتغيير الشركاء واستبدالهم بآخرين أكثر فائدة، فالعلاقات بين الدول تربطها المصالح وتعدّد الأقطاب يجعل العالم أكثر توازنا حسب رأيي.
كيف ترى دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة كوب 27 لإنهاء الحرب ودعم السلام؟
أرى في مبادرة مصر ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنهاء الحرب وإحلال السلام دعوة إنسانية ومهمة جدا في ظل استضافة قمة (كوب 27)، وكما تابعنا أنه جرت خلال هذها الشهر ثلاثة قمم أولها في الجزائر وثانيها في البحرين واليوم في مصر، وكلها تدهو إلى إنهاء الحرب وإحلال السّلام، لأن ما نتج عن هذه الحروب غير الدمار والضياع للدول وحتى كل الدول المجاورة تضررت وإن كان نسبيا.
وجمعت مصر اليوم دول عديدة وعلى رأس الموضوعات كان التغيرات المناخية ويمكننا الحديث عن مسببات الحروب واستخدام الأسلحة العسكرية في التأثير على البيئة، وبالتأكيد الشعوب هي من تدفع ثمن الصراعات.
كيف أثرت الأزمة الأوكرانية على الأوضاع الاقتصادية العالمية؟
هذه الأزمة شكّلت فارقا كبيرا في الوضع الاقتصادي العالمي، فالعالم لم يتخلص من تداعيات أزمة جائحة "كورونا" حتى واجه هذه الأزمة الجديدة التي أثرت على كافة الدول وعلى مستوى مختلف القطاعات، لا سيما بعد فرص العقوبات الغربية على روسيا وأيضا لا ننسى الدعم المالي الغربي والأوروبي لأوكرانيا على أساس المساعدة ومواجهة روسيا، في حين أن عدة دولأخرى بحاجة لجزء بسيط مما تم تقديمه خلال ثمانية أشهر إلى أوكرانيا فقط للخروج من الجوع والعطش وغيره.