الأمطار.. واستقرار الأسعار!
العلاقة بين الأمطار والأسعار، التى قد تجدها غريبة، وهى غريبة فعلًا، أوجدتها الظروف المحلية الدولية والتغيرات المناخية، وجعلت المحافظين يستعرضون جهودهم، لمواجهة سقوط كميات كبيرة من الأولى، ولمحاولة السيطرة على ارتفاع الثانية، خلال اجتماعهم الأربعين مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بحضور الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية.
رئيس مجلس الوزراء استهل الاجتماع بالتأكيد على ضرورة استمرار الآليات المُتبعة لمُراقبة الأسواق وتحقيق الانضباط بها، خلال هذه الفترة، لافتًا إلى أن هناك تنسيقًا تامًا بين الحكومة واتحاد الغرف التجارية، واتحاد الصناعات المصرية، بغرفه المختلفة، لتوفير المنتجات وضبط الأسواق، مشددًا على أنه لن يتم السماح بإخفاء السلع، أو احتكارها أو المُبالغة فى أسعارها، وسيتم التعامل بمنتهى الحسم مع المخالفين وفق الإجراءات القانونية. كما أوضح أنه كلف جهاز حماية المستهلك، بالتعامل بجدية مع شكاوى المواطنين، عبر الخط الساخن للجهاز، «١٩٥٨٨»، وأنه سيتابع ما يتم اتخاذه من إجراءات ضد أى تاجر مُخالف يستغل الظروف.
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالمحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجى للدولة من السلع الغذائية الرئيسية، ومتابعة أسعارها بالأسواق، جرى تشكيل لجنة لإدارة الأزمة، فى مارس الماضى. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن هناك إدارة للأزمات تابعة لوزارة التنمية المحلية، وغرف عمليات فى كل المحافظات، تتلقى شكاوى ومقترحات المواطنين، بشأن أى زيادات غير مبررة فى أسعار السلع. وهناك، أيضًا، مبادرة «صوتك مسموع»، التى تتلقى الشكاوى من خلال البريد الإلكترونى وصفحة المبادرة على «فيسبوك»، والخط الساخن «١٥٣٣٠»، الذى يعمل على مدار ٢٤ ساعة، طوال أيام الأسبوع.
مع ضخ أكبر حجم من البضائع فى الأسواق والمنافذ، بالتنسيق بين المحافظات ووزارة التموين والجهات التابعة لقواتنا المسلحة ووزارة الداخلية، ومع تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى، المتتالية أو المتكررة، بتوفير كل السلع بأسعار مناسبة، أكد رئيس الوزراء أنه ستكون هناك متابعة دورية، على مدار اليوم، لموقف توافر جميع السلع الأساسية، واستقرار الأسواق بجميع المحافظات، من خلال غرفة إدارة الأزمات بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، مع دفع لجان ميدانية من رئاسة مجلس الوزراء، لمراقبة الوضع على أرض الواقع.
هذا عن الجانب الخاص بالأسعار. أما عن الإجراءات الاحترازية، التى اتخذتها الدولة، أو التى من المفترض أن تكون قد اتخذتها، للحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين، استعدادًا لفصل الشتاء وموسم هطول الأمطار، فشدّد رئيس مجلس الوزراء، خلال لقائه الأربعين بالمحافظين، على ضرورة الإعداد والتجهيز والتنسيق الفاعل بين مختلف الجهات المعنية، وبين المحافظات، لتبادل الاحتياجات حال حدوث حالات طوارئ، إلى جانب تشكيل فرق عمل فنية وقيام مراكز التنبؤ بإعداد تقارير دورية تتضمن المناطق المتوقع حدوث سيول بها لاتخاذ الإجراءات الاستباقية.
التغيرات المناخية، كما أكد الدكتور مدبولى، تُحتم علينا الاستعداد الجيد لكميات أمطار غير مسبوقة، والجاهزية لتكرار هطول الأمطار الشديدة. وعليه، أشار إلى ضرورة قيام كل محافظة بوضع خطة للتعامل مع «المناطق الساخنة»، التى حدثت بها تجمعات مياه وشكلت أزمات. كما وجّه المحافظين برفع درجة الاستعداد القصوى لموسم السيول والأمطار الغزيرة، ومراجعة مدى استعداد غرف الطوارئ والعمليات وربطها بغرف العمليات المركزية، والعمل على تطهير شبكات الصرف والمجارى المائية، للتأكد من عدم وجود عوائق بها، ورفع درجة استعداد غرف العمليات والطرق والمعدات الثقيلة وكل الخدمات، والاطمئنان على مدى توافر عربات الكسح والمعدات الأخرى اللازمة، واتخاذ باقى الإجراءات والاستعدادات اللازمة فى هذا الشأن.
.. أخيرًا، ولأن فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، كوب ٢٧، التى تترأسها مصر وتستضيفها مدينة شرم الشيخ، ستبدأ خلال أيام، وجّه رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه الأربعين مع المحافظين، بضرورة أن تتكاتف كل الجهود، وأن يعمل الجميع من أجل هدف واحد مشترك، هو أن تظهر الدولة المصرية بالصورة التى تعكس مكانتها وتأثيرها الإقليمى والدولى، مع ضرورة إبراز الجهود، التى بذلتها الدولة طوال السنوات الماضية، فى آلاف المشروعات الخدمية والتنموية.