حفظ القرآن في سنواته الأولى.. محطات مهمة في حياة المحامي فريد الديب
رحل المحامي فريد الديب عن عالمنا عن 79 عامًا، تاركا أثرًا ومنهجًا ودربا يسلكه المحامون من بعده، والذين يقولون عن صاحب القضايا المثيرة والمُرافعات التي تمتلأ بها قاعات المحكمة انتظارًا لكلماته: “كأنه فريد من نوعه وذئبًا في اسمه وثعلبًا في مرافعاته”.
وُلد «الديب» في حي القلعة بالقاهرة عام 1943، وحفظ القرآن في سنواته الأولى داخل كُتاب بمنطقة السيدة زينب ليواصل رحلته التعليمية قبل أن يصل إلى المحطة التي تمناها، في كلية الحقوق بدأ الرجل رحلة لم تنتهِ منذ العام 1958، ليتخرج فيها بتقدير جيد جدًا، ثم يُعين وكيلًا للنائب العام.
استمر «الديب» حاملًا لأمانة تحملها ليُصبح شريكًا في ميزان العدل بين المتخاصمين تارة، ومُعدًا لأدلة الإدانة لمن يُخالفون القانون، من زحام القاهرة إلى سوهاج بصعيد مصر، تنقل الرجل حاملًا الأمانة ذاتها في النيابة العامة، قبل أن يصدر قرارًا باستبعاده في العام 1969 لانتقاده نظام الرئيس جمال عبد الناصر بتحمليه مسؤولية ما جرى في حرب 1967.
منذ 51 عامًا، وتحديدًا في العام 1971؛ قرر الرجل أن يسلك طريقًا في المحاماة، ليُكمل مسيرته في منظومة العدالة، وإن اختلفت المُسميات، عُرف عن الديب مهارته في اقتناص الثغرات ليبني عليها دفوعه في مذكراته أمام المحاكم، ليُصبح في سنوات قليلة واحدًا من أشهر المحامين في الجنايات، ويكتب اسمه واحدًا من كِبار من ارتدوا روب المحاماة.
كُتاب وسياسيون وفنانون اختاروه ليحل مُدافعًا عنهم في ساحات القضاء، لكن محطات قضائية أثارت جدلًا كبيرًا وضجة تاريخية كان بطلها المحامي فريد الديب، بدأت بقضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام عام 1997 والتي واجه غضبًا كبيرًا إثرها، قبل أن تحكم المحكمة بالسجن 15 عامًا على «عزام» بتهمة التجسس.
كانت قضية رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، واحدة من القضايا البارزة التي تولاها «الديب»، ليُخفف حكم الإعدام في حق موكله إلى السجن 15 عامًا.
وبعد عام 2011؛ تولى الدفاع عن الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضايا قتل المتظاهرين، لينجح في الحصول على البراءة، في قضية هي الأكبر والأهم في مسيرته القضائية.