خليك إيجابى.. نصائح للمشاركة فى مواجهة تغير المناخ من المنزل
شهر واحد تقريبًا يفصلنا عن مؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27»، المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من ٨ إلى ١٦ نوفمبر المقبل، ويعول العالم عليه فى مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية، التى صارت خطرًا يهدد كل شخص على كوكب الأرض، فى ظل ما تسببه من تداعيات سلبية على كل مجالات الحياة.
ويبحث العالم أجمع عن حلول لظاهرة تغير المناخ، التى أصبحت أبرز تحدٍّ يواجه مختلف الدول فى الوقت الحالى، خاصة مع ارتفاع نسب الانبعاثات الضارة، وزيادة درجات الحرارة بمعدل مخيف، ما ينذر بأضرار جسيمة لكل الدول والمجتمعات، ويتطلب توحيد الجهود الدولية للتكيف والتعامل مع هذه الآثار السلبية.
وحسب تقارير دولية، يصدر أكثر من ٨٠٪ من الانبعاثات الضارة عن دول «مجموعة العشرين»، وامتدت تداعيات التلوث شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا، الأمر الذى يتطلب الاتفاق الجماعى على طرق المواجهة لتلك الظاهرة الخطيرة خلال المؤتمر المنتظر فى شرم الشيخ، خاصة مع مشاركة وفود من ١٩٨ دولة.
فى السطور التالية، تستعرض «الدستور» إمكانية أن نخلق حياة بلا تلوث فى خطوات بسيطة، بدءًا من المنزل، فى إطار المسئولية المجتمعية التى تقع على كل شخص للمشاركة فى الجهود العالمية للتصدى لظاهرة تغير المناخ، خاصة مع زيادة معدلات التلوث بشكل غير مسبوق.
السيد صبرى: ترشيد المياه والطاقة.. والتوعية فى المدارس
قال الدكتور السيد صبرى، استشارى البيئة والتغيرات المناخية، إن التلوث البيئى والتغيرات المناخية أصبحت من أهم القضايا التى تؤرق العالم خلال الفترة الأخيرة، لما له من تأثير بالغ على كل النشاطات الحيوية فى العالم.
ورأى رئيس وحدة التغيرات المناخية بوزارة البيئة سابقًا أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة فى محاولة التغلب على تأثيرات وتداعيات التغيرات المناخية الطارئة.
وقدم الخبير البيئى مجموعة من النصائح التى يمكن من خلالها مشاركة المواطنين فى العمل المناخى، قائلًا: «المزارع فى الحقل والموظف فى المكتب وربة المنزل فى البيت يستوجب عليهم جميعًا العمل على تقليل الانبعاثات الضارة التى تؤدى إلى زيادة معدل الاحتباس الحرارى».
وأضاف: «يتحقق ذلك من خلال ترشيد الموارد الطبيعية وعلى رأسها الطاقة، من خلال عدم ترك الأجهزة الكهربائية تعمل بدون حاجة، وإطفاء لمبات الإضاءة فى الأماكن الخالية من العمال والعمل، واستخدام الأجهزة الكهربائية البديلة الموفرة للطاقة».
وواصل: «يجب على الجميع ترشيد المياه من خلال استخدامها بصورة أقل، واتباع المزارعين الأساليب الحديثة فى الرى خاصة بالتنقيط».
وشدد على ضرورة تعليم الطلاب فى المدارس كيفية الحفاظ على البيئة، وتقليل المخلفات، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، لأن ذلك سيسهم فى خلق جيل واعٍ مدرك لأهمية الحفاظ على البيئة.
مجدى علام: زراعة الأشجار لامتصاص الانبعاثات الغازية الضارة
«المناخ قضية حياة».. بهذا بدأ الخبير البيئى مجدى علام حديثه حول قضية التغير المناخى، موضحًا أن تأثير القضايا البيئية يمتد إلى جميع مناحى الحياة. وقال: «وزارة البيئة تعزز جهودها فى مجال حوكمة المناخ، من خلال الخطط والترتيبات اللازمة للتعامل مع التغيرات المناخية الطارئة، ومن أهم تلك الجهود إشراك المواطن فى العمل المناخى، لأنه يعد حائط الصد لمواجهة أية تغيرات مناخية، من خلال تخليه عن العادات والممارسات الخاطئة التى تؤدى إلى تلوث البيئة، واستبدالها بممارسات أخرى تسهم فى خلق حياة أفضل».
وتابع: «من أفضل الممارسات التى يمكن للمواطن أن يسهم بها فى تحسين بيئته زراعة الأشجار والنباتات حول المنزل وعلى أسطح المبانى، لأن النباتات تمتص الانبعاثات الغازية الضارة، التى تؤدى لزيادة معدلات الاحتباس الحرارى، بالإضافة إلى استخدام وسائل المواصلات التى تعمل بالكهرباء أو الغاز أو الطاقة البديلة أو التنقل عبر الدراجات».
حسام شعبان: استغلال أسطح العمارات لإنتاج محاصيل متنوعة
قال حسام شعبان، صاحب المبادرة القومية لتشجير وزراعة الأسطح «مزرعة فى بيتنا»، إن المبادرة تهدف فى الأساس إلى الاستخدام الجيد لأسطح المنازل والشرفات والبلكونات، بما يحولها إلى صديقة للبيئة، ويساعد على تحقيق التنمية الشاملة.
وأضاف: «المبادرة تهتم بالنواحى البيئية والاقتصادية والزراعية، وتحاول أن تستغل المساحات المهدرة لزيادة المساحات الخضراء، بما يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع والبيئة، والتصدى للتلوث».
وتابع: «زيادة المساحات الخضراء على الأسطح تسهم فى الوصول لشكل حضارى للمنازل، كما تسهم فى تخفيف الأعباء الاقتصادية على الأسر، من خلال الزرع وإنتاج المحاصيل، وكل ذلك يؤدى إلى حماية البيئة من التلوث، وتقليل الانبعاثات الضارة، وزيادة نسبة الأكسجين».
ودعا إلى تعميم الفكرة فى جميع المدن والمحافظات، بالتزامن مع استضافة مصر مؤتمر المناخ المقبل، الأمر الذى يسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
مصطفى الشربينى: تناول المنتجات الطبيعية لتقليل «البصمة الكربونية»
قال مصطفى الشربينى، سفير ميثاق الملف الأوروبى فى مصر، عضو لجنة بناء القدرات فى اتفاقية باريس بالأمم المتحدة، إن العامل الرئيسى فى أزمة التلوث البيئى وتفاقم معدل الاحتباس الحرارى، هو العادات الفردية والأنشطة المنزلية التى يؤديها الفرد بشكل يومى.
وضرب مثالًا باستعمال الفرد سيارته للانتقال إلى مسافات قريبة بشكل دائم دون الحاجة الفعلية إليها، بما يسبب زيادة فى انبعاث الغازات الضارة.
وأشار إلى أهمية استخدام الإضاءة بنظام الطاقة المتجددة، بشكل يخفف الأحمال على النظام الكهربائى، مع إعادة تدوير المخلفات لاستخدامها فى التوليد، ناصحًا بتنظيم العادات الغذائية عبر التقليل من تناول اللحوم واستخدام المنتجات الطبيعية، لأن تناولها يقلل بدوره من معدل البصمة الكربونية.