رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للترجمة..

إسحاق بندرى: حجم ما يتم ترجمته عربيًا غير مواكب للإنتاج العالمى

 إسحاق بندري
إسحاق بندري

الذهاب لترجمة أعمال من كلاسيكيات الأدب العالمي هو أمر ضروري بطبيعة الحال، وقد يكون غريب في حالة  لتعدد المفرط والذي يصل بالمترجم إلى ان يلعب دور المنقح، ويمكن وصف الترجمات بالتطابق فلا جديد يقدم سوى رفع اسم مترجم ما لوضع اسم آخر، الأمر  الذي يدعو للتساؤل ما جدوى إعادة ترجمة الأعمال الكلاسيكية؟ يجيبنا عنه الكاتب الروائي والمترجم  إسحاق بندري في التقرير التالي.

يقول الكاتب الروائي والمترجم إسحاق بندري لـ"الدستور" يطرح الاحتفال باليوم العالمي للترجمة والذي يوافق 30 سبتمبر من كل عام العديد من النقاط الجديرة بالتفكير.

أولًا: رغم أن الظاهر هو وجود كثافة كبيرة في حركة الترجمة، وبزوغ جيل جديد من المترجمين، إلا أن التقصير ما يزال كبيرًا، والاحتياج أكبر لمزيد من المترجمين الشغوفين بالترجمة.

وتابع بندري: "إلقاء نظرة عابرة على الآداب العالمية ستكشف لنا أننا لم نترجم حتى الآن إلا القليل من الكلاسيكيات، هناك عشرات وعشرات من الأسماء المهمة لم تُتَرْجَمْ معظم أعمالهم للعربية، وبالطبع لسنا مواكبين للكم الضخم من الإصدارات الهامة الصادرة حديثًا حول العالم، المهمة جسيمة بالفعل". 

وأوضح بندري: "يأتي السؤال الثاني بالتبعية ليتعلق بمسألة حقوق الملكية الفكرية، فبعض الناشرين يفضلون إصدار ترجمات لأعمال من النطاق العام؛ أي أن حقوق ملكيتها انتهت، والبعض الآخر لا يمانع في شراء حقوق النشر لأعمال حديثة بما يتوافق مع سياسته وتوجهاته في النشر، الأمر يخضع لحسابات كثيرة".

وأشار بندري إلى أنه ربما يذهب البعض لإعادة نشر أعمال سبق ترجمتها، وأحيانًا بكثافة لدرجة تدفع للتساؤل عن جدوى ذلك وهل حقًا توجد حاجة إليه؟ لو كانت تلك الأعمال تُرْجِمَتْ عبر لغة وسيطة، وليس من لغتها الأم مباشرةً فربما يكون الأمر مُبَرَّرًا، لكن الأمر يتحول في بعض الأحيان إلى ما يشبه عملية تنقيح، بدلًا من بذل المجهود في ترجمة جديدة.

ولفت بندري إلى أنه على كل حال الأفضل أن نترجم الأعمال التي لم يسبق ترجمتها، لإثراء حركة الترجمة والمكتبة العربية، وتعريف القارئ بما لم يكن يعرفه من قبل.

واختتم بندري حديثه أن الترجمة عملية إبداعية خالصة، تستغرق الوقت والمجهود، ولكنها تستحق المزيد من الدعم والتشجيع من كل المؤسسات المعنية.