وداع حزين.. رحيل هشام سليم بعد صراع مع المرض
رحل الفنان هشام سليم عن عالمنا، عن عمر يناهز ٦٤ عامًا، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، ومسيرة فنية امتدت على مدار نصف قرن، بداية من فيلم «إمبراطورية ميم» أمام الفنانة القديرة فاتن حمامة عام ١٩٧٢.
بعد فيلم «إمبراطورية ميم»، عاد الفنان هشام سليم للتفرغ لدراسته فى لندن، إلى أن حصل على دوره فى فيلم «عودة الابن الضال» مع المخرج يوسف شاهين عام ١٩٧٦.
وعن هذه الفترة، قال «سليم» فى حواره مع جريدة «مايو» يوم ٥ مارس ١٩٩٠: «كنت أمر بمرحلة حرجة بسبب العمر، لذلك عدت للتوقف، وبعد التخرج بدأت مشوارًا صعبًا عانيت فيه، ومرت على لحظات كدت أفقد فيها إيمانى بالعالم».
بعد مشاركته فى فيلم «عودة الابن الضال»، قضى ابن المايسترو صالح سليم وقتًا طويلًا، ينتظر عروض المنتجين للمشاركة فى الأعمال الفنية، إلى أن شارك فى فيلم: «لا تسألنى من أنا» عام ١٩٨٤.
وقبل أن تتحقق نجوميته، منح الفنان هشام سليم نفسه مهلة لمدة ١٠ سنوات، ليحسم مستقبله فى الفن، وكان همه أن لا يتوقف عن تقديم أعمال فنية وأدوار جديدة.
واعترف الفنان الراحل بأنه فكر فى الاعتزال، وقال فى حوار مع جريدة «الأخبار» ١٩٩١: «راودتنى فكرة الاعتزال والمستقبل دومًا، كان لدى خوف شديد بعدما شاهدت فنانين كبارًا يبحثون عن معاشات من نقابات، أو فنانين يبحثون عن أموال النقابة للعلاج»، ولذلك فكر فى تدشين مشروع سياحى يؤمن مستقبله ويخلصه من أرق المجهول، خاصة أنه قد تخرج فى كلية السياحة والفنادق، قبل أن يسافر إلى لندن لاستكمال دراسته.
فى عام ١٩٨٩، تألق الفنان هشام سليم فى فيلم «الأراجوز» مع الفنان العالمى عمر الشريف، وبتجسيده شخصية «بهلول» فى هذا الفيلم ثبّت «هشام» قدميه، وتخلص من نظرة قطاع كبير من الجمهور والنقاد، بأنه دخل الفن اتكاءً على جماهيرية والده رئيس النادى الأهلى، صالح سليم، الذى كانت له ٤ تجارب فنية، أبرزها فيلم «الشموع السوداء»، الذى حقق نجاحًا جماهيريًا وقت عرضه على التليفزيون، بعد إخفاق فى دور العرض.
بعد نجاحه فى شخصية «بهلول»، أقدم الفنان هشام سليم على خوض تجربة الغناء والرقص فى فيلم «يا مهلبية يا» ١٩٩١، وسجل ٤ أغنيات بصوته. وقال فى حواره سالف الذكر مع جريدة «الأخبار»: «ترددت فى قبول المشاركة فى هذا الفيلم، فلم أتصور نفسى أقدم استعراضات فنية بالإضافة إلى الغناء».
وفى فيلم «يا مهلبية يا»، جسد هشام سليم شخصية «مليم»، النصاب الذى تقع أمامه محاولة لاغتيال شخصية سياسية، ويتصور البعض أنه هو الذى أدى هذه المهمة الوطنية، ويتحول إلى بطل ضد المستعمر الإنجليزى وينضم إلى تنظيم سياسى تتزعمه «عنابة»، التى جسدت شخصيتها الفنانة ليلى علوى.
كما شارك الفنان الراحل فى العمل الدرامى الشهير «ليالى الحلمية»، تأليف السيناريست أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، وحقق نجومية كبيرة بتجسيده شخصية «عادل سليم البدرى».
آخر الأعمال الفنية التى أطل فيها الفنان هشام سليم على جمهوره، كان مسلسل «هجمة مرتدة»، الذى عرض فى الموسم الدرامى الرمضانى الماضى، وبعدها دخل فى صراع مع سرطان الرئة، الذى اكتشفه فى مرحلة متقدمة، لم يشفع معها العلاج الكيماوى أو المناعى.