صناعة المفرقعات.. قفزة مصرية جديدة
شركة جديدة متخصصة فى إنتاج المفرقعات، المستحلبة والصناعية، جرى الاتفاق على إنشائها، بين شركة أبوزعبل للكيماويات المتخصصة، «مصنع ١٨ الحربى»، وشركة «مكسام» الإسبانية، خلال لقاء جمع المهندس محمد صلاح الدين، وزير الدولة للإنتاج الحربى، وخوان كارلوس، المدير العام للشركة، وعددًا من قياداتها، صباح أمس الثلاثاء، بديوان عام الوزارة.
الشركة الإسبانية، واحدة من كبريات الشركات العالمية المتخصصة فى المفرقعات، أو المتفجرات، والمواد النشطة، وهى امتداد لـ«شركة الديناميت الإسبانية»، التى أسسها السويدى ألفريد نوبل، سنة ١٨٧٢، بعد خمس سنوات من اختراعه «الديناميت»، والتى تغير اسمها سنة ١٨٩٦ إلى «الاتحاد الإسبانى للمتفجرات»، وبدأت سنة ١٩١١ التعاون مع الجيش الإسبانى.
يقول تاريخ الشركة، التى يقع مقرها الرئيسى فى العاصمة الإسبانية مدريد، أيضًا، إنها اندمجت مع شركة التعدين الكبرى «ريو تينتو» سنة ١٩٧٠، وبانتهاء هذا الاندماج سنة ١٩٩٤، بدأت تتوسع دوليًا، وأسست، سنة ٢٠٠١، وحدة أعمال النيتروكيماويات و... و... ومع تغير اسمها إلى «مكسام»، Maxam، سنة ٢٠٠٦، امتدت أنشطتها إلى خمس قارات، ثم صار لديها، الآن، حوالى ١٠٠ شركة تابعة و٦٠ منشأة صناعية فى أكثر من ٤٠ دولة.
التعاون مع هذه الشركة، سيحقق، قطعًا، قفزة جديدة، تضاف إلى قفزات مصر فى هذا المجال، التى كانت أولاها، سنة ١٩٥٩، حين بدأت شركة أبوزعبل للكيماويات المتخصصة، «مصنع ١٨ الحربى»، فى صناعة المفرقعات، للوفاء باحتياجات المناجم والمحاجر، واحتياجات أعمال التنقيب عن البترول والمشروعات الإنشائية. وتلتها القفزة الأكبر، أو الكبرى، حين تمكنت الشركة من إنتاج ١٢ ألف طن من الديناميت، بين عامى ١٩٦٠ و١٩٧٠، جرى استخدامها فى مشروع السد العالى، أحد أكبر وأعظم المشروعات الهندسية فى القرن الماضى. وعليه، نتوقع تعاونًا مثمرًا بين ما تمتلكه شركة أبوزعبل من قدرات وما لدى «مكسام» من إمكانات وخبرات، يحقق مصلحة مشتركة للطرفين، ويسهم فى اقتحام سوق التعدين، خلال الفترة المقبلة.
لأسباب لا نعرفها اشتهرت إسبانيا، قديمًا وحديثًا، بصناعة المفرقعات والمتفجرات، لدرجة أن القنبلة ما زالت معروفة فى العديد من اللغات الأوروبية باسم «جرانادا»، Granada، نسبة إلى مدينة غرناطة. وكان قد استوقفنا أن رامون جيل كاساريس، Ramon Gil-Casares، سفير إسبانيا الحالى بالقاهرة، فور تسلمه منصبه، استقبله الدكتور محمد سعيد العصار، وزير الدولة للإنتاج الحربى الأسبق، رحمه الله، فى ٢٥ ديسمبر ٢٠١٨، بمقر ديوان عام الوزارة، لبحث سبل التعاون فى مجال تصنيع المتفجرات، وتم الاتفاق على تبادل الزيارات بين وفود فنية من هذه الشركات وشركات الإنتاج الحربى المخطط أن تتعاون معها فى هذا المجال.
المهم، هو أن خوان كارلوس، مدير عام شركة «مكسام» أشاد بما تشهده الدولة المصرية، منذ ثمانى سنوات، من تطور وتنمية فى جميع المجالات، وأثنى على الاستقرار الذى تعيشه حاليًا نتيجة الجهود المبذولة فى مكافحة الإرهاب وتحسين الحالة الأمنية وإجراءات الإصلاح الاقتصادى، وحوافز جذب الاستثمارات الأجنبية. كما أشاد، أيضًا، بقدرات وخبرات شركات الإنتاج الحربى، وبالدور البارز الذى تقوم به لدعم خطة الدولة المصرية فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وأوضح أن «مكسام» تسعى إلى تحقيق شراكة استراتيجية مع «الإنتاج الحربى» من خلال نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتوطين الصناعة والاستثمار بالتعاون مع شركة أبوزعبل، «مصنع ١٨ الحربى»، فى مجال تطوير منتجاتها من المفرقعات المستحلبة والصناعية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن شركة أبوزعبل للكيماويات المتخصصة، «مصنع ١٨ الحربى»، تقوم بتلبية احتياجات قواتنا المسلحة من جميع أنواع المفرقعات، الصناعية والمستحلبة والبارود: المادة القاذفة لمحركات الصواريخ، الـ«تى إن تى»، البارود الثلاثى لذخائر المدرعات، البارود الثنائى والأحادى للأعيرة المختلفة. وإلى جانب تنفيذها أعمال التفجير اللازمة لشق الطرق وإنشاء المجتمعات العمرانية، وغيرها من المشروعات التنموية، تسهم الشركة، أيضًا، فى التنمية الزراعية بإنتاج المخصبات والأسمدة، كما تنتج «النيتروسليلوز»، الذى يستخدم فى صناعة البويات والأحبار.