شجرة مريم
منطقة شجرة السيدة العذراء، المعروفة أيضًا باسم «الشجرة المباركة»، هى إحدى النقاط، أو المواقع، الـ٢٥ فى مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر. وبعد الانتهاء من ترميمها وتطوير هويتها البصرية، افتتحها وزيرا السياحة والآثار والتنمية المحلية ومحافظ القاهرة، صباح أمس، استكمالًا لسلسلة الافتتاحات، التى بدأت السنة الماضية، بافتتاح أعمال تطوير نقطة، أو موقع، سمنود بمحافظة الغريبة، ثم نقاط تل بسطا بالشرقية، وسخا بكفرالشيخ، وجبل الطير بالمنيا وأديرة الأنبا بيشوى والسريان والبراموس وأبومقار بوادى النطرون.
النقاط الـ٢٥ لمسار العائلة المقدسة: العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار، حددها قداسة البابا «ثاؤفيلس» بطريرك الكرازة المرقسية الثالث والعشرين، بين عامى ٣٨٥ و٤١٢، وجدّد قداسة البابا شنودة الثالث اعتمادها، وتقع فى ٨ محافظات: شمال سيناء، الشرقية، الغربية، كفر الشيخ، القاهرة، البحيرة، المنيا، وأسيوط. وكلها تجرى أعمال تطويرها وتطوير محيطها العمرانى بدعم كامل من كل وزارات ومؤسسات وأجهزة الدولة، وبمتابعة مستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وتحت رعاية وإشراف قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
تقع الشجرة المباركة، التى استظلت بها العائلة المقدسة أو اختبأت تحتها، بمنطقة المطرية شمال القاهرة، بالقرب من مسلة سنوسرت. ومع تغيير أعمدة الإنارة، وتوحيد شكل اللافتات أعلى المحال التجارية، تم تطوير الممرات التى تصل بين موقع الشجرة والكنيسة الكاثوليكية المجاورة لها، وعمل حملات توعية للسكان بأهمية الموقع، بالتنسيق مع المجتمع المدنى. كما تم الانتهاء من طلاء ٣٧ منزلًا بالمنطقة المحيطة، هى كل المنازل المطلة على المزار، بتكلفة بلغت ٥ ملايين جنيه، تحملها أهالى المنطقة، خاصة «الجمعية الشرعية» بالمطرية، التى عكس إسهامها قيم ومبادئ التعايش والمحبة، التى تجمع مسلمى مصر وأقباطها.
جرى، أيضًا، استبدال بعض الدعامات الحاملة للشجرة وتركيب سور خشبى حولها لحمايتها بشكل دائم، وتنظيف ودهان سور المنطقة الأثرية من الداخل والخارج، وتطوير منظومة التأمين بتزويد الموقع بكاميرات مراقبة وأجهزة إنذار، وتجهيز قاعة للعرض المرئى بها شاشة عرض، بالإضافة إلى تخفيض منسوب المياه الجوفية ورفع كفاءة دورات المياه ووضع مقاعد لاستراحة الزائرين، ومظلات خشبية لحمايتهم من حرارة الشمس، وتمهيد طرق وكبارى ومحاور و... و... وتطوير البطاقات التعريفية للأيقونات الموجودة بالساحة الخارجية، ووضع لوحات تعريفية لمسار الزيارة من الداخل، وإعداد مطويات باللغتين العربية والإنجليزية بطريقة «برايل»، مع وضع خريطة عامة لمسار رحلة العائلة المقدسة ونقاطه وصور تعريفية لها.
جاءت العائلة المقدسة إلى مصر، هربًا من هيرودس الأول، ملك يهودا والسامرة، حاكم اليهودية وقت ولادة السيد المسيح، وبدأت الرحلة، التى استغرقت ثلاث سنوات من رفح شمال شرقى البلاد، مرورًا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفرالشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادى النطرون فى الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء، السريان، والبراموس، والقديس أبومقار. ثم اتجهت إلى مسطرد والمطرية حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبوسرجة فى وسط مجمع الأديان، ومنها إلى كنيسة المعادى نقطة عبور العائلة المقدسة إلى نهر النيل، حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح الماء، وعليها عبارة «مبارك شعبى مصر»، وصولًا إلى المنيا، حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق وبه أول كنيسة أقامها السيد المسيح، ثم انتقلت إلى مغارة درنكة، قبل أن تبدأ رحلة العودة إلى بيت لحم بعد وفاة هيرودس.
.. أخيرًا، وبعد تأكيد وزيرى التنمية المحلية والسياحة والآثار، أمس، أن العمل بمشروع «إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة» يسير على قدم وساق، للانتهاء منه فى التوقيتات المحددة، ومع الجهود المستمرة لسرعة الانتهاء من أعمال ترميم باقى المواقع الأثرية بالمحافظات الثمانى، ننتظر أن تبهر مصر العالم، مجددًا، بافتتاح هذا المشروع، كما أبهرته باحتفالية افتتاح طريق الآلهة، المعروف باسم «طريق الكباش»، وبموكب نقل المومياوات من المتحف المصرى بميدان التحرير إلى «المتحف القومى للحضارة» بالفسطاط.