التربية العلمية ووزير التربية!
تأسست «الجمعية المصرية للتربية العلمية» سنة ١٩٩٨، وتصف نفسها بأنها «أول جمعية متخصصة يتجمع فيها أساتذة وخبراء التربية العلمية فى مصر والدول العربية، ليعملوا فى إطار التربية العلمية وقضاياها ومشكلاتها». و«إيمانًا من الجمعية بأن التربية العلمية أداة فاعلة لتقديم الأفكار الإيجابية التى تنعكس على المجتمع الإقليمى بوجه عام والمحلى بوجه خاص جاءت فكرة هذا المؤتمر»: المؤتمر الثانى والعشرون، الذى أقيم، أمس الأول السبت، فى باخرة اللوتس النيلية، بمرسى النهر الخالد، على كورنيش المعادى!.
المؤتمر، الذى كان عنوانه «التربية العلمية وتغير المناخ»، بدأ الساعة التاسعة صباحًا، وانتهى فى الخامسة مساءً بـ«رحلة غداء نيلية لمدة ساعة». وقيل إنه عرض مجموعة من الرؤى والأفكار فى مجال التربية العلمية، التى يمكنها المساهمة فى نشر الوعى بقضية تغير المناخ، فى إطار تربوى من خلال المناهج الدراسية. لكن ما استوقفنا، كان مشاركة الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم، وإعلانه، مجددًا، أو مرة ثانية، عن قيام الوزارة بتصميم حقيبة تدريبية للمعلمين، تتضمن مناقشة مفاهيم البيئة وقضايا المناخ الرئيسة، فى إطار المشروع الذى يستهدف تدريب ٣٥٠ ألف معلم ومدير، وتحويل المدارس إلى مراكز تتبنى تلك القضية.
البيان الصادر عن وزارة التربية والتعليم، مساء السبت الماضى، قال إن الوزير أعرب عن سعادته للمشاركة فى هذا الحدث المهم بشأن واحدة من أهم القضايا التى تهم الإنسانية، وتؤثر على حاضر ومستقبل هذا الكوكب، حيث المنشأ والحياة، وهى قضية التغيرات المناخية، مؤكدًا أننا نحاول معًا فى إطار من التعاون المشترك، إيجاد سبل للنجاة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لضمان مستويات أفضل من جودة الحياة فى إطار بيئة صحية، وآمنة، وتنمية مستدامة خضراء. وقال حجازى، بحسب البيان أيضًا، إن «المستقبل المشرق للأجيال القادمة لن يتحقق إلا بتضافر جميع الجهود فى مختلف القطاعات، آخذين فى الاعتبار أن هذه القضية تتجاوز حدود المحلية، لما لها من أبعاد عالمية، ومن هذا المنطلق، فقد جاءت الدعوة للمجتمع الدولى لعقد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية (COP 27) بمدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر المقبل».
لو عدت إلى البيان، الذى أصدرته الوزارة نفسها، فى ٨ أغسطس الماضى، عقب الجلسة الافتتاحية لإطلاق «أكبر برنامج تدريبى وتوعوى حول مفاهيم قضايا التغيرات المناخية»، ستجده يقول إن «الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، أعرب عن سعادته بالمشاركة فى هذا الحدث المهم بشأن واحدة من أهم القضايا التى تهم الإنسانية، وتؤثر على حاضر ومستقبل هذا الكوكب، حيث المنشأ والحياة، وهى قضية التغيرات المناخية، مؤكدًا أننا نحاول معًا فى إطار من التعاون المشترك، إيجاد سبل للنجاة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لضمان مستويات أفضل من جودة الحياة فى إطار بيئة صحية، وآمنة، وتنمية مستدامة خضراء». كما أكد شوقى، بحسب البيان أيضًا، أن «المستقبل المشرق للأجيال القادمة لن يتحقق إلا بتضافر جميع الجهود فى مختلف القطاعات، آخذين فى الاعتبار أن هذه القضية تتجاوز حدود المحلية، لما لها من أبعاد عالمية، ومن هذا المنطلق، فقد جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمجتمع الدولى لعقد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية (COP ٢٧) بمدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر ٢٠٢٢».
الكلام، كما ترى، متطابق، باستثناء ثلاث كلمات، لا نتمنى ألا يكون لسوء النية دور فى حذفها. وما يجعلنا أمام واقعة شديدة الغرابة، هو أن الدكتور رضا حجازى كان بين حضور تلك الجلسة والمتحدثين فيها، بصفته «نائب الوزير لشئون المعلمين»، ما يعنى أنه استمع إلى كلمة الوزير السابق، وإلى كلمة جيرمى هوبكنز، ممثل اليونسيف فى مصر، الذى قدم التهنئة للدكتور طارق شوقى وكل المسئولين القائمين على هذا العمل.
.. وتبقى الإشارة إلى أن رسوم الاشتراك فى مؤتمر «الجمعية المصرية للتربية العلمية»، كانت ٤٠٠ جنيه، شاملة الإفطار والغداء والرحلة النيلية وشهادة حضور المؤتمر، على أن يتحمل الباحث المشترك ببحث تكاليف نشر البحث المعلنة فى دليل المؤلفين للمجلة المصرية للتربية العلمية، التى تصدرها الجمعية!.