«القفة اللى ليها ودنين يشيلوها اتنين»
شعارهما البسيط فى الحياة هو «القفة اللى لها ودنين يشيلوها اتنين»، ومنهجهما الدائم فى الدنيا هو المثابرة والعمل والكد والكسب بالحلال وفعل الخير.. إنهما رفيقا الكفاح الزوجان «طارق وأُم هاشم».
وطوال رحلة تمتد منذ ١٥ عامًا، كسب الزوجان رزقهما من خلال امتهان الحرف اليدوية وخاصة تصنيع الأسبتة والحُصر، حيث ورثا تلك المهنة عن الآباء والجدود، وورّثاها لنجليهما «حبيبة» و«حسام»، ثم استثمرا تلك الحرفة فى صناعة منتج يحتاجه الكثير من أهالى القرى، وهو «شنط السوق»، وعلّما تصميمها لغيرهما من أهالى قريتهما بمركز العياط بمحافظة الجيزة، فأسهما فى توفير فرص عمل للكثير من الشباب من جيرانهما وأقاربهما.
يحكى «طارق» أن تجربته فى الحياة تتمثل فى السعى والعمل والاجتهاد، معتبرًا أن أهم شىء يجب أن يتسلح به الإنسان هو الطموح والرغبة فى تحقيق النجاح.
يقول: «صناعة شنط السوق، مهنة جميلة، وقد عملنا فيها ومنحنا الفرصة للآخرين ليُشاركونا فى باب الرزق الذى منحه الله لنا».
أما شريكة الكفاح «أم هاشم»، فتروى أن هذه المهنة توارثتها أبًا عن جد، حيث كانت العائلة تعمل قديمًا فى السَبَت والحُصر، ثم طورت المهنة فى صناعة شنط السوق.
وتشير إلى أنها تُعلم الكثير من الفتيات والسيدات هذه المهنة، خاصة أنها سهلة ولا تحتاج قوة بدنية أو مجهودًا كبيرًا أو مكانًا مخصصًا، وتكمل: «وكله بيُرزق ورا بعضه».
وتكمل: «سعداء للغاية أننا أسهمنا فى تشغيل هذا العدد الكبير من الفتيات؛ حيث توفرت لهن فرص عمل منزلية لمن يُردن صناعة الشُنط بعد تعليمهن طريقة صناعتها التى لا تحتاج لكثير من الوقت».
وتضيف: «مهنة خفيفة وبسيطة ولا تحتاج إلى مجهود كبير، ورزق حلال.. يُمكن صناعة الشنطة الواحدة فى ساعة تقريبًا.. لا نحتاج إلى مكان مُجهز؛ فأى مكان يصلح للعمل فى هذا المجال».
أما الطفلة «حبيبة» التى عشقت مهنة الأجداد، فتساعد والديها فى عملهما، وتعد أصغر صانعة شُنط التسوق فى القرية، وهى تستقبل عامًا جديدًا فى دراستها بالمرحلة الإعدادية.
تقول: «قررت أن أتعلم كالكبار من أجل أن أساعد أسرتى فى نفقات الحياة.. وأحصل على ٥٠ جنيهًا يوميًا من عملى».
كما يساعد «حسام» الطالب بالصف الثالث الإعدادى والديه أيضًا فى هذا العمل، ويقول: «أسعى لتطوير هذه المهنة فى المستقبل وأن أُكمل رحلة والدىّ بجانب دراستى العلمية»، ويضيف: «هوايتى لعبة كرة القدم».