البيت الأبيض: الوقت ضيق أمام إيران للتوصل لاتفاق بشأن الملف النووى
أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أن الوقت يضيق جدا أمام إيران لقبول العودة إلى الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي في تصريحات للصحفيين، بعد أن استأنف المفاوضون من إيران والمجموعة الدولية المحادثات في فيينا "هناك عرض مطروح على الطاولة" و"ينبغي على الإيرانيين قبوله"، وأضاف "سمعتم الرئيس يقول لن ننتظر إلى الأبد كي تقبل إيران بالعرض".
وتابع: "لن أطلق توصيفا عليها وأقول - المسعى الأخير- لكن من الواضح أن الوقت على ما يبدو يضيق جدا فيما يتعلق بالقدرة على التوصل إلى اتفاق، ومرة أخرى نحث إيران على قبول هذا العرض المطروح على الطاولة".
ويقضي العرض المقترح بموافقة إيران على ضوابط صارمة على قطاعها النووي الذي تؤكد أنه لأغراض مدنية فقط لكن يشتبه في أنه يخفي برنامجا عسكريا سريا، في الوقت الذي تزداد فيه العقوبات الاقتصادية التي تواجهها إيران.
استئناف المحادثات النووية بين إيران وأمريكا
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم الخميس، أن طهران وواشنطن استأنفتا المحادثات غير المباشرة في فيينا مع اجتماع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني مع إنريكي مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي الذي ينسق المحادثات الهادفة لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقللت كل من طهران وواشنطن من احتمال حدوث انفراجة في جولة المحادثات، في الوقت الذي حذر فيه منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من عدم وجود مساحة لمزيد من التنازلات الكبيرة.
ونظرا لرفض إيران عقد محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة سيتنقل مورا بين باقري كني وروب مالي المبعوث الأمريكي الخاص بإيران الذي صرح أمس الأربعاء بأنه في الطريق إلى فيينا، لكنه أشار إلى أنه لا يتوقع إحراز تقدم كبير.
وفي إشارة تدل على عدم وجود مرونة تذكر لحل القضايا الشائكة المتبقية، وضع باقري كني على البيت الأبيض مسؤولية تقديم تنازلات، قائلا في تغريدة على تويتر إن على واشنطن "إظهار النضج والتصرف بمسؤولية".
ولم يتبق سوى القليل من اتفاق 2015، الذي رفع العقوبات عن طهران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. لكن الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب انسحب من الاتفاق في 2018 وعاود فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
ودفع ذلك قادة إيران إلى البدء في انتهاك القيود بعدة طرق منها تكوين مخزونات من اليورانيوم المخصب.
وبدأ الطرفان في مارس، الاقتراب من إحياء الاتفاق بعد 11 شهرًا من المحادثات غير المباشرة بين طهران وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في فيينا.
وانهارت المحادثات لأسباب على رأسها مطالبة طهران برفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب الأمريكية وهو ما ترفضه الولايات المتحدة.
النقاط الخلافية
ومن بين النقاط الخلافية الأخرى مطالبة طهران بأن تقدم واشنطن ضمانات بألا يتخلى أي رئيس أمريكي قادم عن الاتفاق تحاشيا لتكرار ما فعله ترامب. إلا أن “بايدن” لا يمكنه التعهد بذلك لأن اتفاق 2015 هو تفاهم سياسي غير ملزم وليس معاهدة ملزمة قانونا.
وقال مسؤول إيراني "إذا كانوا يريدون إحياء الاتفاق، فيتعين على واشنطن ضمان فوائد اقتصادية لإيران وليس فقط حتى نهاية ولاية بايدن".
وتصر طهران أيضا على أن تسقط الوكالة الدولية للطاقة الذرية مزاعمها بشأن أنشطة نووية إيرانية، معترضة على تأكيد الوكالة في العام الماضي بأن طهران فشلت في تقديم توضيح واف لسبب وجود آثار لليورانيوم في مواقع غير معلنة.