هل تشعل «الرقائق الإلكترونية» الحرب التجارية بين أمريكا والصين مرة أخرى؟
سلطت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، الضوء على قرار مجلس الشيوخ الأمريكي بتمرير مشروع قانون لتعزيز إنتاج الرقائق الأمريكية والمنافسة الصينية، وإرساله إلى مجلس النواب، والذي يهدف إلى مساعدة الولايات المتحدة على التنافس مع الصين من خلال ضخ عشرات المليارات من الدولارات في الإنتاج المحلي لرقائق أشباه الموصلات.
وتابعت أنه تم تمرير مشروع القانون، المعروف باسم CHIPS-plus أو Chips and Science Act، بأغلبية 64 صوتًا مقابل 33 صوتًاـ وسيتوجه الآن إلى مجلس النواب، حيث يأمل المشرعون في تمريره وإرساله إلى البيت الأبيض لتوقيع الرئيس جو بايدن قبل مغادرة الكونجرس للبلدة في أوائل أغسطس.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن مشروع قانون الرقائق "انتصار كبير للعائلات الأمريكية والاقتصاد الأمريكي، بعد ما تم تمريره في تصويت مجلس الشيوخ في وقت سابق في يوليو".
وتتضمن الحزمة أكثر من 52 مليار دولار للشركات الأمريكية التي تنتج رقائق الكمبيوتر، بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية لتشجيع الاستثمار في تصنيع الرقائق. كما يوفر التمويل لتحفيز الابتكار وتطوير التقنيات الأمريكية الأخرى.
هل تمنح الرقائق الإلكترونية دفعة للاقتصاد الأمريكي؟
ووفقًا للشبكة الأمريكية فإن مثل هذا القانون يعد أمرا حيويا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي والأمن القومي أن يتم تصنيع المزيد من الرقائق، والتي تعد مكونات مهمة بشكل متزايد في الأدوات المنزلية اليومية مثل الإلكترونيات الاستهلاكية والسيارات، لأن الابتكار التكنولوجي يجعل الآلات أكثر ذكاءً.
وتابعت أنه في الآونة الأخيرة، كان هناك نقص في المعروض من الرقائق بعد التحولات المفاجئة في طلب المستهلكين المرتبط بوباء فيروس كورونا، وانخفضت حصة الولايات المتحدة من إنتاج الرقائق العالمية بشكل حاد في العقود الأخيرة، بينما استثمرت الصين ودول أخرى بكثافة في الصناعة.
وأضافت أن الولايات المتحدة تصنع أيضًا القليل من الأنواع الأكثر تقدمًا من أشباه الموصلات، والتي يتم إنتاجها بشكل كبير في تايوان، مركز التوترات السياسية المتزايدة مع الصين.
اشتعال الحرب الأمريكية الصينية مجددًا
وبحسب الشبكة، فإنه يتم دعم الكثير من الحروب الحديثة من خلال مجموعات واسعة من أشباه الموصلات- كل نظام إطلاق صواريخ جافلين يحتوي على المئات، على سبيل المثال- مما دفع مسئولي الدفاع الأمريكيين إلى القلق بشأن اعتماد الدولة على المنتجين الأجانب لتزويدها بالرقائق، وعلى رأسها الصين، ما يعني أن مثل هذا المشروع قد يشعل الأزمات والحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مرة أخرى.
وكان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان قد قال خلال اجتماع مع بايدن إن اعتماد أمريكا المستمر على أشباه الموصلات في الخارج "خطير للغاية، وانقطاع إمداداتنا من الرقائق سيكون كارثيًا"، مضيفًا: "كلما طال انتظارنا، زادت خطورة الاضطراب".
كما ألقى الرئيس، خلال ذلك الاجتماع، باللوم على نقص الرقائق في التضخم المرتفع للغاية الذي عانى من رئاسته، حيث تم ربط نقص الرقائق المتاحة لتصنيع السيارات الجديدة بارتفاع أسعار السيارات المستعملة، مما يدفع التضخم إلى أعلى.