عبد الرحمن فهمى حرحش.. عبر النهر بالقطار فأصبح سائق الخديوى توفيق
كانت مصر ثاني أكبر دولة في العالم تدخل فيها السكة الحديد، ولكي ينشئوا القضبان كان القائمون على تنفيذ المشروع في حاجة إلى موظفين متعلمين، فاختاروا بعض الموظفين من حاملي الشهادة الابتدائية، وكان عبد الرحمن فهمي حرحش واحدا من أوائل الذين حصلوا على الابتدائية، إلى جانب ذلك معرفته بالإنجليزية، وشغل أعلى وظيفة بالسكة الحديد، لذلك أرسلوه مع آخرين إلى لندن للتدريب على تركيب القطار الذي كان المخطط له أن يعمل في سكة واحدة من مصر إلى الإسكندرية، وكان يتم اختيار العاملين في الوظائف الفنية بالسكة الحديد في هذا العصر من أبرع الشخصيات، وكانوا يدخلون في تدريبات جادة لتعلم كيفية قيادة القطارات، كما كانوا حريصين على تعليمهم اللغة الإنجليزية.
كان عبدالرحمن فهمي أحد أبرع السائقين الذين تعلموا في المدارس الإنجليزية المقامة من أجل موظفي السكة الحديد، وخاصة الفنيين منهم.
اختيار عبد الرحمن فهمي وقيادة قطار الخديوي توفيق
تشير صفية عثمان، حفيدة عبد الرحمن حرحش، في حديثها مع الأكاديمية دكتورة نوال المسيري، زوجة رائد الفلكلور التطبيقي، وخبير الترميم دكتور أسعد نديم، إلى أن هناك قصة كانت سببا في اختيار الخديوي توفيق لـ عبد الرحمن فهمي سائقا لقطاره "إذ إن الحكومة المصرية أقامت كوبري إمبابة عام 1891 على النيل، وأقيم فوقه خط السكة الحديد، وكانت المرة الأولى في تاريخ مصر أن يعبر قطار فوق كوبري، وطلبوا من سائقي القطارات تجربة القطار والعبور به فوق النهر، ولم يقبل أحد منهم العبور بالقطار خوفا من سقوطة في النهر، حتى تطوع عبد الرحمن فهمي بأن يقود القطار ويعبر به النيل، تجمع الناس على جانبي النيل ليشهدوا هذه التجربة الفريدة، وبالفعل عبر عبد الرحمن فهمي الكوبري مصحوبا بالتصفيق، ووصل إلى الضفة الأخرى بسلام، فكانت مكافأته تعيينه سائقا لقطار الخديوي توفيق حاكم مصر.
وعبد الرحمن فهمي حرحش هو جد رائد الفلكلور التطبيقي، وخبير الترميم المصري دكتور أسعد نديم، صاحب مشروع "الأرشيف القومى للمأثورات الشعبية".