صدور كتاب «كامل التلمسانى» ضمن سلسلة الخالدون للناقد وليد سيف
ضمن سلسلة “الخالدون”، الصادرة عن المهرجان القومي للسينما المصرية، صدر كتاب بعنوان “كامل التلمساني”، من تأليف الناقد الدكتور وليد سيف، رئيس قسم النقد السينمائي بأكاديمية الفنون، والرئيس الأسبق للمركز القومي للسينما.
وكشف “سيف” لــ “الدستور” عن ملامح كتابه عن المخرج كامل التلمساني: أتيح لى من قبل أن أكتب لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى عن المخرج الذى يعتبر من قبل الكثيرين رائد الواقعية فى السينما المصرية، الفنان كمال سليم صاحب فيلم “العزيمة” الذى يعد من وجهة نظر البعض أول فيلم واقعى فى تاريخ السينما المصرية، والآن يتاح لى من جديد أن أكتب عن الفنان الذى ينازع كمال سليم فى هذا اللقب وهو المخرج الفنان كامل التلمسانى صاحب فيلم “السوق السوداء”، الذى يراه أيضا البعض هو الأحق بصفة أول فيلم مصرى واقعى.
وتابع “سيف” موضحا: ينحاز الفريق الأول للعزيمة باعتباره أول فيلم يصور الحارة المصرية بصدق، ويعرض أزمة شاب مصرى من الطبقات الشعبية، ويعبر عن أزمة اجتماعية تمس الفقراء بأسلوب واقعى، بعد أن كانت غالبية الأفلام لا تخرج إلا عن القصور ولا تنشغل بالدرجة الأولى إلا بالشخصيات الأرستقراطية، أو الميسورة ماديا أو على الأقل أبناء الطبقة المتوسطة العليا، وتعالج غالبا مشكلاتهم العاطفية.
بينما يرى الفريق الثانى أن السوق السوداء قدم الحلول الواقعية للأزمات المجتمعية من خلال التحرك الجمعى، حيث أن الجماهير هى الأقدر على إحداث التغيير، فهو يحبذ الحل الثورى بعيدا عن الحلول التوفيقية بين الفقراء والأرستقراطيين التى لجأ إليها فيلم العزيمة.
بعيدا عن الانحياز لأى من الفريقين، لاشك أن التلمسانى حقق تطورا بالفكر الواقعي من زاوية اشتراكية، وهو الفكر الذي آمن به مخرجه في كتاباته وأعماله التشكيلية ثم عبر عنه بإجادة من خلال فيلمه، يؤكد الكثيرون أنه على المستوى الفني أيضا أضاف التلمساني للصورة السينمائية، بفضل كونه فنان تشكيلي في الأصل، مع الاحترام الكامل للتمكن الفني الذى حققه كمال سليم فى فيلمه الأقدم.
ــ إلقاء الضوء علي سيرة ومسيرة كامل التلمساني
وأردف “سيف”: على أى حال فإن الهدف من هذا الكتاب ليس المقارنة بين الفيلمين والفنانين، وإن كان بالتأكيد سيلجأ لها من حين لآخر، لكن الأهم بالنسبة لى هو إلقاء الضوء على سيرة ومسيرة المخرج كامل التلمسانى، أحد أهم مبدعينا فيما يعتبر الجيل الثانى فى السينما المصرية، وهى بالتأكيد مسيرة تستحق الرصد والتحليل لما تمثله شخصية الفنان من ثراء، ولما تمثله أعماله من تنوع فى الموضوعات والأساليب، كما سنسعى لقراءة أعماله من جديد، التى لا تتجاوز العشرة فى مجال الإخراج إضافة لمساهماته فى مجالات سينمائية أخرى منها الإنتاج والتأليف سواء لأعمال من إخراجه أو لآخرين.
أما السيرة فعلى الرغم مما يتوفر لدينا من مادة ثرية إلى حد كبير عن نشأته وتكوينه الفنى ومسيرته الحياتية والفنية إلا أنه يظل هناك جانبا غامضا فى حياته يتعلق برحيله عن مصر وتوقف إبداعه الفنى وغيابه عن الحياة الفنية والثقافية فيها، فى ذروة نجاحاته وتميزه، ثم فى الفترة التى عاش فيها فى أكثر من بلد ثم فى الفترة التى استقر خلالها فى الشقيقة لبنان حتى وافته المنية هناك.
وشدد “سيف” علي: المؤكد أن هذا ليس هو الكتاب الأول عنه ولكنه حتى الآن هو الكتاب الأول المخصص بالكامل عنه كفنان سينمائى، لهذا سوف نسعى لسد النقص فى هذا الجانب.. والجميل أنه من المتاح من خلال قنوات اليوتيوب مشاهدة غالبية أعماله، ومعظمها من الأعمال الناجحة والمتميزة، وعلى الرغم من عدم تمكننا من مشاهدة أعماله كلها إلا أننا نعتقد أن المتاح مشاهدته كافيا للتعرف على هذا الفنان الأصيل وعلى قدراته وأساليبه الفنية.
أرجو أن يضيف هذا الكتاب إلى سلسلة ( الخالدون) تعريفا جيدا وقراءة موضوعية لأحد رواد السينما المصرية ورموزها الكبار، الذين أثروا بقوة فى مسيرتها وتأثر بهم فنانون من أجيال تالية، ليضيفوا المزيد من الدماء فى شريان السينما المصرية ويخلصوها بقدر ما من أشكالها التقليدية ومعالجاتها المتكررة، وليضيفوا إلى تيار أساسى فى مجال الفن السينمائى، وحتى لا تصبح أعمالنا أحادية الفكر والأسلوب.