وائل لطفى يكتب: 10 أسئلة عن المعارضة المصرية
هل لدينا معارضة مصرية؟
ج: ليس لدينا معارضة، ولكن لدينا معارضون أو أشخاص لهم آراء فى أداء الدولة أو الحكومة أو الرئيس، وهم فى الوقت الحالى معظمهم صحفيون علاقتهم بالواقع هى الكتابة أو الحديث فى البرامج، لكنهم ليسوا قوى سياسية معارضة وفق التعريف العلمى.
لماذا ليسوا معارضة وفق التعريف العملى؟
ج: لأنك كى تكون فى المعارضة يجب أن تكون قبلها فى الحكم، أو هناك احتمال أن تكون فى الحكم.. «المعارضة» مصطلح مرتبط بالديمقراطية التمثيلية فى الأساس، حيث يتناوب حزبان كبيران الحكم والمعارضة.. يحكم «المحافظون» فيصبح «العمال» فى المعارضة ويحكم «العمال» فيصبح «المحافظون» فى المعارضة أو يصبح «حكومة ظل».. أما فى حالتنا فالجميع يمارس المعارضة من شرفة منزله، أو من على المقهى الذى يلتقى فيه بأصدقائه.
إلى ماذا يؤدى هذا؟
ج: تتسم المعارضة «هناك» بالنضج لأنها تحملت مسئولية الحكم من قبل، وتتوقف عن «المراهقة» و«المزايدة» وتطرح حلولًا عملية، وسياسات واقعية يضعها خبراؤها فى المجالات المختلفة، ويكون الهدف من المعارضة هو البناء وليس الهدم.. أما «هنا» فتتسم المعارضة بالمزايدة، والانفعال العاطفى، والأفكار غير المنطقية، لأن من يتصدون للحديث باسمها ليست لهم علاقة بدولاب الدولة ولا تحديات الواقع من قريب أو من بعيد.
ما أبرز ملاحظاتك على المعارضة المدنية؟
ج: كل قياداتها تقريبًا من الصحفيين، وكأنهم يحلمون بالفوز بانتخابات النقابة، وليسوا أصحاب وجهة نظر فى حكم بلد، فرئيس حزب التحالف الشعبى صحفى زميل، ورئيس حزب الكرامة صحفى، وأبرز قيادى فى حزب الدستور صحفى، وهو ما يجعلهم يميلون للكلام طوال الوقت بعيدًا عن فهم الواقع أو دراسته أو وجود خبراء فى مجالات التنمية المختلفة فى هذه الأحزاب.
ما نصيحتك للمعارضة المصرية؟
ج: أن تتحلى بالواقعية وتحدد ماذا تريد.. وتؤمن بالحلول الوسط، وبأن السياسة «هات» و«خد»، وبأن العمل من داخل النظام السياسى يختلف عن العمل من خارج النظام السياسى، وأن كلا الطريقين له ثمن وطريق مختلف عن الآخر، وبأن النتائج يتم الوصول إليها بعد الحوار لا قبل الحوار.. وإلا فعلى ماذا سيتم التحاور.
ماهو دليلك على ارتباك البعض وعدم تحديده ما يريد؟
ج: رئيس حزب يسارى صغير.. لم ينجح أى مرشح له فى انتخابات البرلمان.. تلقى عرضًا بالتعيين فى المجلس لكى يطرح وجهة نظر حزبه فى السياسات الحكومية.. فاعتذر.. جميل جدًا.. إذا أنت رافض للنظام بشكل جذرى فعليك أن تحل الحزب أو تجمده.. وتعلن أنك غير مؤمن بالعملية السياسية.. أما ما دمت تعمل كحزب فأنت تقر بأنك جزء من النظام السياسى، وفى هذه الحالة فمن عدم الحكمة أن تخسر منبرًا سياسيًا تعلن فيه سياسات حزبك وتصوراته.
ما نصيحتك لقيادات المعارضة المصرية؟
ج: أن يصقلوا مهاراتهم بالدراسة، وبالتحديد فى مجالات لها علاقة بالواقع مثل التنمية والاقتصاد والإدارة والعلوم السياسية، وأن يمنحوا جزءًا من وقتهم لممارسة المهن المثبتة فى بطاقاتهم الشخصية لأن هذا يزيد من خبراتهم الحياتية ويخرس ألسنة من يريد الإساءة لهم.
هل تقصد احدًا بعينه؟
ج: لا أقصد أحدًا بعينه.. ولكن جمال عبدالناصر وزملاءه كانوا يخططون للثورة بعد الانتهاء من عملهم الذى يؤدونه بكل إخلاص، ومصطفى باشا النحاس كان يعمل محاميًا فى الأوقات التى لا يكون فيها الوفد فى الحكم.. لا يوجد شىء اسمه سياسى متفرغ للعمل السياسى.. لأن هذا يجعل علاقته بالواقع ضعيفة جدًا.
من هو اكثر معارض نال احترامك في الفترة الماضية؟
ج: مهندس زراعى غير مشهور.. كان له رأى فيما قاله الرئيس عن استبدال المواشى التى يربيها الفلاح المصرى بسلالات أكثر تطورًا، وعبَّر عن رأيه بمجموعة من التغريدات نبه فيها لصعوبة تنفيذ الفكرة ولعدة مخاطر تحيط بتنفيذها.
لماذا أعجبك هذا المهندس بالذات؟
ج: أولًا لأنه تحدث فيما يفهم فيه وفى مجال تخصصه، وثانيًا لأنه عبَّر عن رأيه بلغة موضوعية ومحترمة، وثالثًا لأنه رجل له مهنة يفيد من خلالها المجتمع وليس متفرغًا للكلام.. وهذا يستحق الاحترام.