"فرقة النور".. أوركسترا إسرائيلية تغني كلاسيكيات عربية: حلمنا يتحقق
بعد ما يقرب من عقد من الزمان على تأسيسها، وقبل عامين تقريباً بدأت "فرقة النور" الإسرائيلية تصل إلى الجمهور العربي. قبل يومين أحيت الفرقة التي تتكون من موسيقيين يهود وعرب ومسلمين ومسيحيين ودروز حفل داخل السفارة الإسرائيلية في القاهرة، في احتفالية السفارة بعيد الاستقلال الـ74، وفي مارس الماضي أحيت حفلاً في إكسبو 2020، فيما وصفت الفرقة بأن إحياءهم لحفلات في العالم العربي بمثابة الحلم الذي تحقق.
أوكسترا إسرائيلية لأغاني عربية
تأسست فرقة النور عام 2013، بهدف الحفاظ على التقاليد الموسيقية العربية الكلاسيكية وإحيائها، فيما يعزفون أغنيات من مصر والعراق ودول المغرب العربي وبقية دول الشرق الأوسط، مصدر إلهامهم هو أوركسترا صوت إسرائيل باللغة العربية، الذي اكتسبت قاعدة جماهيرية متدينة في الفترة بين 1984- 1993.
الفرقة الإسرائيلية بدأت تشق طريقها إلى العالم العربي بعد إصدارها أداءً فعالاً لأغنية إماراتية ناجحة احتفالاً باتفاقات أبراهام المبرمة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة قبل عامين.
على عكس الأوركسترات الإسرائيلية الأخرى، التي تتألف بشكل أساسي من موسيقيين عراقيين ومصريين، فإن فرقة "النور" لديها مزيج فريد ومُلهم من الأعضاء، يقول قائد الأوركسترا ومديرها الموسيقي وأحد مؤسسيها - أرييل كوهين:"لدينا يهود وعرب ودروز ومسيحيون ومتدينون وغير متدينين ومن اليسار واليمين، صغارًا وكبارًا، لدينا شباباً في العشرينيات لم يكبروا في عصر أم كلثوم وفريد الأطرش، ومع ذلك يعزفون أغنياتهم".
أرييل كوهين (35 عامًا)، كان أحد تلاميذ زوزو موسى، القائد الأسطوري لأوركسترا صوت إسرائيل، درس الموسيقى في جامعة بار إيلان، لكنه لم يتعلم هناك الموسيقى التي يعزفها ويغنيها اليوم، يقول كوهين:"لا يوجد أحد في إسرائيل يُعلم هذه الموسيقى رسميًا. الموسيقى العربية تدرس باللغة العربية وليس بلغات غربية".
بدون سياسة
السياسة محظورة في الفرقة، لاتلقى اهتمام أعضاءها، ولا يتحدثون عنها، هم يريدون من فنهم شيئاً آخر، يقرب الناس من بعضهم البعض، في الوقت الذي تتشكل فرقة النور من حوالي 20 شخصًا من خلفيات مختلفة، يقول أعضاءها لايوجد لدينا اهتمام بالسياسة، والفن أكثر أهمية، خاصة خلال هذه الأوقات، لا نعرف ما سيحدث في العالم، ولكن على الأقل لدينا مكان نهرب إليه، حيث لا داعي للحديث عن الحروب أو الحدود أو الأوبئة - فقط الموسيقى "، حسب تصريحات أعضاء الفرقة لصحيفة يديعوت أحرونوت.
نحن كالأسرة وكلنا إخوة"، تشرح المطربة الرئيسية جيهانا نداف التي تعيش في الناصرة، "الجو جميل دائمًا عندما نلعب وكلنا نستمتع لأننا جميعًا أناس يحبون الفن".
"نحن مثل قبيلة، كلنا نحب الموسيقى وهي طريقتنا للتعبير عن أنفسنا،" يقول عازف الناي إيلاد كيمحي.
يشرح البروفيسور يهودا كمري، عازف العود وأحد مؤسسي الأوركسترا، الذي يعمل طبيبًا أول ومتخصصًا في علاج السمنة والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية أنه لم يتخلى عن حب طفولته للموسيقى. فيما دفعته الرغبة في الحفاظ على الموسيقى ذات الجذور الفارسية من منزله إلى المزيد".
بينما يشرح عازف دربوكة، يوسي بار موها، "لا توجد نوتات موسيقية في الموسيقى العربية، كل شيء يُعزف من الذاكرة". "هناك مقطوعات طويلة جدًا، أغنية إنت عمري" في النسخة الكاملة على سبيل المثال، تزيد مدتها عن 20 دقيقة وكلنا نلعبها عن ظهر قلب دون مشكلة. إنها مثل الناس الذين يصلون بكتاب مفتوح أمامهم وأولئك الذين يتذكرون الصوات من رؤوسهم".
وهناك "ماريا" التي بدأت في العزف على الكمان في روسيا. تقول عن سبب انضمامها إلى الأوركسترا: أن والداها لم يفهمها الموسيقى التي تلعبها لكنهما يحباها ويعرفان أن الموسيقى ثقافة، وأنها أحبت الموسيقى العربية التي تعتبر مختلفة تماماً عن ثقافتها".
في مارس الماضي، في الذكرى الأربعين لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، عزفت الأوركسترا في منزل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وقبل يومين أحيت الحفل داخل السفارة الإسرائيلية في القاهرة، ونالت إعجاب الحاضرين.