فيديوهات حقن العضل واللبوس.. أمهات تتاجر بأطفالهن من أجل اللايك والشير
جدلًا كبيرًا انتشر على وسائل التوصال الاجتماعي بعد انتشار فيديوهات لأمهات وهن يعرضن طرق تناولهن لحقن العضل، وكذلك طرق إعطاء أبنائهن الأطفال تلك الحقن العضل وكذلك اللبوس، وأظهرت بعض هذه الفيديوهات عورات الأطفال الذين تصل أعمارهم ما بين الثانية عشر والثالثة عشر عامًا، كماعرضت أدائهم التمثيلي بالآلا نتيجة تناول هذه الحقنة.
انهالت التعليقات المعارضة لتلك الفيديوهات والساخطة من التصرف الذي وصفته بغير الأخلاقي، الذي يعرض حياة هؤلاء الأطفال للخطر، ويتسبب في إحراجهم، وزيادة فرص التنمر عليهم، كما يمثل فرصة لاستخدام أصحاب المحتويات الإباحية التي تقدم عبر وسال التواصل.
وعلى صفحته علق رامي الجبالي مؤسس صفحة أطفال مفقودة، والمهتم بشئون الأطفال على هذا الأمر قائلًا إن تلك السيدة التي أثارت الجدل على مدار الأيام الماضية، إذ أنشأت منذ فترة قناة على موقع "يوتيوب" لا محتوى لها إلا إظهار كيفية إعطاء حقن العضل واللبوس لها ولأطفالها، إلى درجة متاجرة تصل لإضافة عناوين مبتذلة مثل: “إلى محبي الحقن واللبوس”.
وتابع أن هذا الأمر أثار حفيظته وحفيظة العديد من المتابعين الذين أرسلوا لها رسائل تعيب عليها ما تفعله، ولكن على الجانب الآخر رسائل كثيرة مٌشجعة للمحتوى بطريقة وصفها "بالقذرة"، وجاءت من محبي المشاهد الجنسيه الخاصة بالأطفال.
وأضاف بقوله إنه في حال كانت تلك السيدة هي وأطفالها يعانون من مرض طوال العام بتلك الطريقة، ويتسدعى تناول حقن العضل واللبوس" - وأنا واثق أنها ولا عيانة ولا حاجة- لكونها ليست القناة الوحيدة التي تقدم هذا المحتوى المٌقزز- فلماذا يتم تصوير هؤلاء الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع وهم يحصلون على حقنة عضل أو لبوس ولماذا يجد هؤلاء الأطفال عند كبرهم تلك الفيديوهات في انتظارهم، وما يترتب على ذلك من تعرضهم للتنمر والمعايرة.
وأشار إلى أنه حتى ولو كانت نية تلك السيدة حسنة، فلماذا لم تتوقف بعد حجم التعليقات المسيئة من محبي المشاهد الجنسية للأطفال؟ موضحًا أنه ما كان منها بعد ذلك إلا أن استمرت في إضافة مزيد من الفيديوهات، وتابع أن ذلك يدل على أن المشاهدات والإعلانات همها الأول، وبالتالي الأموال التي تحصل عليها، ولم يفرق معها تعريض حياة أطفالها للخطر أو الإتجار بهم، كما طالب الجبالي بفتح ملف تلك السيدة ومن علي شاكلتها مما وصفهم "المختلين عقليًا".
الدكتورة سمر يوسف رئيس الائتلاف المصري لحقوق الطفل، أوضحت في حديثها لـ "الدستور" أن ما تفعله هذه الأم ومن على شاكلتها إنما يعانين حالة من الخلل العقلي الذي نتج عن حبهم للمال والشهرة، على حساب أولادهن وسمعتهن داخل المجتمع، ومن بعد ذلك نفسيتهم التي قد تتدمر بسبب هذه الفيديوهات إذ أنها تعرض حياة الأطفال إلى الخطر على كافة المستويات.
وتابعت أن الأبناء ظهروا خلال الفيديو وهم يمثلون أنهم قد حصلوا على الحقن واللبوس على غير الحقيقة، موضحة أن ما يحدث تلك الفيديوهات يمثل استغلالًا صريحًا لهؤلاء الأطفال في أعمال مخجلة، من أجل التربح، وأكدت أنه ينبغي أن نفرق بين استغلال الأطفال وبين محاولة الكشف عن مواهبهم.
وأضافت أن انتشار مثل هذه الأمور إنما يرجع إلى حالة استحلال حرمات البيوت التي وصلنا إليها مؤخرًا موضحة أن هذه الفيديوهات وما على شاكلتها من فيديوهات تبث من خلال برنامج "التيك توك" إنما تمثل مع الأسف "قمامة" ثقافات المجتمع المصري، ولا تمثل حقيقة الشعب المصري الذي يرفض مثل هذه التصرفات، وأضافت أن عقوبة هذه الأم وغيرها مما يتعدين على حقوق أطفالهن، تصل من الحبس ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.
رد المجلس القومي للطفولة
وكانت قدمت الدكتورة سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، بلاغًا للمستشار حمادة الصاوي للنائب العام ضد هذه القنوات وأصحابها، وفي انتظار القرار الذي ينتهى إليه النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أصحاب هذه القوات وحماية الأطفال.