الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس أغناطيوس
تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية برئاسة الأنبا إبراهيم اسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك، اليوم بعيد القديس أغناطيوس.
وقال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكانى إن اغناطيوس ولد في العاشر من ديسمبر سنة 1701 اسم أبيه متياس، واسم امه آنا ماريا. في سر المعمودية اخذ اسم فرنسيس اغناطيوس، وهو بكر لأربعة اولاد واحدي أخواته دخلت في رهبنة القديسة كلارا، وكانت أمه في خطر لدى ولادته فوعدت الله إذا رزقت صبياً تكرسه له في رهبانية القديس فرنسيس الاسيزي الذي كانت تكرمه.
ولذا دعي فرنسيس، وعندما كان صغيراً ظهرت عليه ملامح القداسة وابناء بلدته كانوا يدعونه ” القديس الصغير ” يجذبه القربان بنوع لا يقاوم لهذا السبب كان ينهض باكراً قبل أن تفتح الكنيسة فيركع مصلياً على عتبة بابها. وكان يقول ان الكنيسة هي بيتي.
عضد الله بقدرته علامات هذه القداسة المستقبلة في معجزات كثيرة كان يعملها وهو مازال صبي صغير. لما كبر قليلاً وكل ابوه إليه حراثة الحقل ورعاية قطيع صغير للعائلة. فكان كل يوم قبل الذهاب، يتوجه الى الكنيسة ويتناول جسد الرب، وعند الرجوع من الحقل إذا وجد الكنيسة مفتوحة يذهب اليها لإداء واجب العبادة وإلا يصلى في البيت. بلغ اغناطيوس 18 عام وكان معبود بلدته بأجمعها وخصوصا عائلته التى تؤسس عليه كل رجائها. لكن افكار الله كانت خلاف نواياهم. وكان وعد الام لا يزال، فلكي يحققه الله، أرسل للفتى مرضاً جسيماً ملأ والديه قلقاً. وحينئذ نذر اغناطيوس انه إذا نال الشفاء سيتكرس لخدمة الله في الرهبنة الفرنسيسكانية الكبوشية. تحسنت صحنه للحال ونال الشفاء التام. لكنه لم يعجل بوفاء وعده.
وعاد إلى أعمال الحقل. مضى على هذا سنتان فأرسله ابوه يوماً الى أرض له بعيدة حيث الفلاحين يشتغلون. ولكي يسهل سفره أعطاه حصاناً وديعاً كالحمل ولما وصل الى الى مكان خطر هاج الحصان وأسرع ركضاً حتى كاد الفارس والحصان يهلكان، ففكر اغناطيوس بنذره وجدده ووعد بتنفيذه حالاً. وقف الحصان عن ركضه الجنوني، ولدى عودته الى البيت شرح الأمر لوالديه وتوسل إليهم ان يرافقاه الى كاغلياري حيث دير الفرنسيسكان الكبوشين. وكان عمره 20 سنة. حضر أمام الخادم الاقليمي فوجده نحيف الصحة للغاية ورفض قبوله، ولم يفشل اغناطيوس أمام هذه المحنة وأشار الى أبيه ان يوصي به مركيز لاكوني لأنه كان صديق لرهبان الدير. وهذه المرة قبلوه مبتدئاً في دير القديس مبارك. وفي العاشر من شهر نوفمبر سنة 1721 لبس الثوب المقدس واتخذ اسم اغناطيوس.
رغم سيرته المثالية كادوا يطاردونه بسبب صحته المتداعية. نبهه معلم المبتدئين الى ذلك فضاعف حرارته في الصلاة وممارسة الفضائل وترك الباقي لعناية أمه العذراء القديسة مريم التي وضع امر دعوته بين يديها. كان في الدير تمثال صغير للعذراء سيدة التعزية، وكان الأخ اغناطيوس يثق بها كثيراً ويكرمها باستمرار. والسبب ان هذا التمثال كان يتحرك ويتكلم مع الاخ اغناطيوس، ومر يوماً امام التمثال وهو يحمل حملاً يفوق قواه. فصاح: ” ياسيدتى ساعديني لأنني لم اعد اقوى على الحمل فأجابته العذراء الحنونة ” تشجع يابني وتذكر آلام ابني الشديدة وتعذب أنت بصبر “. وبعد ان قدم نذوره الرهبانية الأولى في 10 نوفمبر 1722.
ذهب الاخ اغناطيوس الى دير القديس انطونيوس للعمل بالصوف. لما وصل الى سن الاربعين اراد الله أن يضعه على المنارة ليشع لمعان فضائله على العالم. عينه الرؤساء رئيس المتسولين وفي بعض الاوقات أتت العناية لعونه بنوع عجائبي، وصنع عجائب كثيرة وذاع صيته في كل البلدة وكانت عائلات كثيرة تأتي اليه ليساعدها على حل مشكلاتها ويقدم النصائح الروحية لكثير من الناس. وكان يعمل شفاءات لكثير من المرضي. ولما كبر في السن فقد بصره، ولم يعد قادراً على الاعمال اليدوية فصار يقضي ايامه في الصلاة.
ونهار السبت في الخامس من شهر مايو وضعوه في غرفة المرضى، في اليوم التالي اعترف وطلب من معرفه: ” في أي نهار نحن ” وبما انه كان الاحد جعل يعد على اصابعه الي نهار الجمعة. وفي التاسع من مايو طلب القربان المقدس وإذ قال له الكاهن ليس الأمر عاجلا: ” آه ياأبت ” ان الله ساعدني برحمته طول حياتي والان أنا بحاجة أكثر من ذي قبل حتى اذهب الى الابدية.
صباح الجمعة 11 مايو قبل المسحة الأخيرة. وعند الساعة الثالثة أجراس الرعية تقرع نزاع المخلص، رفع الأخ اغناطيوس عينيه نحو السماء وضم يديه وأسلم روحه. ذاع خبر موته بسرعة البرق ومن كل الافواه كان يصعد صوت واحد ”مات قديسنا، مات ابونا، سكروا البيوت وتوقفت التجارة وعم الحداد في كل المدينة". وقام البابا بيوس التاسع يوم 4 مايو عام 1854م بإعلانه قديساً للكنيسة الجامعة.