مصريون عن «عودة المساجد» إلى الحالة الطبيعية: فرصة لاسترجاع الروحانيات
انتابت ملايين المسلمين فى مصر فرحة عارمة بعد صدور قرار وزارة الأوقاف بعودة فتح المساجد إلى حالتها الطبيعية، والسماح بزيارة المقامات والأضرحة فى غير أوقات الصلاة، إلى جانب فتح ساحة مسجد الإمام الحسين على مدار اليوم.
وبذلك القرار تعود المساجد إلى ما كانت عليه قبل جائحة «كورونا»، بعد أن شهدت زيارتها والفعاليات التى تُقام بها وعلى رأسها الدروس الدينية العديد من القيود، فى إطار الإجراءات الاحترازية المفروضة للوقاية من الفيروس.
فى التقرير التالى نرصد فرحة المواطنين بتلك القرارات، وكيف لبت شوقهم الطويل إلى بيوت الله، الذى لم يفارقهم طوال فترة الإغلاق بسبب «كورونا».
كامل حنفى: نستعد لحضور الدروس الدينية.. والسعادة تملأ القلوب
قال كامل حنفى، ٥٠ عامًا، من محافظة الوادى الجديد، إن الكثير من معالم الحياة اختفى تمامًا، بسبب انتشار جائحة فيروس «كورونا»، وافتقد الناس الكثير من الأمور التى اعتادوا عليها، وعلى رأسها الروحانيات التى كانوا يعيشونها فى بيوت الله.
وأضاف: «لذلك مع عودة المساجد إلى حالتها الطبيعية، واستضافتها الدروس الدينية والمقارئ القرآنية من جديد، يمكن للمصريين أن يسترجعوا مجددًا تلك الروحانيات المفقودة منذ فترة طويلة».
وأشار إلى أن لديه ابنين فى مرحلتين عمريتين مختلفتين، اعتادا على الذهاب إلى المسجد المجاور لمنزلهما، من أجل حضور المقارئ القرآنية وتلقى الدروس الدينية، لدورها الكبير فى توسيع مداركهما، وتثقيفهما فى الكثير من الأمور الدينية والدنيوية، لكن مع توقف المساجد عن إقامة تلك الفعاليات، أثار الأمر استياء الجميع وسيطر الحزن على قلوبهم بصورة واضحة.
وتابع: «عند سماعنا عن عودة هذه الفعاليات من جديد، غمرت السعادة قلوبنا، وبدأنا فى تنظيم وقتنا للحضور للمساجد وتلقى الدروس الدينية، مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا».
آية عزازى: سعداء بمقارئ القرآن المجانية
أعربت آية عزازى، ٢٨ عامًا، من محافظة الشرقية، عن سعادتها الغامرة بإعادة فتح بيوت الله، لما يضمنه ذلك من توفير الجو الروحانى للمواطنين.
وقالت «آية»: «افتقدنا الكثير من الروحانيات، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، بسبب انتشار جائحة كورونا، وكنا نتوسل إلى الله فى كل صلاة بألا يحرمنا مما نستشعره عند الذهاب إلى المساجد».
وأضافت: «المسجد بالنسبة لنا ولكثيرين، مدرسة تعليمية متكاملة، تعمل بشكل مستمر على نشر الوعى بين الأطفال والشباب، وتثقيفهم وتوسيع مداركهم حول العديد من الأمور الدينية، عبر الدروس الدينية المهمة من قِبل كبار الشيوخ»، لافتة إلى أنها إحدى المستفيدات من تلك الدروس الدينية، التى كان لها دور كبير فى تشكيل شخصيتها، وتثقيفها فى الدين والدنيا.
وأشارت إلى نجاح المساجد فى استقطاب صغار وكبار السن، من خلال مسابقات حفظ القرآن الكريم، ومقارئ التحفيظ قبل كل شىء، التى كانت تقدم خدماتها بالمجان.
وواصلت: «بعد توقف المقارئ، كثير من الأهالى رغب فى إكمال أولادهم حفظ القرآن، فأحضروا شيوخًا إلى المنازل، لكن هذا كان بمقابل مالى كبير، ما أجبرهم على التوقف عن الحفظ».
واختتمت بالقول: «خبر إعادة فتح المساجد إلى حالتها الطبيعية وعمارتها بالدروس والمقارئ القرآنية، أثلج قلوب الجميع، لأنها شعاع النور الذى يضىء عتمة هذه الحياة».
حياة السيد: بكيت من الفرحة حينما علمت بالنبأ
حياة السيد إبراهيم، سيدة خمسينية، ربة منزل، اعتادت الذهاب إلى المسجد وحضور الدروس الدينية وحفظ القرآن قبل انتشار فيروس «كورونا».
وقالت «حياة»: «بمجرد اقترابى من سن المعاش قررت أن أتعمق فى تعلم الشريعة الإسلامية، من خلال حضور الدروس الدينية التى تقام فى مساجد منطقتى ومن خلال حفظ القرآن الكريم والالتزام بالصلاة فى مواعيدها»، مؤكدة: «كانت متعة حقيقية بالنسبة لى أن أخرج من المنزل للصلاة وأن أحضر الدروس الدينية وأعود لحفظ القرآن».
وأضافت: «ثم جاءت جائحة كورونا، واضطر الجميع للجلوس فى المنازل، كأحد الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الوباء، وخلال هذه الفترة أصابنى الحزن الشديد».
وتابعت: «رغم حزنى، كنت أعلم أن هذا الغلق أمر لا بد منه، حفاظًا على صحة المصريين، وتمنيت ككل المصريين أن تنتهى الأزمة سريعًا وتعود الأمور لطبيعتها، لكن الله أراد أن يستمر الأمر لمدة عامين، قبل أن تعود الفرحة إلى قلوبنا من جديد».
وذكرت أنها شعرت بسعادة كبيرة حينما علمت بعودة المساجد للعمل بكامل طاقتها، مختتمة: «بكيت من الفرحة، وبدأت أستعد للعودة مجددًا لبيوت الله، كى أستزيد من علم الشيوخ وأكمل حفظ القرآن الكريم».=
أحمد محمد: ربنا يحمى مصر من كل شر
أحمد محمد، من أهالى محافظة القاهرة، أشاد بعودة المساجد إلى حالتها الطبيعية، واستئناف عودة الدروس الدينية كما كانت فى الماضى.
وقال «محمد» إن المصريين تفهموا الإجراءات التى جرى تطبيقها خلال العامين الماضيين، بسبب ظروف انتشار فيروس «كورونا»، حفاظًا على صحة المصريين، معربًا عن سعادته بعودة الحياة لطبيعتها تدريجيًا.
وأضاف: «كنت أفتقد الدروس الدينية، فقد اعتدنا عليها منذ الطفولة، والمجتمع يحتاج إلى هذه الدروس دون شك، فهى تساعد الناس على فهم صحيح الدين وتواجه الانحرافات الأخلاقية فى المجتمع». وتابع: «كل الأسر سعيدة بعودة جلسات تحفيظ القرآن مجددًا، لترسل الأبناء ليتعلموا كلام الله»، مشيرًا إلى أن الكبار والصغار يستفيدون من جلسات تحفيظ القرآن. ولفت إلى أن الأب الذى يحرص على حضور الدروس الدينية يستطيع أن يكون معلمًا لأبنائه، ويمدهم بالمعلومات الدينية الصحيحة ويجعل أسرته أقرب إلى الله.
وأكد أن جميع المصريين يريدون أن تعود الحياة لطبيعتها، داعيًا الله أن يحمى أبناء مصر من كل شر.