«البحوث الإسلامية» يستنكر الحملات الهابطة ضد رموز الدين والعلماء والفقهاء
أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الفن والإبداع رسالة سامية لها دورها كغيرها في تثقيف الناس وتنويرهم ونشر القيم والأخلاق فيما بينهم، وبناء جيل يعي قيمة ذاته قبل أن يدرك قيمة أوطانه، لكن أن تتحول دفّة هذه الرسالة إلى تغريب المجتمع عن هويّته وتشويه صورة رموزه فهو أمر يُنذر بخطر مجتمعي عظيم.
وأضاف المجمع أن صناعة الوعي المجتمعي لا تقوم على مؤسسات بعينها، وإنما هي صناعة تكاملية لابد وأن يدلي فيها الجميع بدلوه، كما أن حدوث أي خلل من جانب من يشارك في هذه الصناعة إنما هو تعمّد لافسادها وضرب واضح للنتائج المنتظرة منها.
وتابع: أن الدولة المصرية وما تقوم به من جهود في بناء الوعي وخاصة لدى الشباب في ظل ما يعانيه من تحديات فكرية خطيرة يمكن أن تعصف بكل إنجاز وتقضي على كل مكتسب إذا تُرك لها المجال، فإنه يجب على الجميع أن يُقدّر تلك الجهود بل ويكون خير معين لها لا أن يبُثّ سمومه عبر وسائل جماهيرية لا تفرق في تأثيرها بين مستنير يستطيع أن ينتقي ما يُوجّه إليه وما بين عقل أعزل بلا علم ولا معرفة يسهل أن يقع في براثن هذه الأفكار الخبيثة.
واستنكر المجمع تلك الحملات السلبية والموجّهة بشكل خاص إلى رموز الدين وإلى الفقهاء والعلماء الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم وأهله، مؤكدًا أن تعمّد تشوية صورة رجل الدين هو سعي واضح لإسقاط القدوة في هذا المجتمع، وهو عمل من شأنه أن يدعم كل توجّه يخطط لإفراغ المجتمع وتجهيله والقضاء على هويته وهو أمر لو تعلمون عظيم، خاصة وأن تلك الحملات ثنائية الأداة إذا كانت تسعى لإسقاط قدوة من جانب فإنها تُعلي نماذج أخرى ترسّخ بها قيمًا سلبية خطيرة ومهددة لاستقرار المجتمع.
كما وجّه المجمع دعوة صريحة للقائمين على مثل هذه الأعمال الدرامية أن يتقوا الله في أوطانهم، وأن يقدموا ما ينفع الناس فخير الناس أنفعهم للناس، وأن يعوا خطورة كل رسالة كرّسوا جهودهم لتضليل الشباب بها، فالمجتمع في حاجة إلى تقويم وإلى نشر السلوكيات الإيجابية وما أكثرها بل وما أعظم تأثيرها في البناء والتقدم.