الكنائس الكاثوليكية والغربية فى مصر تحتفل بخميس العهد.. اليوم
تحتفل الكنيسة المارونية، اليوم، بحلول خميس الأسرار الذي هو خميس العهد، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول يوم الخميس المقدَّس وقراءات قدّاس المساء.
كما تحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول الخميس العظيم المقدَّس، وتذكار الرسل أرسترخوس وبوذي وتروفيموس.
وكان القدّيس ارسترخوس التساكونيكي رفيق رسول الأمم في كرازته وأسفاره من أفسس إلى مكدونية، إلى اليونان، إلى اليهودية، حتى أسرِه الأول في روما، والقدّيس بوذي من أبناء كنيسة روما، يذكره بولس في آخر رسالته الثانية إلى تيموثاوس (21:4)، أما تروفيموس الافسي، فقد رافق بولس إلى أورشليم، وبعد أسر بولس الأول في روما، رافقه في كرازته في آسيا، ثم تركه بولس مريضًا في ميلتس.
وتلقى الكنيسة عظة بهذه المناسبة تقول فيها: "فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضًا في المَسيحِ يَسوع، هو الَّذي في صُورةِ الله، ومساوٍ له في الطبيعة، بما أنّه يشاركه قوّته وأبديّته وحتّى ذاته.. لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب.. يمكننا إهمال واقعة أن يكون قد خدم والده كعبد رغم كونه ابنه ومساوٍ له؛ أفضل من ذلك، لقد خدم عبده الخاص أكثر من أي عبد آخر؛ لأنّ الإنسان خُلق ليخدم خالقه؛ أيّ أمر عادل بالنسبة إليك أكثر من خدمة ذاك الذي خلقك، ذاك الذي بدونه ما كنتَ لتُخلق؟ وأيّ أمر مفرح أكثر من خدمته، بما أنّ خدمته تعني الحكم؟ لكنّ الإنسان قال لخالقه: "لا أخدم".
قال الخالق للإنسان: أنا سأخدمكَ! اجلسْ إلى المائدة؛ سأقدّم الطعام؛ سأغسل قدميكَ. استرحْ؛ سآخذ أوجاعكَ على عاتقي؛ سأحمل ضعفكَ... إن كنتَ متعبًا أو محمّلاً بالأثقال، سأحملكَ لأكون أوّل مَن يطبّق شريعتي: "لِيَحمِلْ بَعضُكم أَثْقالَ بَعض" .. إن كنتَ جائعًا أو عطشانًا، أنا جاهز لأضحّي بنفسي كي تتمكّن من أكل جسدي وشرب دمي.. إن تمّ أسركَ أو بيعكَ، ها أنا...؛ افتَدِ نفسكَ من خلال دفع الثمن الذي ستأخذه منّي؛ أنا أهب نفسي كثمن... إن كنتَ مريضًا، إن كنتَ تخشى الموت، سأموت مكانكَ، كي تجعل من دمي علاج حياة".
يا إلهي، بأيّ ثمن افتديتَ خدمتي غير المجدية! بأيّ فنّ مليء بالحبّ واللطف والعطف استعدتَ هذا الخادم المتمرّد وأخضعتَه، منتصرًا على الشرّ بالخير، مازجًا غروري بتواضعكَ، مغدقًا النِّعَم على ناكر الجميل! هكذا انتصرَت حكمتك".